1/2 مليار خارج المنافسة!
لا تندهش، فهذه المعلومة صحيحة إلى حد كبير!
المعلومة تقول إن نصف مليار درهم أصبحت خارج المنافسة على لقب بطولة دوري المحترفين هذا الموسم، كما رصدها الباحث والإعلامي منصور عبد الله.
ومعنى أن نصف مليار أصبحت خارج المنافسة، يعني أنها ضاعت على الأرض!! فإذا افترضنا، وهو افتراض صحيح، أن هذه المبالغ الكبيرة عندما ترصد، فهي لا ترصد إلا من أجل الحصول على اللقب، فإنها تضيع إذا ضاع اللقب!! وهذا للأسف الشديد حال الجزيرة والوحدة معا، فقد ضاع اللقب مبكرا جدا قبل ان تنتصف المسابقة، وأصبح حال الفريقين الكبيرين البطلين لا يسر عدوا ولا حبيبا!!
قد يقول قائل إن المعلومة افتراضية ولا يجوز البناء على كل ما هو افتراضي، فأقول، إنه افتراض أقرب إلى الواقع، بل ربما مجموع ما يصرفه الجزيرة والوحدة يزيد عن النصف مليار، ومعلوم، أن الجزيرة له النصيب الأكبر، لكن في المقابل، فالوحدة أيضا لا يستهان بموازنته وقدراته وإمكانياته!
وأنا لا أقول ذلك لكي أنكر على الجزيرة أو الوحدة ما ينفقانه، فنحن جميعا نعلم أننا في زمن الاحتراف، فهو، أي الاحتراف، يحب المال، ولا يستطيع أن يعيش بدونه، الذي يملك يفز، والذي لا يملك يخسر، هذه هي القاعدة، وإن كنت في بعض الأحيان لا أنكر الاستثناء، فالاستثناء موجود في كل شيء وليس في الاحتراف فحسب!
الجزيرة والوحدة، ليسا الوحيدين اللذين يصرفان من خلال موازنات كبيرة، فهناك العين وهناك الأهلي وهناك النصر على سبيل المثال، وهذا معروف للوسط كله ولا خلاف عليه، ولا عيب فيه، لكن أين يكمن العيب؟ هذا هو السؤال، وهذا هو بيت القصيد!!
هل يرضى الجزيرة بعد هذا كله، أن ينقلب الحي على الفلاح!
هل يرضى أن يكون ليس من بين المنافسين، بل من بين المرشحين للهبوط!
لا مانع ان تخسر، لكن ما رأيك عندما تتكرر الخسائر، وعندما يصل الأمر إلى حد الخجل من الخسارة، وللعلم أنا أراعي جدا اختيار الألفاظ، لأن ما يحدث للجزيرة تحديدا يستحق كلمات أكبر، لأن هذا الموسم بالذات، من المفترض، كما خطط له الجزراوية، هو موسم عودة البطولات، بعودة طيب الذكر، الكوتش البرازيلي براجا، فهل عادت البطولات، أم عادت الانتكاسات؟!!
أشد ما يؤلمني هو اللعب بالكلمات بدلا من اللعب في الملعب، وكأن براجا وجد ضالته في مسألة «البناء» و«الوجوه الشابة»، وكأن البناء والوجوه الشابة أشياء ضد الفوز، وكأنها أشياء مرادفة للخسارة فقط، علما بأن الفرق تموت ولا تعيش عندما تتكرر الهزائم يا مستر براجا!!
كلمات أخيرة
ماذا فعلت الموازنات الكبيرة، هل جاءت بالبطولات، هل جاءت معها حتى تباشير النصر، لا جاء هذا ولا جاء ذاك، لا في الجزيرة ولا في الوحدة!!
عاصرت أنواعا وأشكالا من المدربين سواء في المنتخب الوطني أو في الأندية، وكان أكثر ما يؤلمني من بعضهم، عندما يفشل في تحقيق النجاح، يمسك في اسطوانة البناء، وهي من نوع «كلمة الحق التي يراد بها باطل»!!
أكتب هذه الكلمات ليس بغرض التشفي في فريقين كبيرين لا سمح الله بل بهدف الأسف على غيابهما من دائرة المنافسة التي تؤثر جديا على نجاح مسابقة الدوري!
إذا فقدت المنافسة فريقين بطلين كالوحدة والجزيرة، فلا بد أن تقل معدلات التنافس والمتعة والإثارة!
الحقوا فصل الشتاء !!
مليار خارج المنافسة!
(المصدر: البيان 2015-12-13)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews