الحلم العربي.. قارات بعيدة جداً!!
منذ عقود مضت لم تعش البرازيل حالاً أو تصنيفاً كروياً اسوأ مما هي عليه الان، ففريق السامبا الذي كان لا يقهر في يوم ما، اصبح في المركز السادس عشر، أي ان هنالك خمسة عشر فريقاً عالمياً افضل منه، وهذه حقيقة مرة لم تعتاد عليها البرازيل، التي ما زالت الاول عالمياً في تصدير اللاعبين المحترفين لجميع الاندية في مختلف القارات، كما ان مواهبها لا تنضب، فيكفيها فخرًا ان نجمها نيمار وقع قبل ايام عقداً مع نادي برشلونة الاشهر والافضل عالمياً في الوقت الحاضر، وبعقد كبير جداً، فضلاً عن عرشها وتتويجها بخمس بطولات مونديالية، ما زالت منفردة وتغرد بعيداً فيها عن بقية المنتخبات المتحسرة الحالمة.
في الخامس عشر من حزيران الحالي ستنطلق بطولة القارات لكرة القدم، في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية وعلى استاد ملعب ماركانا الشهير بحلته الجديدة التي تستوعب اكثر من خمسة وثمانين ألف متفرج، فيما المقتضيات الامنية فرضت استيعاب لا يتجاوز السبعين ألف مشجع، بأفضل الاحوال وفقاً لآخر النشرات الامنية الصادرة قبل الانطلاق بأيام، إذ ان ريو دي جانيرو تمتاز بالمتناقضات، فهي مدينة الفقر والغنى والجريمة والمناظر الخلابة والشواطئ الساحرة والمواهب المكتضة الراكضة خلف هواها الكروي منذ الصبا على الشواطئ الرميلة بآلاف الكيلومترات الممتدة عبر مساحة كتب لها الله ان تكون الاولى في صناعة النجوم والمواهب من قبل جوهرتها السوداء بيليه وبعده بسنوات وعقود وربما قرون ايضا.
في بطولة تعد بمثابة كأس عالم مصغرة، فضلاً عن كونها بروفة لنهائيات مونديال 2014، وبمشاركة ثمانية فرق من مختلف قارات العالم، ستنتظر الجماهير العربية العاشقة للسحر الكروي بلهفة منقوصة المتابعة وهي تشاهد مباريات ومنافسات كأس القارات، في منتخباتها الثمان، التي للاسف الشديد ستشهد غياب المشاركة العربية بكل مكوناتها ومسمياتها، بعد ان شاركت في البطولة السابقة بمنتخبي مصر والعراق اللذين اديا أداءً حسناً، وعبّرا عن تطور ملحوظ في كرتي افريقيا وآسيا.
في كأس قارات جنوب أفريقيا 2009 كان للعرب مشاركة مشرّفة كبيرة بالمنتخب العراقي بطل اسيا والمنتخب المصري الشقيق بطل افريقيا، وقدم المنتخبان مباريات جيدة في الاداء والنتائج، نالت استحسان الحضور وقدمت حضوراً لائقاً بالقاراتين، بعدما كانت التوقعات تشير الى انهما سيكونان لقمتين سهلتين بفم عمالقة الكرة برغم وقوع الفريقين بمجموعتين تضم كبار العالم الكروي، الا ان الواقع الميداني أكد عكس ذلك وأثبتا علو كعب الكرة العربية اولاً وللقارتين ثانياً. وهذا ما يؤشر خللاً واضحاً في مشاركة النسخة التاسعة التي خلت من اي رمزية عربية، بعد ان فقد العرب تمثيلهم في الجانب الافريقي والاسيوي بدلالات ينبغي ان لا يغفل عنها السادة المسؤولون في الاتحادات العربية والقارية، من اجل دراسة الواقع، بكل مضامينه وميادينه ومسابقاته واستراتيجياته، فإن خللاً ما موجوداً ومثبتاً، ومؤكداً يفترض ان يقف عنده، ويستفاد من عبره ودروسه، وإلا فإن الغياب العربي عن القارات موجع وينبغي ان لا يمر مرور الكرام، في ظل اتحادات تصرف الكثير وتمتلك مقومات البطولة، مما يجعل اصابع الاتهام تمتد نحو المسؤول الكروي قبل غيره.. سيما في ظل وجود مؤسسات كروية عربية كبرى وبمالغ مالية ضخمة جداً، إلا ان مردودها وعطاءها الكروي ما زال يتعكّز، وكأنه يعيش ايام الصبا، برغم مرور عقود من زمن طويل اثبتت فيه الكرة العربية انها حاضرة، ولكن للاسف الشديد، من دون صعود المنصات العالمية.
( المصدر : الايام البحرينية )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews