أخطر وأهم من الإرهاب والاقتصاد
اخلع نظارتك الحمراء أو البيضاء واجلس في هدوء وتأمل هذا المشهد المرتبك، حيث الجميع يبحثون عن ملعب كرة يستضيف قمة الكرة المصرية غداً بين الأهلى والزمالك.. فالأمن يصر على إقامة المباراة في الجونة، والأهلى يعترض ويرفض اللعب في الجونة، والزمالك يبحث عن حلول ويقدم مقترحات بملاعب أخرى للخلاص من تلك الأزمة..
وإذا كان ممكنا فهم سر رفض الأهلى اللعب في الجونة وأسبابه التي على رأسها سوء حالة ذلك الملعب وعدم صلاحيته.. وهو بالمناسبة نفس رأى البرتغالى فيريرا، المدير الفنى للزمالك، الذي أكد عقب مران فريقه، أمس الأول، أن ملعب الجونة لا يصلح لكرة القدم بسبب أرضيته وتياراته الهوائية.. فإن الذي يصعب إدراكه هو إصرار الأمن على إقامة هذه المباراة في الجونة..
فقد قالوا إن الدواعى الأمنية هي التي أجبرتهم على هذا القرار وتمنعهم تلك الدواعى من السماح بإقامة المباراة في استاد القاهرة أو بتروسبورت أو الدفاع الجوى وأى ملعب آخر غير الجونة.. وأنا بالتأكيد أحترم رجال الأمن وحمولهم الهائلة والضغوط والتهديدات والمخاوف والأوجاع والاتهامات التي تحاصرهم طول الوقت وفى كل مكان.. إلا أن ذلك كله ليس مبررا للإصرار على اللعب في الجونة..
فالمباراة دون جمهور أصلا وداخل استاد مغلق الأبواب.. وإذا كان الأمن يخاف أي محاولات لاقتحام الملعب.. فهذا احتمال غير وارد، حيث جمهور الزمالك هو آخر من يريد إفساد المباراة التي قد تنتهى أي كوارث بها لإلغاء الدورى الذي سيفوز به الزمالك بعد طول غياب وانتظار.. وجمهور الأهلى يحلم بالفوز على الزمالك بديلا للدورى الذي ضاع.. ولو كانت هناك مخاوف من احتكاكات بين الجمهورين ستحدث وفقا للنتيجة.. وكان ولايزال من الأفضل أن تقام المباراة في القاهرة تحت حراسة مشددة مع دعوة الجميع للالتزام الحقيقى والكامل بواجباتهم ومسؤولياتهم الأمنية والسياسية والاجتماعية والإعلامية.. ويصبح الفوز بمباراة كرة أشبه بحرب على الكرامة والشرف والكبرياء..
ولست أقصد التقليل من شأن كرة القدم أو مباراة تجمع الناديين الكبيرين.. ولكننى فقط أطالب برؤية واقعية وعاقلة وهادئة أيضا.. وأرفض كل هذا التصعيد الإعلامى والجماهيرى الذي يجعل مصر دولة أنهت حربها على الإرهاب ولم تعد تدفع فواتير جديدة للدم في سيناء ولم تعد تهددها كوارث اقتصادية واجتماعية.. دولة لم تعد مشغولة إلا بالأهلى والزمالك.
(المصدر: المصري اليوم 2015-07-20)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews