من هم متطرفو اليهود الذين يستهدفون الفلسطينيين؟
نشر تقرير على أثر جريمة حرق الطفل الفلسطيني علي الدوابشة، تطرق فيه إلى هوية المجموعات اليهودية المتطرفة التي تستهدف العرب والمسلمين، والغطاء السياسي والشعبي الذي تتمتع به داخل "إسرائيل" للقيام بجرائمها والإفلات من المحاسبة.
وقال التقرير، إن المتطرفين اليهود يقترفون كافة أشكال التخريب والعنف ضد الفلسطينيين منذ سنوات، ولكن هذه الجرائم بدأت تأخذ منحى أكثر خطورة في الفترة الأخيرة.
وأضاف أن نشطاء اليمين المتطرف والمستوطنين الإسرائيليين؛ يعيثون في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تحت شعار "يجب دفع الثمن"، ويمارسون كافة أشكال الاعتداءات ضد الفلسطينيين وعرب الداخل، وضد أماكن العبادة الإسلامية والمسيحية، ولا يتعرضون في أغلب الأحيان لأية مساءلة قانونية.
ويقول راديو الجيش الإسرائيلي، أن "الحريق تم إضرامه من قبل رجلين ملثمين قاما بإلقاء زجاجات حارقة على منزلين، منهما منزل عائلة الدوابشة، كما أنهما كتبا على الحائط كلمة (انتقام)، ورسما نجمة داود".
ونقل أيضا عن ياريف أوبنهايمر، عضو منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية، التي تعارض الأنشطة الاستيطانية، قوله إن "هذا النوع من الاعتداءات أصبح وباء مستفحلا"، حيث إن شقا متطرفا من السكان يتغذى اليوم على الأيديولوجيا العنيفة المعادية للعرب، ويرتكب فظاعات كان من بينها قتل الشاب محمد أبو خضير البالغ من العمر 16 عاما، والذي تم اختطافه وحرقه حيا في السنة الماضية.
وذكر، نقلا عن الباحث السياسي دينيس شاربيت، أن "التطرف اليهودي يظهر خاصة في الاعتداءات التي تقع في الضفة الغربية ضد المزارعين الفلسطينيين، وضد أشجار الزيتون والكروم التي يملكونها، حيث يقومون في الليل برسم الكتابات على جدران الفلسطينيين، وتدنيس المساجد، وثقب عجلات السيارات التابعة لهم ولعرب الداخل".
ورغم أن هذه الاعتداءات معروفة لدى الجميع، ويتم التنديد بها من قبل المنظمات غير الحكومية الفلسطينية والإسرائيلية؛ إلا أنها تبقى بدون محاسبة، رغم تظاهر السلطات الإسرائيلية بفتح تحقيقات في هذه الحوادث، "إذ إن هؤلاء المستوطنين المعتدين، الذين يطلق عليهم عادة (شباب التلال)، ينتمون إلى مجموعات غامضة تتحرك في كنف السرية، وهؤلاء الشبان الذين تربوا في المستوطنات، يعيشون علاقة قطيعة مع عائلاتهم، ولا يعترفون بالقانون".
وذكر أن أبرز هذه المجموعات المتطرفة هي منظمة "لهافا"، التي برزت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تعارض الزيجات المختلطة بين الإسرائيليين والعرب، ومنظمة "لا فاميليا" (العائلة)، التي تنسب لجمهور فريق "بيتار القدس" الإسرائيلي المتطرف.
وطلب وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون، في كانون الثاني/ يناير الماضي، من الجهاز القضائي، تصنيف منظمة لهافا كمنظمة إرهابية. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أوقفت في كانون الأول/ ديسمبر حوالي اثني عشر عنصرا منتميا لهذه المنظمة، متورطين في أعمال عنف، من بينهم زعيم التنظيم بنزي غوبشتاين، الذي يخضع حاليا للإقامة الجبرية.
ويذكر أن ثلاثة من أعضاء هذا التنظيم المتطرف؛ متهمون بإضرام النار في قاعة تدريس بمدرسة يهودية عربية تعتمد اللغتين العبرية والعربية في القدس، وكتبوا على جدرانها "الموت للعرب"، و"لا يمكن التعايش مع السرطان".
ومنظمة "لا فاميليا" التي تتكون من مشجعين متعصبين لفريق "بيتار القدس"؛ تأسست قبل 10 سنوات، بغرض القيام بأعمال عنف ضد العرب، وخاصة أثناء مباريات كرة القدم. ويظهر العديد من المنتمين إليها في المدارج خلال المباريات حاملين شعار "الموت للعرب"، وهو ما يبدد كل الشكوك حول هويتهم وأيديولوجيتهم العنصرية.
وأشار إلى وجود منظمات أخرى تعمل بطريقة سرية، حيث كشف جهاز الأمن الداخلي الإٍسرائيلي "شين بيت"، عن تورط ثلاثة أشخاص في الاعتداء بالحرق على كنيسة الطابغة الأثرية في شمال فلسطين، وعن انتمائهم لتنظيم ديني متشدد، تأسس منذ عام 2013، وضالع في القيام بأعمال معادية للمسيحيين، بالإضافة إلى اعتداءات ضد المدنيين الفلسطينيين.
والتطرف اليهودي ليس وليد الأشهر الماضية، حيث إن جذوره تعود لسنوات الثمانينيات، حيث يتذكر الباحث السياسي دنيس شاربيت "تفكيك شبكة إرهابية يهودية خلال نهاية الثمانينيات، كانت تتبنى استعمال القنابل في نابلس ورام الله، وحاولت تفجير المسجد الأقصى"، بالإضافة إلى عدة اعتداءات إرهابية ضد شخصيات إسرائيلية يسارية، ثم اغتيال إسحاق رابين في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 1995، وهي اعتداءات تقف وراءها حركة كاهانا المتطرفة المعادية للعرب.
والحركة "الكاهانية" تمثل الوجه السياسي لهذا التطرف اليهودي، في شخص الحاخام مائير كاهانا، الذي أسس في البداية رابطة الدفاع عن اليهود في الولايات المتحدة، ثم حركة كاخ في "إسرائيل"، وتم انتخابه ليدخل الكنيست في سنة 1984. وتتبنى الحركة الكاهانية فكرة إقامة دولة إسرائيل الكبرى، الخاصة باليهود فقط، وطرد عرب الداخل وفلسطين باعتماد العنف.
وأضاف أنه "رغم القضاء ظاهريا على الوجود السياسي لهذا الفكر الكاهاني؛ فإن الحركة الكاهانية تواصل وجودها الفعلي، وتمثل مصدر إلهام للمجموعات اليمينية المتطرفة في إسرائيل".
(المصدر: صحيفة لوتون السويسرية 2015-08-01)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews