8 أعشاب برية في فلسطين تحمل فوائد غذائية وطبية
جى بي سي - شكلت الأعشاب البرية الشعبية والطبية دورا هاما في حياة الإنسان الفلسطيني، ليس فقط عبر استخدامها في القِدَم وقبل اكتشاف الأدوية الحديثة في علاج الكثير من الأمراض، سواء أكان بطريقة سحق بعض النباتات واستخدامها كعلاج ناجع، أو عن طريق نقعها في الماء وتقديم بعضها كمشروب ساخن لأوجاع مختلفة، مثل الميرمية واليانسون وغير ذلك، بل كان لها أيضا دور هام في بقاء الإنسان العربي في هذه البلاد عندما اعتمد عليها كغذاء متوفر في الحقول تقوم النسوة بجمع هذه الأعشاب وإعدادها كوجبات أساسية، ومع الوقت بدأت هذه الأعشاب تختفي تدريجيا نتيجة قلعها من الجذور.
وما زالت هذه النباتات تستحوذ على اهتمام خاص في حياة الباحثين في مجال الطب والأعشاب، حيث كشف الدكتور خالد مطر من مدينة الطيرة في حديث "صحفي" عن نتائج البحث العلمي الذي انتهى منه مؤخرا عن أهم ثمانية أعشاب برية في البلاد مضادة للأكسدة تقي من الأمراض وتحافظ على الشباب.
ويعمل د. خالد مطر في مركز «أبحاث المثلث» داخل أراضي 48 مديرا علميا وباحثا في مجال الكيمياء, ويبحث في مجال عالم المواد الفعّالة الموجودة في النباتات لتحديد مبناها والتعرف على تأثيراتها المختلفة، وترتبط الأبحاث التي يجريها مع علم الصيدلة وعلم الأحياء (بيولوجيا)، لأن هذه العلوم مرتبطة ببعضها البعض، وقد كرّس جل اهتمامه لدراسته الدؤوبة وأبحاثه المتواصلة، لدراسة فوائد النباتات الطبية, باعتبار أن هذه النباتات تحظى باهتمام بالغ لدى الباحثين.
ويؤكد الباحث أنه شخصيا كان يشكك في مصداقية المعتقدات حول فوائد الأعشاب، ولكن النتائج أظهرت أن معظم هذه النباتات إن لم تكن كلها, غنية بالفوائد الصحية الغذائية وقسم من هذه النباتات له فوائد صحية وطبية (وقائية من الأمراض) معا, وهذه ليست عملية بسيطة.
ويشير الباحث إلى أهم ثماني نباتات في فلسطين وهي الزعمطوط (صابون الراعي)، الخبيزة، الهندباء (العلت) اللسينة، فرفحينة، عكوب، قرصعنة، هليون.
الزعمطوط: وجدنا أن الزعمطوط أو ما يسمى بصابون الراعي غني جدا بالمواد المضادة للأكسدة، لدرجة أننا شككنا في نتائج البحث، وقمنا بإعادة التجربة مرارا وتكرارا، وأثبتت النتائج أنها مؤكدة.
اللسينة: أوراقها عريضة، وهي تجمع في شهر فبراير، وهذه النبتة من عائلة الشفويات (الميرمية) وتبيّن أنها غنية جدا بالمواد المضادة للأكسدة.
القرصعنة: وهي نبتة غنية جدا بمضادات الأكسدة، ولا شك أن جميع أجزاء النبتة حتى الجذور غنية أيضا بالمواد المضادة للأكسدة، ولكن استعمال النبات الطازج بدون تسخين هو كفيل بحماية هذه المواد، وهذا ما يحدث في نبتة القرصعنة التي تستعمل لخلطة السلطة.
العكوب: تبيّن أيضا أنها تحتوي على مواد مضادة للأكسدة، وفي فترة ما كان يغطي العكوب مساحات شاسعة من منطقة المثلث، أو ما يسمى عند البدو «الكعوب»، وفي هذه الأيام أصبحت المنطقة فقيرة جدا أو شبه معدومة من نبتة العكوب، فمن جهة سعدنا أن الناس أحبت هذه الأكلة، ولكن هذا الأمر عرّض النبتة للانقراض تقريبا، لأننا نأكل الجزء العلوي والسفلي، وأصبحنا نبحث عن هذه النبتة في النقب. أما الخصائص العلاجية له، فهو يقوي الجهاز العصبي، ويعالج الجهاز البولي، ويقوي الدم، ويحتوي على فوائد جمة بالنسبة للجهاز الهضمي، وهو يحتوي على مواد تستخدم في علاج تسمم الكبد وتشمعه. العلت: هو أيضا غني بالمواد المضادة للأكسدة، وهو يؤثر ويفيد في تنقية الكبد. حويري: وهي نبتة تعيش في الأنهر وتجمع في فترة الربيع، وتؤكل كسلطة، النبتة غنية بأوراقها، خاصة بمضادات الأكسدة، ولها فوائد صحية وطبية، ووُجد تأثيرها على الهرمونونات عند الرجال, حيث إنها تزيد في عدد الحيوانات المنوية، وعلى عملية الأكسدة في الكبد، فقد وُجد أنها تساعد على تنقية الكبد أيضا.
هليون: وهو يؤكل طريا أو مطبوخا، وله عدة استعمالات، وقد وجدنا أنه غني بمضادات الأكسدة، ويستخدم الجذر لعلاج التهابات المسالك البولية، وكذلك الكليتين والمثانة من الحصى والترسبات، ويفتت الحصى ويدر البول ويفتح الشهية، كما أنه مفيد في علاج حالات الروماتيزم, حيث يساعد في تصريف الفضلات المتراكمة في المفاصل إلى خارج الجسم في البول.
وقد قامت بعض شركات صناعة الأدوية العالمية باستخراج عقار جديد من مستخلصات الهليون لمكافحة حالات الإرهاق ولتنشيط الجسم. كما تصنع بعض شركات الأدوية منه شرابا فاتحا للشهية ومرطبا للجسم ومهدئا للأعصاب ومدرا للبول. الخبيزة: نبتة قوية كثيرة الانتشار موجودة تقريبا في جميع أجزاء فلسطين من الشرق إلى الغرب، وهي مادة غنية جدا بمضادات الأكسدة، ولها أيضا فوائد جمة، وتحتوي على معادن وفيتامينات خاصة.
وهذه المواد المضادة للأكسدة تضيف فوائد وقائية لجهاز القلب الوعائي وتحمي عضلة القلب والأوعية الدموية من التلف التأكسدي، كما أن سلامة استخدامها وعدم تسببها في تأثيرات جانبية سلبية يجعلها بديلا مثاليا لعلاجات الضغط التقليدية. وتحمي الخبيزة القلب والشرايين من الأمراض وتقلّل مستويات الكوليسترول في الدّم.
وخلاصة زهور الخبيزة تستخدم الآن في الطب البديل لعلاج ارتفاع ضغط الدم الشرياني، واضطرابات الكبد وذلك لاحتوائها على الكثير من مضادات الأكسدة.
فرفحنة: وهي نبتة مبيتة (تعيش بالقرب من البيوت، وتكثر عادة بين نبتة الملوخية ورقها أخضر صغير)، وتستعمل كجزء أساسي في تحضير السلطات، والأتراك يستعملونها بكثرة في السلطات، وفي بذور الفرفحنة يوجد حوامض دهنية تقي الإنسان مما يسمى بالدهنيات السيئة، فهي تحوي عناصر من حبوب فيتامينات (أوميغا).
ويرى مطر أن الشيء الرائع في هذا الأمر يتمثل في أن المرأة العربية تعرف بأي طريقة تستعمل هذه المواد وتحافظ على الفائدة الصحية فيها، ومن ناحية أخرى عرفت كيف تتخلص من المواد السامة الموجودة بداخلها، وعرفت متى يجب تسخينها إلى درجة حرارة معينة، مثلا الزعموط (صابون الراعي) أوراقه سامة، ولكن عندما نقوم بطبخه وتسخينه بدرجة حرارة عالية نقوم بالتخلص من هذه المواد السامة، كذلك نبتة اللوف وهي غنية أيضا بمواد مضادة للأكسدة لكن أوراقها سامة جدا.
وعن وجود مواد مضادة للأكسدة في كل هذه النباتات تابع د. خالد مطر «هذا يعني أنه يوجد داخل النبتة مواد كيماوية لها تركيبة خاصة تتفاعل مع جسيمات فعالة جدا داخل الجسم، وتخلصنا من التأثيرات السلبية».
ففي البحث العلمي فحصت كمية المواد المضادة للأكسدة، وهي من أهم المواد التي من المطلوب أن يتناولها الإنسان في وجباته, لأنها تحميه من أمراض عديدة مثل السرطان، وتقي من الشيخوخة، وتقي الإنسان من أمراض القلب, خاصة انسداد الشرايين.
كما يؤكد مطر على الزعتر ويعتبر نبتته مهمة جدا, وأم النباتات العطرية، وهي رمز من رموز الفلسطينيين, فله فوائد كثيرة ليس فقط لأنه غني بمضادات الأكسدة، بل فيه مواد مثل «التيمول» التي تستعمل لأوجاع الحلق، وهي مضادة للجراثيم وقاتلة للبكتيريا، فمن يعاني من أوجاع الحلق يمكنه شرب زعتر مركّز مغلي يساعده بشكل كبير جدا.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews