يوسي بيلين : ماذا سيحدث إذا حل عباس السلطة ( لقاء )
جي بي سي نيوز - : أجرى راديو إسرائيل الاتصال التالي مع الدكتور يوسي بيلين الوزير السابق ورئيس حزب ميرتس السابق، وقد رصدته جي بي سي نيوز في القدس المحتلة وإليكموه مترجما :
س- يبدو أن السلطة الفلسطينية تسعى لإلغاء اتفاقيات أوسلو، أي قطع الشجرة التي تجلس عليها السلطة الفلسطينية؟
ج- إن فكرة إعادة المفاتيح لإسرائيل من قبل السلطة الفلسطينية والقول لها: لسنا على استعداد لأن نكون غطاء لكم كي توسعوا الاستيطان في الضفة الغربية، هي فكرة قائمة منذ سنوات طويلة، وقد سبق أن تحدثت عنها مع أبو مازن أكثر من مرة. وقد قال لي: إن هذا خيار من ناحيته، لكنه لن ينجر للقيام به، فهذه أقوى ورقة بيده، ولن يقوم بالعمل بها، هناك 180 ألف شخص يتلقون أجورا من السلطة الفلسطينية، ولا شك أن حلها سيخلق مشكلة عويصة.
س- إذا أعلن أبو مازن أمام الأمم المتحدة عن إلغاء اتفاقيات أوسلو، هل يعني ذلك على الصعيد القضائي حل السلطة الفلسطينية، وعودة إسرائيل كي تصبح الجهة المسيطرة على الضفة الغربية؟
ج- إذا أعلنت السلطة الفلسطينية أنها تحل نفسها، وأنها ليست قائمة، فلن تستطيع أية جهة فرض غير ذلك عليها.
س- هل السلطة قائمة فقط بقوة اتفاقيات أوسلو التي وقعها اسحق رابين وشمعون بيرس وياسر عرفات في البيت الأبيض عام 1993؟
ج- لا يوجد لدى السلطة الفلسطينية التزامات سياسية، أخلاقية، قومية حقيقية لإبقاء اتفاقيات أوسلو - التي أعدت أصلا لبضع سنوات- سارية المفعول للأبد. إن الوضع النظري يقول: لدينا اتفاقية، ونحن نعد اتفاقية دائمة، وبعد مائة سنة، إذا بقي 40% من الأرض لدى السلطة الفلسطينية التي يمكن القول أنها حكم ذاتي غير كامل، ومع إسرائيل التي بمقدورها أن تقول دائما: لدينا اتفاق، لا تنتهكوه، هذا الوضع مستحيل.
س- هل المجتمع الدولي يمنح أبو مازن الشرعية بأن يفعل ذلك، في الوقت الذي لا يوجد مسيرة سياسية، وليست إسرائيل فقط المتهمة بذلك، بل السلطة الفلسطينية تتحمل أيضا جزءا من التهمة؟
ج- أبو مازن ليس في حاجة إلى الشرعية الدولية، فبمقدوره فعل ذلك من جانب واحد، وليس في حاجة لأية جهة في العالم من أجل فعله، وخصوصا إذا قرر إنهاء مهامه الدبلوماسية لخدمة شعبه.
س- هل تتوقع أن هذا القرار ذو خلفية داخلية فلسطينية، أي من أجل الحيلولة دون أن تحل حركة حماس محله في رئاسة السلطة الفلسطينية إذا جرت انتخابات فلسطينية؟
ج- جائز، لست خبيرا في الوضع الداخلي للسلطة الفلسطينية. بيد أن حل السلطة الفلسطينية ليس مسألة بسيطة بالنسبة لإسرائيل. فإسرائيل يمكنها أن تقول له: لدينا اتفاق، وأنت تنتهكه. لكنها لا تستطيع اتهامه بشيء، لأن ما يفعله هو نوع من الانتحار، فما الذي يمكنك أن تقوله لمنتحر؟. إن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل إسرائيل على استعداد لأخذ على عاتقها من جديد تمويل الوضع في الضفة الغربية والذي يعني مليارات الدولارات سنويا؟ معالجة الأوضاع كلها: الصحة، التعليم، الأمن، وغيره، والتخلي عن التنسيق الأمني؟ هذا التحدي بالنسبة لإسرائيلي كبير جدا.
س- لو اتصل بك رئيس الحكومة نتنياهو وسألك: بوصفك أحد الأشخاص الذين أشرفوا على إعداد اتفاقية أوسلو، قدم لي نصيحة، ما العمل؟
ج- سأقول له: إذا كنت بوصفك رئيسا للحكومة ليس على استعداد للسير في الطريق الذي يقترح عليك العالم كله أن تسير فيه، والتوصل إلى اتفاقية دائمة وفقا للمعايير المعروفة مثل: مبادرة كلينتون، مبادرة جنيف أو غيرها من المعايير، توجه نحو خارطة الطرق، لقد وافقتم في الليكود على خارطة الطرق، ووافق عليها عرفات في حينه، وهي تتحدث عن دولة فلسطينية داخل حدود مؤقتة، على طريق اتفاقية دائمة. وأنا أعتقد أنه إذا أعلن رئيس الحكومة اليوم: أنا على استعداد للتفاوض دون أية شروط مسبقة على المرحلة الثانية من خارطة الطريق، سيكون من الصعب على ابو مازن أن يقول: لست على استعداد لسماع شيء عن ذلك، وأريد أن أحل السلطة الفلسطينية. لكن إذا لم تفعل إسرائيل شيئا، أعتقد أن من الخطأ أن يخلد أبو مازن السلطة الفلسطينية إلى الأبد، ويجب عليه أن يقول في ظل عدم وجود مسيرة سلمية: لست على استعداد لمواصلة اللعبة.
( المصدر : جي بي سي نيوز - حيفا ) .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews