إعادة اكتشاف الخطوط العربية في عصر الويب
جي بي سي نيوز-: لاتزال عملية استخدام الخطوط الجيدة هي اللَبِنة الأساسية لمعظم عمليات التصميم الناجحة التي تحدث في هذا العالم وهي الأساس لأي عملية تواصل مكتوبة بين البشر ولأي عملية تهدف لنشر المعرفة او تلقيها. أدرك الاقدمون أهمية الخطوط وضرورة الاهتمام والاعتناء بها منذ أن نقش الإنسان الرموز على الحجر قبل الاف السنين إلى مرحلة تعلمه الأبجدية واللغات والبدء في كتابة الرسائل والكتب على الجلود والأوراق. فالعربية التي بدأت بالخط الكوفي توسعت حتى وصلت الى 80 خط وأسلوب للكتابة بل إن الكوفي فقط تفرع منه 50 نوعا بدءا بالكوفي المصحفي وليس انتهاءا بالكوفي المغربي. ساعد هذا التوسع في نشر ثقافة العلم والقراءة والكتابة وساعد العربية أيضاً في الانتشار فكانت الأبجدية العربية تستخدم في عشرات البلدان كأبجدية اساسية في كتابات اللغات المختلفة. لم يختلف الأمر كثيرا في عصرنا الحالي من ناحية الأهمية.. فمع تسارع التقنية وتنوع الأجهزة الذكية اصبح تواصل المستخدم مع المحتوى والخطوط أمراً لا مفر منه، فأنت على تواصل مع المحتوى والحروف سواءً في استخدامك لتطبيقات الهواتف الذكية او في كتابة رسائل البريد الإلكتروني أو خلال قراءة الأخبار والمقالات على المواقع الإكترونية.
إلا أن الاختلاف الذي حصل هو ضعف اهتمام العرب في تطوير خطوط متنوعة تناسب التقنيات والأجهزة الحديثة. فعلى الرغم من عراقة التاريخ العربي والإسلامي في مجال الخطوط ووصولنا الى الألفية الثالثة واستخدامنا لأحدث التقنيات إلا ان المكتبة العربية تعتبر الأفقر من ناحية الخطوط مقارنة بنظيرتها اللاتينية المحتوية على اكثر من 150 الف خط تناسب جميع الاحتياجات وتلبي معظم الرغبات.
فيما يلي ثمانية أسباب تجعل من تقنية خطوط الويب أمراً لا يمكن الإستغناء عنه:
1- سرعة القراءة:
تمتاز الخطوط الإحترافية بأنها مصممة بإتقان وتراعي الكثير من عوامل المقروئية ودرجة الوضوح للنصوص Readability and legibility الأمر الذي تفتقده معظم الخطوط الإفتراضية المثبتة على الأجهزة مما يعطي الأولى ميزة الوضوح وسهولة وسرعة قراءة النصوص..بذلك تكون عملية القراءة سهلة وممتعة وغير مجهدة للعين وكذلك تحفظ الكثير من الوقت. ففي دراسة لمعهد MIT أظهرت أن المستخدمين الذي يقرؤون النصوص بخطوط جميلة ومتقنة تقل وقت القراءة لديهم بخمس دقائق واثنتي عشرة ثانية في المعدل المتوسط.
2- اللحاق بالركب التقني:
تقنية خطوط الويب أصبحت جزء لا يتجزء من المعايير القياسية لعملية تصميم وتطوير المواقع فمن غيرها ستكون المواقع مثقلة بعشرات الصور الخاصة بالأيقونات والشعارات والبنرات والأزرار وغيرها .. وبإستخدمها ستصبح المواقع أقل حجما وأسرع تصفحا وأكثر استجابة وتأقلماً مع مختلف الأجهزة والشاشات.
3- إحياء التاريخ العربي والإسلامي:
تعتبر العربية من أقدم اللغات وأكثرها جمالا ومرونة ولها في التاريخ العربي عموما والإسلامي خصوصا مكانة كبيرة وتاريخ عريق. فعلى الرغم من الضعف الشديد التي تمر به في هذا الأيام إلا ان الفرصة متاحة لإعادة إحياء هذا التاريخ من خلال تعزيز ثقافة الكتابة والقراءة بالعربية ونشر ثقافة الخطوط واستخدمها وإثراء المكتبة العربية بالمزيد من الخطوط المنوعة التي تلبي اكبر قدر من احتياجات المستخدمين.
4- الانعكاسات الصحية:
في مقال للدكتور وليد فتيحي حول الانعكاسات الصحية لممارسة فن الخط نُشر في صحيفة الوطن السعودية، أشار فيه لعدة دراسات أجري أحدها في جامعة جونز هوبكنز حول الأثار الصحية لممارسة فن الخط calligraphy وما له من تأثيرات إيجابية كبيرة على المستوى الفسيولوجي و الجسدي والعقلي وفوائدها على الإستقرار العاطفي وخفض التوتر وحث القدرات العقلية المعرفية والتركيز. الأمر ذاته أشارت له دراسة تابعة لمعهد MIT حول المزاج الجيد الذي يملكه المستخدمون الذين يقرؤون النصوص بخطوط جيدة وبأسلوب تايبوغرافي متقن وإمكانتيهم على تنفيذ المهام بشكل افضل ممن يقرؤون النصوص بخطوط سيئة.
5- التشجيع على القراءة والكتابة بالعربي:
في دراسة أجرها معهد MIT حول الخطوط والتايبوغرافي أكد فيها أن الخطوط لها تأثير على عواطف المستخدمين أثناء عملية القراءة. فالصفحة التي تكون فيها الخطوط متقنة وجميلة و متناسقة مع بقية العناصر ستجعل القارئ اكثر ارتياحا في عملية القراءة وأكثر رغبة في المواصلة. كما اثبتت الدراسة أن المستخدمين الذين يقرؤون النصوص بخطوط جميلة هم أكثر مقدرة على تنفيذ المهام الإدراكية بشكل أفضل ممن يقرؤون النصوص بخطوط سيئة لما في ذلك تأثير على مزاج القارئ.
6- كل خط يخبر قصة:
لا يمكننا تصميم خط واحد يلبي مختلف الإحتياجات، فكل خط يصمم لأهداف معينة ومحددة .. فالخطوط المخصصة للأطفال لا يمكن استخدامها لقراءة المقالات والأخبار، وخطوط عناوين الجرائد لايمكن استخدامها لقراءة النصوص، وما يصمم للشاشات مختلف عما يُصمم للطباعة. لذا ستفقد قصص الأطفال براءتها اذا كتبت بالخط الكوفي الصلب، فلكل خط قصة يُخبرها ومشاعر خاصة ينقلها.
7- أكثر من مجرد خط:
تجاوزت تقنية خطوط الويب webfonts أمر الكتابة والنصوص ووصلت الى استخدامات متعددة منها توفير الأيقونات بمختلف أنواعها وأحجامها لتستخدم كبديل عن الصور في المواقع والتطبيقات بالإضافة الى الخطوط ثلاثية الأبعاد، كما اصبحت تستخدم في إنشاء الكتب الإلكترونية وغيرها.
8- الاستجابة:
مع استخدامك لخطوط الويب ستكون أحجام النصوص والأيقونات أكثر مرونة مع اختلاف الأجهزة واختلاف دقة الشاشات وأنظمة التشغيل. كما ستضمن ظهور المحتوى بشكل سليم على أي جهاز بعيدا عن اللغة المستخدمه فيه وإمكانية دعمه للعربية.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews