هل يمر مستقبل سوريا عبر واشنطن وموسكو؟
نشر تقرير حول المشاورات بين روسيا والولايات المتحدة لتنظيم مؤتمر دولي حول سوريا، بحضور بشار الأسد وأطراف من المعارضة ودول الجوار.
وقال التقرير إن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، التقى في موسكو نظيره الروسي، سيرغي لافروف، والرئيس فلاديمير بوتين؛ بهدف تقريب وجهات النظر فيما يتعلق بعقد قمة مشتركة في الولايات المتحدة حول المصالحة السورية.
وأضاف أن واشنطن تسعى إلى إقناع موسكو بدفع حليفها بشار الأسد، إلى طاولة المفاوضات، جنبا إلى جنب مع المعارضة السورية، في المؤتمر الذي من المقرر عقده في نيويورك يوم 18 كانون الأول/ ديسمبر.
والولايات المتحدة تسعى إلى إنهاء الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، التي أدت بعد أربع سنوات إلى مقتل 250 ألف شخص، ودفعت بالملايين من اللاجئين نحو السواحل الأوروبية. إلا أن تنظيم المؤتمر الدولي القادم في نيويورك، يبقى رهن قدرة موسكو على إقناع نظام بشار الأسد بالدخول في مفاوضات مع المعارضة.
وقبل زيارته لموسكو، التقى جون كيري عشرات الممثلين عن دول عربية وأوروبية في باريس، من بينهم وزيرا الخارجية القطري والأردني، اللذان اقترحا عليه قائمة تضم فصائل المعارضة السورية التي "يجب استبعادها من المفاوضات".
والمفاوضات القادمة ستجمع وفدا مكونا من 15 ممثلا عن فصائل المعارضة، وممثلين عن النظام السوري، إلا أن عدة أطراف من المعارضة لم تبد إلى الآن انفتاحها على مفاوضات لا تتضمن رحيل بشار الأسد.
وكانت الدول الكبرى قد اتفقت منذ شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المنقضي على رسم خارطة طريق تتعلق بالحرب السورية، وتشمل هذه الخارطة في خطوطها العريضة، تنظيم مؤتمر دولي يجمع كل الأطراف السورية قبل بداية سنة 2016، على أن يمهد هذا الاتفاق فيما بعد لمصالحة شاملة بين كل الأطراف. وتتضمن هذه المصالحة في مرحلة أولى، تشكيل حكومة انتقالية غضون ستة أشهر، وتنظيم الانتخابات خلال سنة ونصف السنة في مرحلة ثانية.
ويشمل الاتفاق في المرحلة التمهيدية إجراءات تتعلق بالوقف المتبادل لإطلاق النار، وإعادة بناء الثقة بين الطرفين، وإطلاق سراح كل السجناء، والسماح للمساعدات الدولية بالوصول لكل المناطق، وعودة اللاجئين السوريين.
والتوافق المبدئي حول المؤتمر الدولي القادم، لا ينفي وجود اختلافات عميقة بين الحلف الروسي وحلف الولايات المتحدة حول بقاء الأسد في سلطة من عدمه. وإذا كانت روسيا تعارض رحيل الأسد عن السلطة، وتدعمها في ذلك إيران، فان الولايات المتحدة وحلفاءها العرب يرون أن الأسد لا يمكن أن يكون طرفا في عملية الانتقال السياسي.
وبعض مجموعات المعارضة أبدت تحفظها حول المشاركة في المفاوضات، بينما عارضت جبهة النصرة تماما الاتفاق مع النظام حول أي انتقال سلمي للسلطة.
وبينما تتواصل الضربات الجوية للتحالف ضد أهداف في سوريا والعراق، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه الأخير أن العمليات الجوية حققت أهدافها، وأضاف أن تنظيم الدولة خسر مئات الكيلومترات من مناطق نفوذه بسبب الضربات الموجعة التي تلقاها.
ولا يمكن إنكار تأثير الضربات الجوية على القدرة العسكرية للتنظيم، إلا أن استعادة محافظات الموصل في العراق والرقة في سوريا يحتاج إلى قوة برية موازية، تعمل على دحر قوات التنظيم.
وفي الختام، قال التقرير إن الحلف الروسي حقق أيضا انتصارات هامة على تنظيم الدولة، حيث استطاعت قوات النظام استعادة مناطق شاسعة في جنوب دمشق وفي اللاذقية؛ بفضل الضربات الجوية الناجعة للطائرات الروسية.
(المصدر: صحيفة لاكروا الفرنسية 2015-12-16)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews