لم يكن الأهلى هو الفائز الوحيد
أتمنى اعتزال أو على الأقل ابتعاد كل هؤلاء الذين لا يحبون الهدوء أو الفرحة.. الذين لا تطيب لهم حياتهم وحياتنا إن خلت من الأزمات الصاخبة ومعارك تقطيع الرقاب وتشويه أى سيرة أو صورة.. ويخشون ملل وفراغ أوقاتهم وكساد تجارتهم وضياع مكاسبهم واحتراق ساحات استعراضاتهم إن استسلم الناس لقواعد الاحترام وجنحوا جميعهم للسلم.. فأمثال هؤلاء هم الذين لن يجدوا فى مباراة السوبر المصرى بالإمارات، أمس الأول، بين الأهلى والزمالك إلا تلك الدقائق القليلة التى توقف فيها اللعب وشهدت شجاراً وانفلاتاً متبادلاً بين لاعبى الفريقين.. وسيجتهدون اليوم وغداً للبحث عن أسرار وحكايات يحرقون بها أغصان الزيتون التى بدأ الكثيرون غرسها منذ بداية تلك المباراة.. مباراة انتهت بفوز الأهلى وحصوله على بطولة السوبر كأول بطولة رسمية مصرية تقام خارج مصر.. لكن الفوز والخسارة لم يكونا أهم ما فى تلك المباراة إنما كانت هناك حكايات ومعان أخرى أهم وأجمل وأعمق.. فقد انتهى الخلاف الحاد والطويل بين محمود طاهر، رئيس الأهلى، ومرتضى منصور، رئيس الزمالك.. ولا يعنينى أن يتبادل الرجلان الحب بالمشاعر الصافية والرقيقة، لكن يعنينى مصافحة الاحترام المتبادل اللائق برئيسى الناديين الكبيرين.. ثم كان هناك جمهور الأهلى الجميل والعظيم الذى فاجأ الجميع فى الملعب وعبر الشاشات بالتصفيق لفريق الزمالك وهو يصعد عقب المباراة إلى منصة التتويج لتسلم ميداليات الفريق الوصيف.. لا صفافير استهجان أو إهانات إنما رقى واحترام يليق بجمهور الأهلى ويستحقه فريق الزمالك.. ثم كان هناك استقبال مرتضى منصور وهو يقف على منصة التتويج بجوار محمود طاهر، واستقبل مرتضى منصور لاعبى الأهلى مصافحاً بكل الود والتقدير رغم أنهم اللاعبون الذين فازوا على فريقه وأخذوا منه البطولة التى كان يريدها.. وكان ذلك بالفعل سلوكاً رائعاً وراقياً من مرتضى منصور ومفاجئاً أيضاً، حيث توقع البعض أنه لن يشارك فى احتفال التتويج رفضاً للنتيجة وغضباً من الخسارة، ووقتها كان هناك من سيلتمس له العذر باعتبارها قاعدة كروية مصرية جديدة، حيث كان هناك فى الأهلى من رفض تسلم ميداليات الوصافة بعد فوز الزمالك بكأس مصر.. وكان هناك أيضاً السلوك النبيل والجميل من عماد متعب، كابتن الأهلى رسمياً، الذى تسلم كأس السوبر، لكنه فى الثانية التالية أصر على تقديمه لحسام غالى، نجم الأهلى الحقيقى، تقديرًا من متعب ومن كل اللاعبين ومن الجماهير أيضًا لمن قاد الأهلى بثقة واقتدار للفوز.. وكانت هناك دعوة وائل جمعة، نجم الأهلى، لمعاقبة رمضان صبحى، لاعب الأهلى، الذى حاول استفزاز لاعبى الزمالك وجماهيره.. ودعوة ميدو، نجم الزمالك القديم، لمعاقبة حازم إمام، لاعب الزمالك، الذى اقتحم الملعب دون أى سبب ومناسبة.. وانتهت بذلك أسطورة أو ضرورة ألا ترى أى خطأ فى فريقك، إنما هى دائماً أخطاء الآخر.. وأخيراً، يبقى تقديم الشكر لمحمد كامل وشركة بريزنتيشن على هذه الفكرة وإنجاحها.. ولاتحاد الكرة الذى وافق عليها.. والجمهور المصرى الرائع فى الإمارات.. البلد الجميل الذى يستحق كلاماً كثيراً، لابد من كتابته بكل الحب والاحترام.
(المصدر: المصري اليوم 2015-10-17)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews