"تسونامي" اليوان الصيني وأسواقنا
الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر احتياطي أجنبي أربك قرارها بخفض قيمة عملتها الوطنية "اليوان"، أربك الأسواق العالمية في أمريكا وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأصاب الاقتصاد العالمي بـ "تسونامي" جديد حيث يحاول المارد الاقتصادي الصيني عبر تلك الخطوة المفاجئة والسريعة إحداث استقرار في سوقها الذي يعتبر ثاني أكبر سوق عالمية بعد السوق الأمريكية حجمها 6 تريليونات دولار كما تملك احتياطياً نقدياً يتجاوز 3,65 تريليون دولار إلى جانب جذب المزيد من الاستثمارات وتوسيع مواعين صادراتها التي يعتمد عليه اقتصادها لتكون أكثر تنافسية وتمكين المستثمرين لشراء الموجودات الصينية الرخيصة... وتأتي مخاوف "الكبار" من أن تتحول المسألة إلى "حرب عملات" دولية وتكمن أهمية الاقتصاد الصيني في كونه المحرك الرئيسي لماكينة النمو العالمي وأسعار السلع الرئيسية في مقدمتها النفط والغاز الطبيعي والمعادن لذلك ينظر الاقتصاديون بقلق إلى مؤشرات سالبة للاقتصاد الصيني. ويخشى الخبراء في أمريكا أن يضع المزيد من الضغوط الصعودية على الدولار مما يؤثر على النمو الاقتصادي وأرباح الشركات الأمريكية التي لها استثمارات وأعمال في الصين ويربك خطط المركزي الصيني برفع معدلات الفائدة.
كما أن الخطوة الصينية قد تربك الأسواق العربية والشرق أوسطية حيث إن انهيار اليوان سيعني عمليا إغراق الأسواق العالمية بالسلع الصينية الرخيصة جدا وإرباك دورة الانتعاش الاقتصادي الأمريكي وعودة أوروبا إلى الكساد الاقتصادي، ويخشى خبراء من أن تؤدي الخطوة الصينية وحملتها على الفاسد بين الطبقة الغنية إلى قيامهم بتهريب ثرواتهم والابتعاد عن تملك أي موجودات كبرى ما ينعكس سلبا على الاقتصاد الصيني في ظل كل " السيناريوهات "
يتساءل خبراء عن تأثيرات هذه الخطوة على أسواق الشرق الأوسط والخليج لاسيما بعد إقامة أول مركز مقاصة للعملة الصينية "الرمينبي" بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الدوحة، في خطوة تاريخية تهدف إلى تعزيز حجم التجارة والاستثمارات وتسهيل العمليات المالية بين قطر والصين من جهة والمنطقة من جهة أخرى وقال محافظ مصرف قطر المركزي الشيخ عبد الله بن سعود آل ثاني، إن افتتاح مركز تسوية العملة الصينية بالدوحة يشكل منعطفا مهما في العلاقات الاقتصادية والتجارية التي تربط البلدين وبعد منح دولة قطر حصة ثلاثين مليار يوان للاستثمار بأسواق الأسهم الصينية. كما أن المركز سيقلص من حجم المخاطر لدى التجار بسبب تغيرات صرف العملات الوسيطة، وينظم العلاقات التجارية والمالية، ويفتح الأبواب أمام الاستثمار بالسوق الصينية، فضلا عن دوره في تحويل الأموال بطرق قانونية وسليمة. حيث أضحت العملة الصينية تاسع أكثر عملة تداولا بحجم يصل إلى 120 مليار دولار في اليوم، وخامس أكبر عملة من حيث المدفوعات العالمية لكون "الرمينبي" ستصبح عملة عالمية إلى جانب اليورو والدولار والين وغيرها من العملات وإتاحة الفرصة للبنوك القطرية لولوج السوق الصينية، كما أن افتتاح المركز سيساعد على تسويق العملة الصينية بالمنطقة وتنشيط الاستثمارات المشتركة والخدمات المالية بالمنطقة كلها ويعتقد أن التطورات الحاصلة في السوق الصيني تتطلب توضيحات من "المصرف المركزي" لطمأنة قطاع الأعمال والبنوك التجارية لاسيما أن دولة قطر ترتبط بعلاقة تجارية ضخمة مع الصين حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما أكثر 11.5 مليار دولار.
(المصدر: الشرق القطرية 2015-08-16)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews