حزب النور: لا ثورة على السيسي ولا مصالحة مع الإخوان (التفاصيل)

جي بي سي نيوز :- أكد نائب رئيس حزب النور في مصر بسام الزرقا ، أنه لا ثورة متوقعة على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، وانه لا يوجد مصالحة مع جماعة الاخوان.

جاء ذلك خلال مقابلة لبسام الزرقا مع صحيفة "الشروق" المصرية الاثنين .

وقال الزرقا :" أنه لا يتوقع قيام ثورة ثالثة على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، وأنه لا مجال لتقييم السيسي الآن طالما لم تكتمل المؤسسات ".

واعتبر أنه لا مجال لقيام مصالحة بين السيسي وجماعة الإخوان المسلمين.

وتالياً نص حوار صحيفة "الشروق" مع بسام الزرقا :

س : بداية كيف ترى علاقة الشباب بالدولة؟

ج : كان هناك نظام مرفوض فى مصر ثار عليه الشعب فى 25 يناير، والآن نحاول إيجاد أسس لنظام جديد، فى ضوء حالة الاستقطاب السياسى الموجودة الآن وهذا يحتاج وقتًا حتى تظهر ملامح النظام الجديد، وما يمكن أن نؤكد عليه أن البلاد فى فترة «مخاض»، وأرى أن الشباب فى حالة اعتراض على السلطة القائمة، ولا يعنيه ما يحدث الآن، ولابد من إقناعهم أن الدولة تمر بمرحلة حساسة، ولابد لها أن تتجاوز عنق الزجاحة.

س: ماتوقعاتك للانتخابات البرلمانية المقبلة؟

ج : الانتخابات المقبلة ضرورية، لكى نرجع إلى المسار السليم، وأخشى أن المال السياسى والعصبيات ستلعب فيها دور كبيرا، ونطمع أن تكون المراحل القادمة أفضل، وأتمنى أن تكون الانتحابات نزيهة ومعبرة بصورة حقيقية عن الشعب المصرى.

س: هل تتوقع خوض الأحزاب الإسلامية الانتخابات البرلمانية المقبلة؟

ج : حتى الآن لم يؤكد أى حزب ذى مرجعية إسلامية خوض الانتخابات البرلمانية باستثناء حزب النور، ولا أتوقع تغييرا كبيرا على أى مستوى فى الفترة المقبلة.

س: وهل تتوقع خوض أفراد من جماعة الإخوان البرلمان المقبل؟

ج : الإخوان لن يشاركوا نهائيا فى العملية الانتخابية، لأنه بعد التداعيات المتوالية أصبحت الجماعة فى حالة رفض تام للعملية السياسية، وهناك حالة اعتراض من شباب الجماعة على قياداتها، وجزء من الشباب سيترك الجماعة ويتجه إلى طريق آخر، ونرجو الا يكون اختيارهم هو طريق التخريب والعنف.

س: ما هى فرص حزب النور فى البرلمان المقبل؟

ج : فرص حزب النور فى البرلمان المقبل فى علم الغيب، نحن الآن فى حالة سيولة سياسية، ولا يوجد تصور وتقديرات لنسب محددة لنا، وسنبذل قصارى جهدنا، ونطمع أن نقدم ما يحتاجه الشعب المصرى فى الفترة المقبلة.

س: كيف ترى الخريطة السياسية للبرلمان المقبل ونسب المستقلين والاحزاب؟

ج : لا أستطيع تحديد نسبة أحد، وأخشى أن البرلمان المقبل سيشبه «الفسيفساء» ولن يضم كتلا سياسية كبيرة.

س : كيف ترى ظاهرة «شراء المرشحين» فى الانتخابات المقبلة؟

ج : هذه الظاهرة ستزيد وبقوة وفى بعض الدوائر الصغيرة كما كان فى الماضى ونتيجة عزوف الناخبين المتوقع، ستحسم المعركة الانتخابية بأصوات قليلة، ويصبح المال هو الحاسم.

س : كيف يمكن الحد من المال السياسى فى الانتخابات؟

ج : لا يستطيع أحد أن يمنع المال السياسى فى الانتخابات، وعملية شراء المرشحين بدأت قبل حكم المحكمة الدستورية ببطلان الانتخابات، ومعروف للجميع من الأحزاب والأشخاص التى تقوم بذلك.

س : هل الحزب قادر على الدفع ببعض مرشحيه فى بعض الوزارات فى الحكومة بعد عقد البرلمان؟

ج : الحزب يطمع أن يكون رمانة ميزان التوافق الوطنى فى المرحلة القادمة، ونحن لا نسعى لأغلبية البرلمان، والدفع بمرشحين للوزراء ليس طموحنا.

س : البعض يرى أن البرلمان المقبل هو الأخطر فى تاريخ مصر لما يتمتع به من صلاحيات؟

ج : صلاحيات البرلمان فى دستور 2014، أقل من صلاحيات البرلمان السابق فى دستور 2012، والمبالغة فى حجم الصلاحيات غير صحيح، ولذلك لن يكون الأخطر كما يرددون.

س: من وجهة نظرك من المسئول عن ضعف الحياة الحزبية والسياسية فى مصر؟

ج : نظام يوليو الذى قام على فكرة الحزب الواحد ورسخ هذه الفكرة وبدأ فى 1954، وثورة 25 يناير كانت إحدى المحاولات لتصحيح هذا المسار.

س : كيف شاهدت تحركات بعض الأحزاب للانضمام لقائمة انتخابية موحدة؟

ج : القائمة الموحدة اختراع وبدعة لم يشهد التاريخ السياسى له مثيل من قبل وستقضى على المنافسة، والسياسة تقوم إما على الحزب الواحد، أو عدة أحزاب يختار منها الشعب.

س : هل تتوقع إجراء انتخابات نهاية العام؟

ج : الرئيس السيسى وعد بإجراء الانتخابات، وصعب ألا يفى بوعده.

س : ما تعليقك على هجوم بعض الأحزاب على حزب النور والمطالبة بحله على أنه حزب دينى؟

ج : من الطبيعى قبل بداية الانتخابات البرلمانية أن تهاجم الأحزاب «النور» والحديث عن اننا حزب دينى مبرر تتخذه بعض الأحزاب للهجوم علينا، ورأيى أن عليهم أن يبذلوا مجهودا داخل حزبهم للعمل على خدمة المواطن، وأن يعلموا أن إقصاء أى فصيل سياسى سيؤدى إلى عدم الاستقرار.

س: هل تتوقع إجراء مصالحة بين الإخوان والدولة؟

ج : من الصعب فى الوقت الحالى تفعيل المصالحة، الإخوان تعمدوا إرجاع عقارب الساعة إلى الخلف، والمشكلة بين الإخوان والدولة ليس خناقة بين عائلتين إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة.

س: ما أسباب زيارة وفد «النور» للسفارة الأمريكية؟ وهل تسعون لكى تصبحوا بديلا للإخوان كما يقول البعض؟

ج : جماعة الإخوان لم يكونوا فى «أمله» ليطمح «النور» أو أحدا أن فى أن يحل مكانهم، وهم نتيجة أخطائهم السياسية الكبرى وضعوا أنفسهم فى أسوأ موضع، يمكن أن تضع قوى سياسية نفسها بعد الثورة، ومن الحماقة أن يفكر أحد فى أن يرث الإخوان، والحزب يقابل أى ممثلين عن دول الشرق أو الغرب شأنه شأن أى حزب سياسى لشرح ما يحدث داخل مصر.

س: ما مدى مسئولية جماعة الإخوان عن العمليات الإرهابية بسبب عزل مرسى؟

ج :هناك تضخيم مبالغ فيه لحجم جماعة الإخوان، فليس من المعقول أن أى شىء يحدث فى مصر نعلقه على شماعة الإخوان، فالإخوان لم يكونوا هذا «الغول» الذى يتحكم فى كل مؤسسات وفصائل الدولة المصرية ولابد من مواجهة المشكلات لحلها، لا أن نرمى سهامنا تجاه الإخوان دون أدلة.

س: البعض ربط بأن العمليات الإرهابية لم تحدث فى عهد مرسى وزادت فى عهد السيسى؟

ج : أولى العمليات الإرهابية حدثت فى عهد مرسى وليس الرئيس الحالى، ولكن وتيرة العنف والإرهاب زادت فى عهد السيسى.

س: من وجهة نظرك كيف يتم التعامل مع أزمة سيناء الآن؟

ج : لابد من الإصلاح والوصول إلى الوفاق الوطنى فى مصر، وإن لم نصل لذلك فهذه الظاهرة ستتفاقم، هناك حالة تشرذم سياسى فى مصر شامل كل الأطراف سواء من الإخوان أو الشباب وغيرهم، ولابد من استكمال المؤسسات وممارسة السياسية عبر قنوات شرعية، ولابد من وجود قواعد عادلة للعبة السياسية، وليس الإقصاء والمحاباة.

س: هل تتوقع ثورة ثالثة على الرئيس السيسى؟

ج : لا أتوقع قيام ثورة ثالثة على الرئيس السيسى، والشعب المصرى «زهق» من فكرة الإصلاح الثورى، والخطر ليس أن تقوم ثورة للإصلاح، لكن الأخطر أن يكون هناك ثورة اليأس، وإذا ظل الأمر على ما هو عليه ستشهد الانتخابات إقبالا ضعيفا ولن تشهد الإقبال الذى نحتاجه لترسيخ شرعية النظام القائم.

س: ما رأيك فى قانون مكافحة الإرهاب الصادر أخيرا؟

ج : لابد أن يشهد حوارا مجتمعيا حقيقيا لكى نخرج بشىء جيد ولابد أن يكون هناك توازن بين حق المواطن فى المعرفة، وتوفير الأمان، وإغلاق الطريق على من يستخدم العنف ضد الشعب.

س: ما تقييمك للرئيس عبدالفتاح السيسى بعد مرور عام على حكمه؟

ج : لا مجال لتقييم الرئيس السيسى ومعايير التقييم لا تتم إلا بعد استكمال المؤسسات ونحن لا نملك من المؤسسات إلا الرئاسة والقضاء وعندما تكتمل نقيمه، وأوجه للسيسى رسالة بأن هناك رغبة ملحة للجميع لمعرفة من هم رجال الرئيس، وأحذرك بأن الشعب خرج فى 25 يناير لتحقيق مطالب محددة ولن يرضى عنها بديلا، ومصر تحتاج إلى من يجمع كل ابنائها باختلافاتهم الفكرية والسلمية والايديولوجية فى مركب واحد.