إعادة إنتاج الدكتاتورية العربية
في عالم القيادات السياسية العربية الكبرى غير المنظم والذي لا يعترف بأخطائه ولا يحترم إرادة شعبه ولا يقدر دور الآخرين ولا يسعى إلى المنافسة للفوز بشرف تخليد ذاكرة قادته في صفحات التاريخ المشرقة، يمكننا أن نتوقع أي مصيبة سياسية قد تقع في أي بلد عربي من الوزن الثقيل كمصر اليوم، فرغم أن اللعب أصبح مكشوفا، والفيلم المصري السياسي الرديء يمكن توقع أحداثه ونهايته منذ المشهد الأول، إلا أن مجموعة من تنابلة السلطة العسكرية يريدون أن يقنعوا العالم بأن ما يرونه هو فقط ما يريدونه على الأرض، وما يراه العالم داخل مصر أو غيرها من وجهة نظر مغايرة لهم، فهو غير موجود أصلا، إنه بنظرهم سراب أو خرافات شعبية.
لهذا نرى أن قرارا بحجم حظر جماعة الإخوان المسلمين في مصر واعتبارها منظمة إرهابية يحاكم أفرادها وقادتها على أساس أنهم مجرمون مرّ على عالمنا العربي وكأنه شأن يخص قرية في إفريقيا، ولكن التمادي بالفجور السياسي أوصل الأمور إلى مناح خطرة، فها هو آخر قراراتهم الدكتاتورية، هو اعتبار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" منظمة إرهابية، وهذا تماهٍ، بل وامتزاج روحي وفكري وعقائدي مع سلطة العدو الصهيوني الإسرائيلي الذي ينفرد وحده بوصف حماس بهذا الوصف، وحتى هذا الأمر يبدو أنه سيمر على العالم العربي وكأنه شأن يخص قرية في الصين، وليس حركة مقاومة أرهقت وأرهبت العدو في دفاعها عن تراب وأرواح عائلات غزة المحاصرة.
ما يحدث في مصر من فوضى عليا تتحكم بمفاصل الدولة المصرية وتحرض المصريين ضد بعضهم، لا تتورع عن اتهام أبناء غزة المحاصرين من قبلها على الطرف الآخر بأي وصف تريده، ولا نستبعد أن ترسل جيشا لمحاصرة القطاع كما فعلت إسرائيل في شمال القطاع ولا تزال، وهذا الأمر المشين ليس بالأمر السهل البسيط، الذي يعبر عن قرار محكمة لا صلة لها بالعدل ولا بالنزاهة، بل بالانحطاط الذي وصل إليه الفكر والقرار السياسي في مصر، الذي لا يمكنه إدخال دبابة مصرية إلى سيناء دون إذن تل أبيب.
والخشية أن تكون هذه المرحلة مقدمة لوباء سياسي يجتاح عالمنا العربي في الوقت القريب، حيث سوريا تعيش حالة حرب داخلية تحصد كل شيء على الأرض، والعراق يعيش حالة جديدة من الإرهاب الرسمي ضد جزء من أبناء شعبه في الرمادي، ولا أحد يهتم في المحيط العربي، فالجميع مشغول بمشاكله الداخلية أو يخشى التحدث عن "البعبع" كي لا يخرج عليه فجأة، وهذا يدفعنا إلى توقع إعادة إنتاج السلطة الدكتاتورية الحاكمة في العالم العربي بأسماء وشخصيات جديدة، تقمع المعارضة وتستفرد بالقرار الذي يخدم أعداءها لا المصلحة الوطنية.
من المعيب أن تصمت جامعة الدول العربية التي لا تمثل إلا تصريحا سياسيا على الأقل، ومثلها باقي الدول العربية على مثل هذا الفعل المشين، فحماس رغم الاختلاف معها في بعض وجهات النظر إن وجدت، لا يجوز أن تحاصر مجددا من قبل الأنظمة العربية التي تناصب تنظيم الإخوان المسلمين العداء، فهذا جزء من الخطاب الرسمي الإسرائيلي تكفلت به الإرادة السياسية المصرية الجديدة سيدعم مواقف إسرائيل المتعنتة وسيزيد الأطماع الداخلية بين الفلسطينيين، خصوصا من يطربون للخطاب الإسرائيلي أو يخدمونه، ويضعف صورة حماس التي تدير قطاع غزة بحكومة منتخبة أمام القوى الأوروبية على الأقل والتي تضغط على إسرائيل للمزيد من التسهيلات للفلسطينيين.
للأسف سنبقى ندور في حلقة مفرغة من كل شيم العروبة وقيم الإسلام الحنيف الذي يدعونا إلى الاعتصام بحبل الله طالما بقيت هذه الزعامات وهذه القيادات المصطنعة تنبت كالشوك في حدائق القصور الرئاسية في عالمنا العربي، والأنكى أننا نرى كيف أن نظاما يحكم مصر العظيمة يختبئ خلف محام صغير يقيم دعوى ضد حركة نضالية ألجمت القوة الكبرى في الشرق الأوسط، كي يستغلوا تبعية القرار القضائي لتنفيذ مآربهم السياسية، وهذا ضرب من الجبن والدهلزة والاستغباء، وكان الأفضل لهم ولمن يريد من قادة العرب أن يخرج بكل رجولة وبأس وصدق ليقول إن إسرائيل هي الصديق الأفضل لنا، ولن نسمح لأحد أن يشكل تهديدا أو إزعاجا لها، وهي أفضل من إخواننا العرب المسلمين.. ألم يقلها ضاحي خلفان يوما؟!!
( الشرق 7/3/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews
اضف تعليق
خال السيسي رجل يهودي محترم جداَ جداً!!إسمه عوري سيباغ عاش بالمغرب والتحق بمنظمه الدفاع اليهوديه تحت الارض شهيره اسمها هاماجين واصبح لاحقا وكمكافأه له على تاريخه اليهودي المتطرف عين خال السيسي عضوا بالكنيست الاسرائيلي!ولكن يا خساره يا خساره توفيت والده السيسي وخاله قبل رؤيه السيسي حاكما فعليا لمصر!وقريبا رئيس دوله!هل تعرفون الان لماذا أرسل السيسي اكثر من ١٠ آلاف صاروخ قنابل عنقوديه تطلق بالمدفعيه محلمه دوليا صناعه مصنع نصر لبشار استخدمت على المدنيين في درعا وحمص وحلب وادلب