علماء المسلمين في العراق تطالب بمحاكمة توني بلير
جي بي سي نيوز :- أصدرت الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق بياناً صحفياً الإثنين، طالبت فيه المجتمع الدولي بمحاكمة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ليكون عبرة في تاريخ البشرية.
واعتبرت الهيئة في بيانها أن اعتذار بلير لا يستحق الاهتمام وفات أوانه وجاء لأهداف سياسية بحتة، مشددة على أن الاعتذار يقبل من الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء.
وكان بلير اعتذر في مقابلة بثت مؤخراً مع شبكة "سي أن أن" الأمريكية عن غزو العراق معتبراً أن الغزو عام 2003 للإطاحة بنظام صدام حسين كان خاطئاً.
وتالياً نص البيان:
بيان رقم (1120)
المتعلق باعتذار رئيس الوزراء البريطاني
الأسبق توني بلير عن غزو العراق
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
ففي مقابلة صحفية لرئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير، على محطة (CNN) الأمريكية اعتذر بلير عن ((الأخطاء)) التي ارتكبت خلال الحرب التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية في العراق العام 2003، وكان مما قاله: ((إنني أعتذر عن الأخطاء وعن حقيقة أن المعلومات الاستخبارية التي تلقيناها كانت خاطئة، لأنه وحتى مع استخدام صدام حسين للأسلحة الكيماوية ضد شعبه وضد آخرين، إلا أن ما ظننا أنه يمتلكه لم يكن موجودا بالصورة التي توقعناها)) وتابع قائلا: ((إنه يعتذر عن أخطاء أخرى متعلقة بالتخطيط وبالتأكيد عن الأخطاء التي ارتكبناها حول الطريقة التي فهمنا فيها ما يمكن أن يحدث بعد إزالة نظام صدام حسين)).
وعلى الرغم من أن الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه فضيلة، إلا أن صاحب هذا الاعتراف والخطأ؛ أخطأ في توقيته على نحو لم يعد للفضيلة من حيز فيه، فهو يأتي في سياق معتاد من الاعتذارات المتأخرة عن أوقاتها والأحداث المتعلقة بها؛ سعيًا لأهداف سياسية بحتة، فضلاً عن أنه جاء متأخرا جدا، وبعد وقت طويل من المكابرة والإصرار على الخطيئة، ورفض الاعتراف بما تسبب به هذا الخطأ من غزو وحرب تمت الجناية فيها بحق شعب بكامله، وفقد من أبنائه أكثر من مليوني نسمة سقطوا ضحايا لما يصفه بلير بالخطأ، وشرد أكثر من عشرة ملايين داخل العراق وخارجه، ومكن قوى الشر والظلام من الهيمنة عليه، وسرقة أمواله وخيراته، وجر المنطقة كلها في الوقت نفسه إلى جحيم حروب لا أحد يدري إلى أين سينتهي بها المطاف.
إن هيئة علماء المسلمين لا ترى في اعتذار بلير ما يستحق الاهتمام، فقد فات أوانه، كما أنها ترى أن الاعتذار إنما يقبل من الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء، وليس من الذين ولغوا فيها حتى قمة الرأس؛ ولذا فإنها ـ ومعها كل العراقيين الشرفاءـ لا يقبلون اعتذار بلير، ويطالبون المجتمع الدولي -إن كان قادرًا أو مريدًا-بمحاكمته، ليكون عبرة في تاريخ البشرية، فلا يقع غيره في ما وقع فيه هو وغيره ممن شاركوه الجريمة ويرفضون الاعتراف بها أو الإقرار بها.
الأمانة العامة
12 محرم/ 1437 هــ
26/10/2015م
للمزيد أقرأ أيضاً:
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews