لماذا نحتاج إلى الآخرين لنحب ذاتنا؟
جي بي سي نيوز-: مهما حاولنا السيطرة على أسلوب حياتنا أو مصيرنا، تبقى أحياناً الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك الشعور حبّ الآخرين لنا في المواقف الصعبة، وخصوصاً حين نعجز عن اتخاذ قرار ما أو نتردّد.
هذا الدعم الذي يمدّنا به الآخرون يمنحنا شعوراً بالراحة والحرية والقدرة على الحب بشكل أعمق.
أمّا حين يقابل ضعفنا بالإهمال أو السخرية من المحيطين بنا، يتغير شيء ما في داخلنا حين نواجه ظروفاً مشابهة مع الأشخاص ذاتهم مرّة أخرى.
تروي أحد البرامج قصّة الشاب سيمون الذي يقع في حب فتاة، لكنّه يعجز عن كسب قلبها، فينصحه صديقه ديف أن يتصرّف على طبيعته. فيرد أنّه جرّب الأمر وفشل. حين لا ننجح في كسب حب الآخرين إذا ما تصرفنا على طبيعتنا، قد يعمد كثيرون منّا إلى خلق شخصية مزيّفة تشعره بالأمان والقبول.
في المقابل، يوضح المحلّل النفسي دونالد وينيكوت أن طبيعة الإنسان الحقيقية وحدها قادرة على الابتكار والخلق والشعور.
وفي المرات التي نضطر فيها إلى مشاركة أحاسيسنا العميقة، نكون أشبه بمن يقف على حافة الهاوية، ونشعر بالخوف الشديد من اتّخاذ تلك الخطوة. مثلا إذا وضع حيوان أليف في حديقة محاطة بسياج كهربائي لا مرئي. كلّما اقترب ذلك الحيوان من السياج تصعقه الكهرباء.
ولن يأخذ وقتاً طويلاً حتى يعرف حدوده، ويبتعد عن السياج الذي يعجز عن رؤيته. وفي حال دفعه أحدهم باتجاه منطقة الخطر، سيبدو عليه الانفعال لأنه بات يخشى العالم خارج منطقة السياج نتيجة الألم الذي يواجهه.
لنتخيّل أنّنا استبدلنا السياج بوعاء مملوء بالطعام، وكان الحيوان في حالة جوع. سيمنعه خوفه من الاقتراب من منطقة الخطر، قبل أن يحاول الاقتراب وهو يرتجف متوقّعاً صعقات كهربائية مؤلمة.
الأمر نفسه يحصل للإنسان. حين يبحث عن تحرير ذاته الحقيقية، تحاول الغريزة الكامنة في أعماقه حمايته من التعرّض للأذى مرّة أخرى.
0أضيفي تعليق
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews