تحليل إخباري : مواقف كل من بيريس وأبو مازن حول المفاوضات
جي بي سي - تحدث رئيس دولة الكيان العبري سيمون بيريس في المؤتمر الإقتصادي في الأردن عن الفرصة السانحة ، في حين أن أبو مازن استغل هذه المنصة من أجل مهاجمة حكومة نتنياهو، ولا شك أن هذا الوضع لا يبدو قريبا من حدوث انفراج سياسي.
لقد طرحت حقا مسألة السلام الاقتصادي في الأردن، وهو الأمر الذي لا يجب أن يستهان به ولا شك أن هذا الوضع هو تطور هام بالنسبة للأميركيين الذين يحاولون تحريك المفاوضات. ورغم ذلك فإن الجميع يدركون جيدا أنه ودون التقدم السياسي، فلا يوجد أي مغزى للتقدم الاقتصادي.
المثير في الأمر هو أن اليمين الإسرائيلي هاجم بيرس قبل أن يسمع الكلمة التي ألقاها، بل فقط بالاعتماد على عناوين الصحف، وقد أصدر نفتالي بنت بيانا شجب فيه بيرس جراء ذكره خطوط 1967، مستندا إلى عناوين الصحف، رغم أن بيرس لم يتطرق أبدا إلى حدود 1967 في كلمته.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس امتنع عن ذكر الشروط المسبقة التي كان يطرحها في السابق، ولم يصر على وقف البناء في المستوطنات، ولم يشر إلى الخطوط الأساسية الأميركية التي تقوم على خطوط 1967. وفي نفس الوقت هاجم الحكومة الأميركية ورفضها المتواصل لطلباته : بدءا من مطالبته بأسلحة خفيفة من أجل الحفاظ على الأمن في الضفة الغربية، والإفراج عن المعتقلين، وقضية اللاجئين التي ترفض إسرائيل التحاور معه حولها، وبدا من الكلمة التي ألقاها أبو مازن أنه ينتهج خطا متشددا جدا وليس خطا متساهلا تجاه الحكومة الإسرائيلية بزعامة نتنياهو .
وقد قال أيضا : إذا فكرتم أننا سنوافق على التحاور حول حدود مؤقتة، فيجب أن تنسوا هذه المسألة، وقد حصل على تأييد فوري من وزير الخارجية الأميركية كيري، وقد جاءت أقواله هذه ردا على تصريحات يائير لبيد، ولا شك أن رئيس الحكومة نتنياهو كان سيسر بقبول أبو مازن لمسألة الحدود المؤقتة، وقد عقب وزير الخارجية كيري فورا على تصريحات أبو مازن بالقول : نحن لا نتحدث عن حدود مؤقتة بل نتحدث عن نهاية النزاع ونهاية المطالبات المتبادلة، وهذا يعني أن الإدارة الأميركية قبلت طلب أبو مازن آنف الذكر، بما يعني أنه لا يجب التحاور حول أي شيء سوى التسوية الدائمة.
و يعتقد أن أبو مازن امتنع الآن عن الإشارة إلى الشروط المسبقة، نظرا لأنه يبذل قصارى جهده كي لا يبدو أنه هو الذي نسف المفاوضات. بيد أنه اتضح من فحوى خطابه أنه لا يوافق على الصيغة الأميركية، كما أنه لم يبن حتى الآن مجموعة الخطوات التي يطالب بها من نتنياهو كخطوات بناء ثقة.
إن الأمر الذي سيدخل أبو مازن إلى غرفة المفاوضات هو: إما أن يوافق كيري على خطوط 1967، وهو الأمر الذي لا يوافق عليه نتنياهو، ومن الجائز أن يطرح كيري خطوطا أميركية، وإما أن يقوم نتنياهو بعدة خطوات، مثل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين، رغم أن نتنياهو قال : إنه لن يفعل ذلك قبل الدخول في المفاوضات، وفي هذه الحالة سيقول أبو مازن: لقد حصلت من نتنياهو على أمور رفض منحي إياها، لكن الأمور لا تبدو على هذا النحو حتى الآن. ( المصدر : جي بي سي - البحر الميت - الأردن ) .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews