بالفيديو: السيسي يحذر المصريين من التظاهر في ذكرى ثورة يناير
جي بي سي نيوز :- حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الشعب المصري من الضياع والتشرد واللجوء في حال قيامهم بثورة ضده ، في ذكرى ثورة 25 يناير 2011 .
وقال السيسي في كلمة له بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف في احتفال لوزارة الاوقاف المصرية الثلاثاء : " ما الثمن الذي يمكن أن ندفعه لما أتسبب أنا في ضياع 90 مليون إنسان هنا، وأحولهم، أو جزء كبير منهم، لمشردين، ولاجئين؟ ".
واعتبر أن المعاهد الاسلامية والكليات والجامعات المصرية لا تدرس، ولا تمارس احترام الآخر .
ولدى حديثه عن ثورة 25 يناير ، قال السيسي : أنه يسمع احياناً دعوات في الشارع المصري لعمل ثورة جديدة في ذكرى يناير، متسائلاً : "إحنا نعمل ثورة جديدة.. ليه؟ أنت عايز تضيعها ليه؟" .
وأضاف السيسي موجهاً حديثه للشعب المصري : " أقول لكل من يسمع مني: أي دعوة من دي دلوقتي.. شوفو.. أنا جئت بإرادتكم واختياركم مش غصب عنكم أبدا.. وبالمناسبة: الكرامة الوطنية والأخلاقية والإنسانية لا تجعلني أقعد ثانية واحدة ضد هذه الإرادة ".
وأوضح أنه سيقف امام الحق ، قائلاً أنه في رقبته 90 مليون مصري ولن يضيعهم ، ويعمل على المحافظة عليهم ، على حد تعبيره .
وتالياً نص كلمة السيسي :
* فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف
* السادة العلماء والدعاة الأجلاء
* السيدات والسادة
نحتفل اليوم معا بذكرى مولد نبينا الكريم.. الذى أرسى بالحكمة والموعظة الحسنة دعائم دين عظيم.. وأثنى الله العلى القدير على خلقه القويم بقوله “وإنك لعلى خلق عظيم”.. إن احتفالنا اليوم بذكرى مولده الشريف إنما يدعونا إلى تدبر سيرته العطرة والاقتداء بأخلاقه الكريمة.. لتكون لنا نورا يهدينا سواء السبيل فى ديننا ودنيانا.. فلنتخذ من ذكرى ميلاده بداية جديدة تعيننا على أن نواصل مسيرة حياتنا..
نحفظ بها ديننا دون غلو أو تطرف.. ونصون بها دنيانا لنحقق خلالها مراد الخالق سبحانه وتعالى منا.. نبنى ونعمر.. نتعارف ونتآلف.. ونقدم للعالم بأسره صورة حقيقية عن ديننا الحنيف بسماحته ورحمته.. وحثه على حب الوطن وإعلاء مصالحه وإيثاره على الجميع.
أتوجه لشعب مصر العظيم.. والدول الإسلامية والعربية فى مشارق الأرض ومغاربها.. بخالص التهنئة بتلك المناسبة الجليلة.. داعيا الله عز وجل أن يعيدها بكل الخير والتوفيق على عالمنا العربى.. وهو أعلى شأنا وأفضل حالا وأكثر أمنا واستقرارا.
إن رسالة الإسلام التى تلقيناها من الرسول الكريم.. جاءت تأكيدًا للصلة المباشرة بين الإنسان والخالق.. وانتصارا للحرية.. حرية الإنسان وتخلصه من الرق والعبودية.. وحرية الإيمان والاعتقاد.. وحرية الفكر.. إلا أن تلك الحريات لم تأت مطلقة.. حتى لا تحولها نوازع النفس البشرية إلى فوضى تبيح التخريب والتدمير.. وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق.. وجعل من قتلها بغير نفس أو فســاد فـى الأرض كمـن قتــل الناس جميـعاً.
إن جميع تلك الحريات ينبغى أن تقف عند حدود حريات الآخرين.. تحترم الجميع ولا تخرج عن المنظومة المحكمة.. التى خلق الله الكون فى إطارها.. فما نعتبره قيدا على حرياتنا إنما يصون حقوقنا فى مواجهة الآخرين.. فعجبا لمن يبررون إرهابهم وأعمالهم الوحشية باسم الدين.. ويتخذون منه ستارا لها.. وهو أبعد ما يكون عنها بل حرمها وجرمها.. يخرج أولئك عن إطاره القويم.. ويعتنقون أفكارا متطرفة.. ويستندون إلى تفاسير مغلوطة لتحقيق مصالح ضيقة ومآرب شخصية.
إن رسالة الإسلام.. تلك المنحة السماوية والهبة الربانية.. التى أنعم الله بها علينا قد أرست قواعد التعايش السلمى بين مختلف الأديان والأعراق.. نظمت علاقات المسلمين بغيرهم فى إطار من التقدير والاحترام للتنوع والاختلاف.. أرسى النبى الكريم تلك القواعد فى تعامله مع يهود المدينة.. وفى احتواء المسلمين من غير العرب تطبيقا لمبدأ أنه لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى.. وحرص فاروق الأمة.. الخليفة العادل عمر بن الخطاب.. على استمرار تلك القواعد عملا لا قولا فى عهدته التى أعطاها لأهل بيت المقدس.. فأمنهم على حياتهم وأموالهم وكنائسهم.
وإذا كان لدينا كل هذا التراث من التعاون والتسامح فلنجعله دستور عمل وحياة.. نحقق من خلاله إرادة الله الذى ارتضى أن يجمع الخلق كافة.. على اختلاف أديانهم وأعراقهم فوق أرضه وتحت سمائه.. من آمن منهم ومن لم يؤمن.. فلماذا لا تتسع الصدور وتستوعب العقول التنوع والثراء فى الأديان والمذاهب والأعراق فى ربوع وطننا العربى.. ولماذا يسمح البعض باستغلال هذا التنوع سلبا وبتوظيفه من قبل أطراف داخلية وخارجية.. للقضاء على الدولة الوطنية فى عالمنا العربى والإسلامى.. إننا بحاجة إلى وقفة مصارحة مع أنفسنا لنتبين الفارق الشاسـع بين حاضـرنا الراهــن وماضينــا المجيـــد.
لقد حان الوقت لنحقن دماءنا.. وننبذ خلافاتنا.. ونلتفت لمصالح أوطاننا وأمتنا.. نبدأ فصلا جديدا من التعاون والإخاء والتنمية.
نعلم جميعا كمسلمين أن رسول الله كان مهموما بأمته.. وجعل دعوته شفاعة لأمته يوم القيامة.. وكان الهادى البشير يريد أن يباهى بالمسلمين الأمم يوم القيامة.. كان ذلك رجاؤه وهو فى غنى عنا.. فماذا قدمنا له ولديننا ولأوطاننا وأنفسنا.. ونحن أحوج ما نكون إليه.. إن المباهاة لن تكون عن كثرة العدد وإنما بحجــــم الإسـهام فى تقدم البشريـة.
إن ديننا الحنيف وسنة نبينا المطهرة طالما أكدا أهمية “إتقان العمل”.. وأرشدانا إلى أن قيمة الفرد المسلم.. تقاس بحجم ما يساهم به فى تحقيق النفع والمصلحة العامة.. والارتقاء بأوضاع أمتنا الإسلامية لتتبوأ مكانها اللائق بين الأمم.
إن الأمانة قيمة عظيمة حملها الإنسان.. وتنسحب تلك القيمة العظيمة على كافة مناحى حياة الفرد المسلم وأهمها الكلمة.. فما بالنا إذا كانت تلك الكلمة تساهم فى تشكيل الوازع الدينى فى نفوس المسلمين.. وتملأ عقولهم ونفوسهم إما بنور الإيمان وسماحة الدين.. أو بأفكار مغلوطة تسىء للدين ذاته قبل أن تسـىء إلى من طرحـوها واعتنـقوها.
فلا شك حينئذ أن أمانتها تتعاظم ومسئوليتها تتضاعف.. وأقول لعلمائنا ودعاتنا الأجلاء.. استمروا بعزم لا يلين فى تصويب الخطاب الدينى.. أعيدوه إلى جادة الصواب.. وكونوا من بين من قال فيهم رسول الله “يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها”.
فندوا الأفكار الخبيثة والتفاسير الملتوية.. بددوا حيرة العقول واضطراب النفوس.. أبدلوا كل ذلك بيقين راسخ بأن التسامح لا يتعارض مع التدين.. وبأن قبول الآخر لا يتنافى مع الإيمان.. وبأن خير الناس أنفعهم للناس كافة وعلى عمومهم وليس للمسلمين فقط.. اغرسوا محبة الله فى القلوب حتى تمتلئ بها.. فلا يتبقى فيها مكان لضغينة ولا موضع لكراهية.. أفهموا الجميع أن الله لو أراد لجعل الناس أمة واحدة.. وما ذلك على الله بعزيز.
السيدات والسادة، لقد أرسى الإسلام الحنيف مبدأ الشورى.. وكان نبينا الصادق الأمين سمحا متفتحا.. لم يتعصب أبدا لرأى ولم يتحزب أبدا لفكر.. وإنما كان يشاور أصحابه ويعلى آراءهم ما دامت تحقق المصلحة العامـة.
ولقد تطور مبدأ الشورى واقتضت معايير الحداثة والتطور والنمو السكانى.. أن يتم تشكيل مجالس النواب لتمثل مشاركة شعبية لصانع القرار.. تصوغ القوانين وتراقب الحكومات.. ولقد أكملت مصر الاستحقاق الرئيسى الثالث لخارطة المستقبل.. بمشاركة واعية من المرأة المصرية.. واختار الشعب مجلس النواب ليكتمل بذلك البناء المؤسسى والتشريعى للدولة المصرية.. لتواصل مسيرتها نحو غد أفضل بالتعاون البناء والعمل المشترك.. بين مختلف السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.
إلى شعب بلادى أقول: إن تلك المناسبة العظيمة التى تجتمع فيها أرواحنا معا.. تمثل فرصة سانحة لأتحدث إليكم مباشرة حديثا من القلب.. فموقع الرئاسة الذى توليته بإرادتكم الحرة ما هو إلا تكليف وضعنى أمام العديد من المسئوليات الجسام.. التى أدعو الله عز وجل أن يعيننى عليها بمساعدتكم.. أود أن أؤكد لكم أننى أشعر بنبضكم.. وبما تعانيه كل أسرة مصرية فقدت أعز ما لديها فى معركتنا ضد الإرهاب.. وأؤكد أن الثأر أهم أمانة فى أعناقنا وسنؤدى الأمانة بعون من الله وتوفيقه.. وأسعى جاهدا بمعاونة الحكومة وكافة أجهزة الدولة للوفاء بمتطلباتكـم.
وفى هذا الإطار جاءت مبادرة توفير السلع الغذائية بأسعار مناسبة فى الأسواق المصرية.. للمساهمة فى تخفيف الأعباء عن أهلنا من محدودى الدخل والمواطنين الأولى بالرعاية.. وأؤكد أن كرامة المواطن المصرى تعد أحد أهم أركان استقرار الدولة.. فالإنسان الذى كرمه العلى القدير من فوق سبع سماوات.. لا يمكن لإنسان مثله أن ينزع عنه تلك المنحة الإلهية.. فلنعمل معا على ترسيخ إطار من الاحترام والتقدير المتبادل بين المواطن وكافة أجهزة الدولة.. ليحصل كل مواطن على حقوقه كاملة.. ويؤدى واجباته غير منقوصـة إزاء الوطن.
وأجدد لكم عهدى أمام الله بأننى سأظل أعمل – بتعاونكم وجهدكم.. بدعمكم وبدعوات البسطاء منكم – من أجل حياة أفضل لنا جميعا.. نرضى فيها الله عز وجل ونعلى شأن وطننا العزيز.. وختاما أقول: إن الأديان السماوية تنبع من أصل واحد.. وإن رسالات السماء تواترت لتكمل بعضها بعضا.. من أجل تدعيم القيم الروحية وإعلاء المبادئ المشتركة للإنسانية.. ولقد أراد الله العزيز الحكيم أن يكمل لنا ديننا.. ويتم علينا نعمته ويرتضى لنا الإسلام دينا.
فلنجدد عهدنا مع الله أن نظل كتلة موحدة.. ويدا واحدة.. لتبقى يد الله معنا.. تظللنا وترعانا وتدفع عن وطننا الشر والسوء.. هدانا الله وإياكم سبل الحق والرشاد.. وأسبغ على وطننا نعمه ظاهرة وباطنة.. لتحيا مصر.. وتبقى زخرا لأبنائها.. وعزا لوطنها العربى.. وفخرا لأمتها الإسلامية.. إنها دعوة صادقة.. وعزم لا يلين.. أن نعمل معا لنكون بحق خير أمة أخرجت للناس.
شاهدوا الفيديو :
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews