من هم منفذو تفجيرات باريس؟
قال تقرير إن التفجيرات في باريس لا تزال غير واضحة، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها، مستدركا بأن الطريقة المنسقة والحرفية التي تميز بها المنفذون، واستخدام العمليات الانتحارية، يشيران إلى طريقة تنظيم القاعدة، والهجوم الذي نفذ على الصحيفة الساخرة "شارلي إيبدو" والمتجر اليهودي في باريس بداية العام الحالي.
ويستدرك التقرير بأن تفجيرات الليلة الماضية تميزت بالعشوائية: إستاد فرنسا، الذي كانت تقام عليه مباراة، ومسرح "باتاكلان"، الذي كانت فرقة موسيقية أمريكية تحيي حفلا موسيقيا عليه، وعدد من المطاعم في شرق باريس.
وطرح عددا من السيناريوهات عمن يقف وراء العملية:
السيناريو الأول: أنها نفذت بتخطيط جماعة يديرها تنظيم الدولة. فكما طلب التنظيم من أتباعه في مدينة سيناء المصرية تفجير الطائرة الروسية، فلربما طلب من أتباعه الأوروبيين تنظيم التفجيرات، وقد جاءت بعد 18 شهرا من الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم في سوريا والعراق.
ويستنتج التقرير أنه بناء عليه فقد يكون بعث التنظيم فريقا إلى فرنسا، أو نظم عددا من المقاتلين الجدد في داخل فرنسا، أو أقام شبكة من المقاتلين الفرنسيين في صفوفه ومتطوعين جددا داخل البلاد.
ويعتقد أن هناك أكثر من 520 مقاتلا فرنسيا يشاركون في الحرب داخل سوريا، و250 مقاتلا في العراق.
السيناريو الثاني: قد يكون المنظم للمذبحة الجديدة أشخاصا مرتبطين بمن قاموا بهجمات فرنسا قبل عشرة أشهر. وقد يكون المنظم تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة، الذي خرج من عباءة تنظيم القاعدة. وربما تعاون التنظيمان في العملية. ففي كانون الثاني/ يناير، أعلن أحد المنفذين ولاءه لتنظيم الدولة، أما الاثنان الآخران فقد تلقيا تدريبات في معسكرات في اليمن على يد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
التنظيم الذي أعلن مسؤوليته عن الهجمات على مجلة "شارلي إيبدو"، التي نشرت رسوما ساخرة. ولأن تنظيم القاعدة خسر الساحة الجهادية لصالح تنظيم الدولة، فإن تنظيم عملية ضخمة مثل تفجيرات باريس، سيعيد إليه القيادة التي خسرها.
ويورد التقرير ، أن السيناريو الثالث هو تنفيذ جماعة محلية للعملية. مشيرا إلى أن غالبية مهمشة من الشباب المسلمين والمحرومين والغاضبين تعيش في فرنسا، وكانوا مصدرا لخروج العديد من المتطرفين. ولكن معظمهم ذهب للقتال في سوريا، ولم يكن هناك إرسال مقاتلين إلى فرنسا. وظهر بينهم أفراد قاموا بعمليات بطريقة فردية، أو ما يطلق عليه "الذئب المتوحد"، ومن هؤلاء محمد مراح عام 2012، ومهدي ميموش، الذي قتل أربعة في متحف يهودي في بروكسل. ولكن هجوم ليلة الجمعة لا يشير إلى أنه من تنظيم أفراد هواة.
والأساليب التي استخدمها المنفذون في باريس، تذكر بما استخدم في هجمات مومباي في الهند عام 2008، فقد هاجموا فنادق ومعبدا يهوديا ومطعما وقطارات.
ويختم التقرير بالإشارة إلى أن هناك إمكانية بأن يكون هجوم باريس ليلة الجمعة قد حاول إرسال الرسالة ذاتها، فالأهداف لم تكن سفارات محروسة ومواقع سياحية ومحلات بيع البضائع الراقية أو متاحف. وباستثناء إستاد فرنسا، فإن الأهداف الأخرى تظل عادية، وكلها تعيش فيها أقليات متعددة الثقافات. وقد تكون استهدفت لهذا، أو لأنها معروفة للمهاجمين.
(المصدر: الغارديان 2015-11-14)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews