ثورة السيارات الكهربائية

تم الاختراع الحقيقي للسيارة في أواخر القرن الـ 18 الميلادي عن طريق المخترع “جوزيف نيكولاس كونيو” الذي كان مهندسا في المدفعية الفرنسية فقد اخترع عربة تسير بواسطة محرك بخاري وذلك عام 1769م، وبعد ذلك تم انتشار السيارات في أوائل القرن الـ 19 الميلادي. وفي ألمانيا عام 1885م اخترع “كارل فريدريش بنز” أول سيارة تعمل بمحرك جازولين، وبناء على ذلك سجل السيد بنز براءة اختراع هذه السيارة في 29 يناير 1886م في مدينةمانهايم الألمانية.

وفي عام 1901م أي قبل حوالي 114 سنة أتى رائد صناعات السياراتالأمريكية “رانسوم أولدز” وهو أول شخص استخدم خط التجميع في صناعةالسيارات، جاء “هنري فورد” بعده، وكان أول من استخدم خط لتجميعوتصنيع السيارات. وهذا نهج جديد لصناعة السيارات حيث تمكن من إنتاج425 سيارة في عام 1901م إلى 2500 في عام 1902م، ومن ذلك الحين وحتى يومنا هذا لاتزال ثورة صناعة السيارات في تطور مذهل ومواكبة لمتغيرات العصر.

في عام 2010م انتشر ما يعرف بالسيارات الكهربائية وهي الجيل الجديد من السيارات التي تم استبدال محركها الذي يعمل على البنزين بالمحرك الكهربائي مع المحافظة على المكونات الأخرى للسيارة، هذا النوع انتشر انتشار واسع في أمريكا وفي اوروبا ووصل إلى اغلب الدول الآسيوية. على حسب إحصائية “مركز الطاقة الشمسية وابحاث الهيدروجين” فقد وصلت أعداد السيارات الكهربائية حول العالم إلى حوالي 800 ألف سيارة في خلال 5 سنوات، وأكثر من نصفها تم بيعه خلال الـ 14 شهر الماضية فهي في نمو مستمر، فعلى سبيل المثال تعتزم ألمانيا نشر هذا النوع من السيارات في شوارعها حتى تصل إلى مليون سيارة كهربائية في عام 2020م.

أما ما يخص محطات الطاقة أو ما يسمى محطات شحن البطاريات فهي منتشرة بكثرة وبشكل ملحوظ في شوارع أمريكا وأوروبا وهي على أشكال منصات مثبتة، وأصبحت متطورة حديثا حيث يغذي هذه المحطات شبكات كهربائية تستمد طاقتها من محطات الطاقة الشمسية أو محطات الطاقة المتجددة الأخرى كالرياح وغيرها، فقد وصل عدد محطات الشحن حول العالم إلى 106 آلاف محطة متاحة لإعادة شحن البطاريات.

حدث مؤخرا في المعرض التجاري في ميونيخ الذي عقد أواخر أكتوبر أنه تم إعلان عقد الشراكة بين الشركتين العالميتين ” ABB” و “مايكروسوفت” وذلك لإطلاق تكنولوجيا ذكية ومحطات لشحن السيارات الكهربائية بسرعة عالية وهذا بالتأكيد سيسهل على المستهلك القيام بشحن بطارية سيارته بوقت أسرع من ذي قبل.

هناك تواجد لعلامات تجارية كبيرة تخدم منتجات السيارات الكهربائية في العالم وذات جودة عالية، من أهما شركة “تيسلا” الأمريكية التي تراهن على السيارات الكهربائية حيث قال رئيسها التنفيذي ايلون ماسك “إن مهمة الشركةهي انتقال العالم إلى السيارات الكهربائية” أيضا هي شركة عظيمة في صناعة وتطوير البطاريات. ولا ننسى أيضا نية شركة الكمبيوترات والهواتف النقالة “آبل” عن صنع وبيع سيارات كهربائية وهي تستهدف بذلك عام 2019م، حيث أطلقت على السيارة أسم “Titan” نسبة إلى قمر كوكب زحل.

في الحقيقة أن نشر هذه التقنية من السيارات على المستوى الإقليمي سيساعد على خفض مستويات الأدخنة السامة في الجو وتقليل الانبعاثات وهو ما يشكلأهمية عظمى لدى أكثر الدول، زيادة على ذلك أن السيارات الكهربائية أثبتت وجودها وأصبحت متطورة وذات قدرة عالية ومنافسة، أيضا هي خطة أساسية لحفظ الوقود المستهلك يوميا في السيارات التقليدية وهذا بالتأكيد سيحمي من الهدر المحلي للطاقة، فالواجب من الحكومات خلق عوامل محفزة لشراءالسيارات الكهربائية.

أخيرا، متى سنرى السيارات الكهربائية في شوارع المملكة العربية السعودية؟.

(المصدر: مال 2015-11-18)