موجة كبرى متطرفة تجتاح الدولة من اليمين
أمور غريبة تحصل في الشؤون السياسية في الاسابيع الاخيرة. . فقد بدأ هذا مع نائب وزير الدفاع داني دنون الذي أعلن أن كل المسيرة السياسية هي عمليا خدعة من نتنياهو. واستمر هذا مع الوزير نفتالي بينيت الذي اقترح التعاطي مع الفلسطينيين كشظية. وتواصل مع نائب وزير الخارجية زئيف الكين الذي أعلن بانه يتفق مع بينيت، ولكنه يفترض به، لاسفه، ان يعرض سياسة اخرى. وتواصل مع اللوبي من أجل بلاد اسرائيل الذي اقامه رئيس الائتلاف يريف لفين ونائبة الوزير تسيبي حوتوبيلي، حيث ظهر كل كارهي فكرة الدولتين على اجيالهم.
حيال هذه الموجة، سواء كانت عكرة أم لا، يكاد لا يكون هناك سياسيون يقفون في وجهها. في الائتلاف يكاد يكون الجميع يفكرون مثل بينيت ودنون. فهم يمقتون المسيرة السلمية بصفتها هذه، ويقلقون من مجرد فكرة المضي قدما في المفاوضات السياسية او اللقاء مع الفلسطينيين في بحث سياسي، او حتى في حديث عادي غير ملزم. هكذا نتنياهو وليبرمان ويعلون ومعظم الوزراء، نواب الوزراء واعضاء الكنيست. فقط لا تقولوا لهم محادثات سياسية، تنازلات، اخلاء مستوطنات، خطوط 67. هذا الخطاب ليس مرغوبا فيه ضارا، يجب التملص منه، سيقولون. ربما فقط الوزيرة تسيبي ليفني والنائب عوفر شيلح يفكران خلاف ذلك.
للمسيرة السلمية، إذن، لا يوجد زخم لان احدا لا يريد أن يحركها حقا. كما أنه لم يكن ليئير لبيد في اي مرة من المرات دافع سياسي حقيقي، ولهذا فان النواب من حزبه يشاركون في ندوة اللوبي من أجل بلاد اسرائيل، التي هدفها احلال السيادة الاسرائيلية على يهودا والسامرة. كما أن المعارضة الرئيسة، تلك التي تقودها شيلي يحيموفيتش، عديمة الدافعية في الموضوع السياسي وتكرس نفسها لمواضيع الميزانية. اضيفوا الى هذا المصاعب التي يضعها الفلسطينيون وستحصلون على جمود حتى جون كيري لا يمكنه ولن يكون بامكانه اذابته.
في الوضع (الغريب) الذي نشأ ينهض رجال أمن في الماضي وفي الحاضر كي يحذروا. مئير دغان، رئيس الموساد السابق، استجدى امس في مؤتمر الرئيس بعض المبادرة السياسية التي تنقذ المنطقة من اضطراب عظيم. كل رؤساء المخابرات السابقين انتجوا عمليا فيلم ‘حماة الحمى’ ورووا كيف نحن نبدو وماذا ينتظرنا في المستقبل. وأمس انضم اليهم قائد المنطقة الوسطى، نيتسان الون. بحكم منصبه تحدث بحذر وحذر قائلا: ‘ان ضبط النفس الفلسطيني قد ينتهي قريبا. اذا لم تستأنف المفاوضات سيطرأ تصعيد’.
الون، كريه نفس المستوطنين، سار على الحافة التي بين السياسي والعسكري. ولهذا السبب توجد أصوات، ولا سيما في اليمين، تدعو الى تنحيته. وأمس هاتفت النائب عمرام متسناع. قبل 25 سنة كان قائد المنطقة الوسطى في زمن الانتفاضة الاولى. وقال متسناع في حينه ذات الامور التي يقولها الون اليوم، وحذر من التصعيد اذا لم يكن هناك تقدم سياسي. فقد ادعى متسناع بان قيادة المنطقة يمكنها أن تخفض درجة الحرارة، ولكن ليس للمشكلة حل عسكري، بل سياسي فقط. واليوم واضح انه كان محقا. متسناع قال ذلك في الحكومة. الوزير ارييل شارون طلب في حينه كم فاه. اما وزير الدفاع اسحق رابين فلم يعقب. رئيس الاركان دان شومرون هدد بالاستقالة بنفسه، اذا ما ذهب متسناع. متسناع غادر في النهاية الجيش وواصل كما كان متوقعا طريقه في احزاب اليسار. معقول الافتراض بان اللواء الون سيجد نفسه في هذا الجناح من الخريطة، مثل معظم رجال الامن قبله.
السؤال هل ما قاله نيتسان في الاستعراض للمراسلين الاجانب هو في اطار قيود المنصب، منسق مع وزير الدفاع ورئيس الوزراء أم انه جاء هو ايضا ليحذر الدولة مما ينتظرها في اعقاب الجمود الذي يفرضه السياسيون. ليس عنده جواب قاطع على هذا السؤال. اقترح فقط الانتباه لما يقوله الون، قائد سييرت متكال سابقا. فهو يأتي بنية صافية. كما أنه يعرف عما يتحدث. الحكمة السياسية والامنية لا تتجمع ايضا في نطاق عوزي لنداو، دنون والكين.
( المصدر : صحيفة معاريف العبرية )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews