ماذا سيحدث لو لم نستحم مطلقًا؟!
جي بي سي نيوز- الاستحمام يتعلق بثلاثة أشياء وهي النظافة والثقافة والرغبة الشخصية، ولكن هذا لا يوضّح لنا القدر المناسب أو الضروري للاستحمام. وفقًا لإحصائية نُشرت مؤخرًا، نجد أن 65% من الناس يستحمون بشكل يومي و21% كل يومين و10% يستحمون مرة واحدة كل أسبوع و4% يستحمون أكثر من مرة يوميًّا. في الواقع قد لا يوجد رقم محدد فالأمر يعتمد على الكثير من المتغيرات، منها البيئة التي يعيش فيها الشخص مثلًا، حيث نجد أن البيئة الرطبة تتسبب في جمع قدر أكبر من الأوساخ على الجسد كله وهذا يستدعي الاستحمام بشكل أكثر بخلاف التواجد في بيئة جافة. معدل نشاطك أيضًا يحدد كمية العرق التي سيفرزها جسمك وبالتالي حتمية الاستحمام لإزالة العرق.
الآن أعتقد أن أول كلمة ستخطر ببالك بمجرد طرح هذا السؤال “ماذا سيحدث لو لم نستحم مطلقًا؟” هي “مقرف” فضلًا عن المنظر الذي ستتخيله لنفسك في رأسك، بعيدًا عن تلك التصورات المتعلقة برائحتك ومظهرك هناك أمر آخر يجب أن تشغل به بالك، وهو صحتك. لنفكر الآن سويًّا ما الذي سيحدث إن لم تقم بالاستحمام مطلقًا؟ ستفوح منك رائحة سيئة، ستصبح بشرتك وشعرك أكثر اتساخًا ومعقلًا لأشياء لا تتصورها، سترتفع معدلات إصابتك بالعدوى وستقوم بحك بشرتك مرارًا وهذا سيزيد أيضًا فرص إصابتك بالأمراض.
جسم الإنسان مغطى بمترين مربعين من الجلد تقريبًا والذي يضم أسطولًا من براعم العرق يصل عددها إلى 2.6 مليون، بالإضافة لآلاف الشعيرات الدقيقة التي تنتشر عليه. جسمك يفرز العرق باستمرار حتّى لو لم تلاحظ ذلك، وهناك نوعان من براعم العرق لا ثالث لهما، الأول يطلق عليه eccrine والثاني apocrine، العرق الذي يتم إفرازه من النوع الثاني يحتوي على بروتينات وأحماض دهنية وهذا هو السبب في كونه عرقًا ثخينًا لونه أصفر ويتشابه قوامه مع قوام الحليب. من الحقائق التي تم إثباتها أن العرق ليس له رائحة، وقد تفكر الآن متسائلًا ولماذا تفوح من الشخص المتعرق رائحة سيئة؟ إنها البكتيريا، عندما تقوم البكتيريا المنتشرة على بشرتك وشعرك بالتهام وجبة البروتين والأحماض الدهنية التي تم إفرازها مع العرق تنتج في المقابل رائحة غير طيبة.
الإنسان العادي يمكن أن يفرز من لتر إلى 3 لترات من العرق في الساعة الواحده اعتمادًا على الجو المحيط به وطبيعة جسده والنشاط الذي يمارسه، لنفترض الآن أنك تفرز 3 لترات من العرق كل ساعة، سيصبح جلدك وشعرك أكثر لزوجة لأنهما مغطيان بالعرق، لذلك سيقومان بالاحتفاظ بكمية أكبر من الأوساخ والجراثيم عن المعتاد. نحن نتحدث عن الأشياء السطحية المعتادة التي تتواجد على الجلد، ولكن ماذا عن باقي الكائنات الدقيقة الأخرى؟ البكتيريا والفطريات في الواقع هذه كلها كائنات لا تشكل تهديدًا كبيرًا على الإنسان طالما تعيش على الجلد ولم تتعداه إلى الداخل، لأنه بمجرد وصولها إلى مجرى الدم فهذه قصة أخرى تمامًا.
هناك الكثير من الأشياء التي من الممكن أن تتسبب في إصابة الإنسان بالحكة، منها الأمراض الجلدية أو الحساسية أو حتى الحشرات، ولكن كل هذه أمور بسيطة يمكن التخلص منها بالمراهم الطبية، ولكن في حالة عدم الاستحمام لفترة طويلة فالأمر يصبح خطيرًا لأنك ستستمر في حك جلدك لدرجة ستتلف معها الطبقة الخارجية وبذلك ستسمح بمرور ذلك الكم الهائل من البكتيريا والفطريات إلى جسدك، فهي لا تحتاج سوى ثغرة بسيطة وستشق طريقها إلى الداخل بعد أن قمت بنفسك بالقضاء على خط الدفاع الأول لجهازك المناعي، وهو ما سيعرضك لأمراض خطيرة وقد تكون قاتلة أيضًا.
بالرغم من الأضرار الكثيرة الناتجه عن عدم الاستحمام لفترة طويلة إلا أن بعض الخبراء يعتقدون أن المبالغة في الاستحمام لها أثارها السلبية أيضًا. وفقًا للتاريخ، بدأ إنتاج الصابون على نطاق كبير فقط في منتصف القرن التاسع عشر ولم تظهر فكرة الاستحمام اليومي وتنتشر سوى بدءًا من منتصف القرن العشرين، ويرى بعض الخبراء أن هذه العادة لها أضرارها، والسبب في رأيهم أن الاستحمام اليومي يدمر الزيوت الطبيعية التي ينتجها الجسم والتي تقوم بحماية البشرة طبيعيًّاًمن الكائنات الدقيقة التي تعيش على الجلد. على سبل المثال، الزهم – Sebum اأد الزيوت التي يفرزها الجسم والذي يعمل على جعل الجلد والشعر مقاومان للماء ويقتل الجراثيم ويقوم بتوصيل فيتامين E المرطب إلى البشرة ليحميها من أشعة الشمس بالإضافة لقيامه بنقل المواد المضادة للأكسدة والفيرمونات أيضًا. كما أن بعض، بل أغلب أنواع البكتيريا التي تعيش على البشرة هي في الواقع بكتيريا صديقة للإنسان إن لم تكن نافعة له.
يجب أن تتذكر أن الاستحمام بجانب وظيفته الأساسية وهي النظافه يقوم بوظيفة أخرى في غاية الأهمية تتعلق بالعقل والنفس. ذلك الشعور بالانتعاش والطاقة والحيوية والاسترخاء هو ما أتحدث عنه، لذلك في الغالب هناك حد فاصل بين النظافة والمبالغة في النظافة وعدم النظافه، اتباع السلوكيات التقليدية المتعلقة بالنظافة الشخصية سيغنينا عن الكثير من المشاكل والأمراض وعدم المبالغة في النظافة سيحافظ لنا على التوازن الطبيعي الذي حباه الله لأجسامنا، أو بمعنى أدق الحرص على النظافة، ولكن بأسلوب صحيح والابتعاد قد الإمكان عن المستحضرات الكيميائية ومواد التجميل والاعتماد على الزيوت والمواد الطبيعية.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews