«مصارف لبنان لدعم الشركات المتعثّرة»
يتّجه القطاع المصرفي لمراعاة ظروف الشركات اللبنانية المتعثرة، ريثما يعود الاستقرار السياسي بتوجيه خاص من مصرف لبنان. أما الدولار الأميركي فيُتوقّع استمرار ارتفاعه في 2016 ومعه الليرة اللبنانية الامر الذي يتصاعد إيجاباً على فاتورة الاستيراد اللبناني من الخارج.ارتفع مؤشر أداء الدولار الاميركي في اسواق الصرف العالمية خلال الاسبوع المنصرم الى اعلى مستوى له منذ العام 2005. وجاء ذلك عقب تقرير سوق العمل في الولايات المتحدة الاميركية والذي زاد احتمالات رفع اسعار الفائدة الاميركية خلال اجتماع الاحتياطي الفدرالي الشهر المقبل.
يقول مصرف جي بي مورغان وهو اكبر متداول عالمي في اسواق الصرف الى جانب كلٍّ من ديتشيه بنك الالماني وباركليز بنك البريطاني. وسوف يواصل الدولار الاميركي ارتفاعه طوال ستة أشهر بعد إقرار رفع اسعار الفائدة.
وسوف تبلغ اسعار الدولار اقصاها في منتصف العام المقبل. وبلغ ارتفاع الدولار خلال الشهر الجاري 1,6 في المئة في الاسواق العالمية كما جرى تبادل اليورو في نهاية الاسبوع الماضي عند 1,0773 دولار.
وكان الدولار شهد تقلّبات في الاسعار خلال الثمانية اشهر الماضية نتيجة الاضطرابات الاقتصادية والمالية في الصين وتباين التقارير الاقتصادية الاميركية المتلاحقة. أما ارتفاع الدولار المتوقّع استمراره فيعني ايضاً استمرار تراجع العملات الاخرى من الذهب والنفط.
أما على المستوى اللبناني فهذا يعني صعود الليرة اللبنانية مع الدولار وإزاء العملات الاخرى أيْ أنّ شروط وظروف الاستيراد والاستهلاك اللبناني سوف تكون افضل نتيجة لهذا الارتفاع.
ومن جهة اخرى اعتبر مصرف كريدي سويس السويسري أنّ اكبر المخاطر التي تهدّد الاقتصاد العالمي في 2016 سوف تكون نتيجة رفع اسعار الفائدة الاميركية وتراجع حجم الاستثمار في الصين.
أسعار النفط
وكانت أسعار النفط تراجعت لأدنى مستوياتها في شهرين نتيجة ارتفاع المخزونات النفطية في الدول المتطوّرة الى مستويات قياسية وترافق ذلك مع استمرار ارتفاع حجم الانتاج النفطي الاميركي. وتراجع سعر النفط في نيويورك الى 40,74 دولاراً للبرميل لتبلغ نسب تراجع النفط 8 في المئة هذا الاسبوع. أما في لندن فتراجع سعر مزيج برنت الخام الى 43,61 دولاراً للبرميل.
ويتابع الخبراء مسار حرب الاسعار في اسواق النفط العالمية بين روسيا والمملكة العربية السعودية والتي سوف تنضمّ اليها ايران التي تريد استعادة حصتها في الاسواق العالمية. ويحدث هذا في وقت تبقي فيه مختلف الدول المنتجة للنفط على حجم انتاجها رغم ارتداع حجم المعروض في الاسواق العالمية وتأثير ذلك في الاسعار.
اما الذهب فيبدو أنه ما زال يراوح حول مستوى 1083 دولاراً للاونصة بانتظار رفع اسعار الفائدة الاميركية الذي إذا حدث سوف يدفع اسعار المعدن الاصفر الى مستوى اكثر انخفاضاً.
الأسواق اللبنانية
تلقّت الاسواق المحلية جرعة تفاؤل هذا الاسبوع من انعقاد جلسات في مجلس النواب بعد توافق الفرقاء اللبنانيين على ذلك إذا اعتبر ذلك فتح ثغرة في الحائط المسدود وإنقاذ البلاد في ربع الساعة الاخير من الدخول في متاهات سياسية ومالية واقتصادية وأمنية خطيرة ومع إقرار سلسلة طويلة من القوانين المالية والمصرفية تنفّست معها الاسواق المحلية الصعداء، سرعان ما انعكس ذلك ارتفاعاً حاداً في بورصة بيروت الرسمية فقد ارتفعت اسهم شركة سوليدير الفئة (أ) بنسبة 23,54 في المئة والفئة (ب) بنسبة 19,52 في المئة الى 10 و10,13 دولارات على التوالي. لتدعم بذلك البورصة الرسمية بعد ثلاثة اسابيع من الأداء السلبي جداً، كما زادت اسهم سوليدير في سوق لندن 9,44 في المئة الى 9,85 دولارات.
ضعف في الاقتصاد اللبناني
وعكس تعميم جديد اصدره مصرف لبنان المركزي يتناول فيه واقعَ تكاثر الشركات المتعثّرة في السوق اللبنانية وطالب المصارف التعامل بحكمة مع هذه المؤسسات خصوصاً منها تلك التي تظهر قابلية للاستمرارية في عملها، وذلك تجنّباً لتوقّفها عن العمل وصرف عمالها ما سيضاعف حدة الازمة
الاقتصادية والاجتماعية على السواء.
ويبدو أنّ غالبية المؤسسات المتعثّرة هي من الحجم الصغير او المتوسط التي تشكل 85 في المئة من المؤسسات العاملة في لبنان، والتي يُفترض مساعدتها في ظلّ هذه الظروف الاقتصادية الصعبة والتي يمكن تجاوزها في حال عودة الاستقرار السياسي.
وقد طالب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في خلال الاجتماع الدوري الأخير مع جمعية المصارف في حضور لجنة الرقابة بالاهتمام بملفّ الديون المتعثرة للمؤسسات والافراد.
(المصدر: الجمهورية اللبنانية 2015-11-16)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews