Date : 23,11,2024, Time : 08:46:35 AM
16304 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الخميس 26 ذو القعدة 1436هـ - 10 سبتمبر 2015م 04:18 ص

تخضير قطاع الطاقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

تخضير قطاع الطاقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
شارلز كورمير

سؤال واحد يثار غالبا كلما التقيت زملائي العاملين في قضايا تغير المناخ ألا وهو: مدى قدرة قطاع الطاقة في الشرق الأوسط على التكيف مع واقع تحجيم الانبعاثات الكربونية. في (مايو) أيار 2015، امتلأ صندوق بريدي الإلكتروني بمقالات تنقل تصريحات عن علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي الذي أعلن أن المملكة العربية السعودية تطمح أن تصبح قوة عالمية في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وقد تبدأ تصدير الطاقة المتجددة بدلا من الوقود الأحفوري في السنوات المقبلة.

فمن المعروف جيدا أن موارد الطاقة عامل مهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ إن المحروقات هي أكبر صادرات المنطقة وأكبر مواردها للنقد الأجنبي. ولا تزال المنطقة هي المورد الكبير الوحيد للنفط المنخفض التكلفة، إذ تمتلك 48 في المائة من الاحتياطيات العالمية، وهي مصدر مهم للغاز الطبيعي، إذ تمتلك 41 في المائة من احتياطياته العالمية (لاسيما في إيران وقطر والسعودية). ويعتمد النمو الاقتصادي المحلي في المنطقة، كما هو الحال في أي مكان آخر، على توفُّر طاقة ميسورة التكلفة يسهل الوصول إليها، حيث يتوقع أن يواصل الطلب على الطاقة الأولية نموه في العقدين القادمين بمعدل 2.8 في المائة سنويا، وهو يضاهي نظيره في بلدان الأسواق الناشئة الأخرى.

ومن المتوقع أيضا، وفقا لتقييم متحفظ من وكالة الطاقة الدولية، أن يزيد الطلب العالمي على الطاقة 37 في المائة بحلول عام 2040، وهو ما يفترض تراجع النمو في الطلب العالمي بمقدار النصف في السنوات المقبلة، وأنه سيحدث تغير هيكلي في الاقتصاد العالمي نحو الخدمات والصناعات الخفيفة. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تسهم آسيا بنسبة 60 في المائة من النمو في الطلب العالمي، وذلك بفضل النمو القوي في البلدان النامية. وتقول الوكالة إنه بحلول عام 2040، من المحتمل أن يزداد اعتماد العالم على الشرق الأوسط كمصدر للنفط، وإن برميلين من كل ثلاثة براميل تستهلك في آسيا ستأتي من الشرق الأوسط. وسيزداد الطلب على الغاز الطبيعي بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2040، وهو أكبر معدل لنمو الطلب على وقود أحفوري وسيأتي في معظمه من قطاعي الكهرباء والصناعة.

وسيعقَد مؤتمر دولي في باريس في (ديسمبر) كانون الأول 2015 سعيا إلى إبرام اتفاق لتفادي الآثار الخطرة لتغير المناخ في العالم، في حين يدعو العلماء إلى تحقيق تخفيضات عميقة في الانبعاثات الكربونية من أجل تقييد ارتفاع درجات الحرارة حيث لا تتجاوز درجتين مئويتين عن المستويات التاريخية.

ويأخذ السيناريو المتحفظ لوكالة الطاقة الدولية في الحسبان تعهدات المجتمع الدولي الحالية بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ومن ذلك تطبيق إجراءات شاملة لزيادة كفاءة استخدام الطاقة، لكنه يشير إلى أن السيناريو لم يتحقق إذ إن درجات حرارة العالم من المحتمل أن ترتفع 3.6 درجة مئوية. وسيكون على المحك في باريس قدرة المجتمع الدولي على الاتفاق على مسار يجمع بين الحوافز والابتكارات اللازمة لتغيير المزيج النسبي من النفط والفحم والغاز والتقنيات منخفضة الانبعاثات الكربونية من أجل تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة. وسيتوقَّف النجاح في الجهود العالمية لمكافحة تغيُّر المناخ على قدرتنا لتحفيز استخدام الطاقة النظيفة، إذ إن قطاع الطاقة مسؤول عن ثلثي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم.

وتشهد بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحولا نحو النمو الأكثر مراعاة للبيئة من خلال عدد من المحركات يتصل معظمها بالأهداف الوطنية. فالبلدان التي تعتمد اعتمادا كبيرا على واردات الوقود الأحفوري بدأت بالفعل السعي إلى تنويع مزيج الطاقة لديها كوسيلة للحد من الآثار السلبية لصدمات الأسعار المحتملة. وفي عام 2009، أعلن المغرب خططا لاستثمار 13 مليار دولار للحصول على 42 في المائة من احتياجاته من الكهرباء من موارد الطاقة المتجددة بحلول عام 2020، وأتبع ذلك باستثمارات في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية. ويسعى الأردن إلى زيادة حصة الكهرباء المنتجة من الغاز الطبيعي من 10 في المائة إلى 70 في المائة من خلال استيراد الغاز الطبيعي المسال، الذي سيحل محل زيت الغاز والديزل الأكثر تكلفة وتوليدا للكربون. والغاز هو أنظف موارد الوقود الأحفوري وتبلغ نسبة ما يسببه من انبعاثات كربونية في العادة نصف ما يتولد عن الفحم عند الاحتراق حينما يستخدم في توليد الكهرباء. وفي مسعى يستهدف تنويع أنشطة الاقتصاد، تبنت الإمارات العربية المتحدة هدف زيادة نمو القطاعات غير النفطية إلى 5 في المائة سنويا في رؤيتها حتى عام 2021.

ومع ذلك فإن الطريق لا يزال طويلا. فبين عامي 2000 و2012، انخفضت كثافة استخدام الطاقة في الشريحة الدنيا للبلدان متوسطة الدخل على مستوى العالم 2.5 في المائة سنويا، بينما زاد متوسط الكثافة في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تندرج في شريحة الدخل نفسه. وبالنظر إلى تكاليف الفرصة الضائعة، فإنه يجب على الشرق الأوسط تقليل اعتماده على استخدام النفط في إنتاج الكهرباء من 36 في المائة عام 2012 إلى صفر. ويجب الاحتفاظ بالنفط للاستخدامات التي لا تزال بدائله فيها باهظة التكلفة مثل وسائل النقل. ومع أن الغاز لا يزال الوقود الرئيس لإنتاج الكهرباء، فإن هذا المورد الثمين يتعرض للإهدار من خلال الإحراق، إذ إن خمسة من البلدان الاثني عشر الأكثر إحراقا للغاز تقع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتستطيع بلدان مثل العراق تحقيق مزيد من تنمية مواردها من الغاز لتلبية احتياجاتها المتنامية من الكهرباء والتخفيف من انقطاع الكهرباء. ومع أن نسبة الطاقة المتجددة بخلاف الطاقة الكهرومائية لا تزال صغيرة إذ تقل عن 3 في المائة من إمدادات الطاقة العالمية، فإنه بوسع بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا زيادة الاستثمارات في الطاقة المتجددة لتنويع مزيج الطاقة لديها، لاسيما من الطاقة الشمسية بالنظر إلى أن المنطقة تتمتع بأعلى معدلات للإشعاعات الشمسية المباشرة في العالم. ووفقا لتحليل للبنك الدولي، فإن الإمكانات الفنية لتحسين كفاءة استخدام الطاقة تبلغ 20 في المائة في أنحاء المنطقة مع أخذ التقنيات الحالية في الحسبان.

(المصدر: الاقتصادية 2015-09-10)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد