اتحاد الكرة والاختباران!
سيحتاج الاتحاد البحريني لكرة القدم، مضطرا ليس “طوعا” لفتح صفحة جديدة مع الارجنتيني سيرخيو باتيستا مدرب المنتخب الكروي الأول، والتي ستبدأ لحظة الانطلاق للمعسكر الاعدادي القادم في تركيا في الثامن من شهر اغسطس القادم، استعدادا للمواجهة مع المنتخب الكوري الشمالي في الثالث من شهر سبتمبر، ضمن اطار التصفيات المؤهلة الى مونديال روسيا 2018، والنهائيات الاسيوية في الامارات 2019، وأقول صفحة جديدة بيضاء، اعتبارا أن الصفحة السابقة التي فتحها منذ التعاقد معه، في ال14 من مايو الماضي، لم تظهر مستوفية، ما يمكن أن يتم الوقوف معها، على مستوى الملامح الواضحة والصريحة للمدرب وهويته، وأيضا القناعات، التي يمكن أن تعزز في حالة من الانسجام والتوافق، كتلك التي يتوجب أن تكون حاضرة بتفاصيلها، وتنعكس بايجابياتها، على أرض الواقع والصورة العامة للمنتخب.!
لم يكن باتيستا مطالبا باحداث تلك الغربلة والتغييرات على التشكيلة واسلوب اللعب، التي ظهرت في مباراة الفلبين، بسبب ضيق الوقت الذي تعاقد فيه، وعدم وضوح الصورة أمامه فيما يخص قدرات اللاعبين في المباريات الرسمية خاصة، الا أن ذلك لا يمكن الاعتداد به لحظة التقييم العام لقدرات المدرب وامكاناته، ومن الممكن أن يخطئ حتى المدرب “الخبير” بسبب قناعات غير دقيقة، الا أنه سرعان ما يستعيد المسار الصحيح، بشرط، أن يكون مقتنعا بخطأه في القرار الأول، وربما تكون الصفحة التقييمة الثانية للمدرب، تفتح من الافاق والقناعات، ما يمكن أن يحسب في صالح الجهاز الفني، ومن الممكن كذلك، أن تزيد من التراكمات السلبية، وتقود الى المنعطف المظلم، في الكثير من الأحيان.!
في العملية التقييمية التي يمكن أن تكون من أي اتحاد أو ناد، للمدرب، لا يمكن الاعتداد اطلاقا بالشخصية القيادية التي يمكن أن يكون المدرب متمتعا بها، والتوقف عندها وفقط، دون الاهتمام بالجوانب الأخرى، التي لها أن تعين المدرب وشخصيته، ومن شأنها أيضا اذا ما كانت سلبية، أن تهدم كل ما يمكن أن تضيفه الشخصية القيادية، من أثر ايجابي وانعكاس على اللاعبين، وفي حالة باتيستا صورة غير واضحة حتى الآن، ولا يمكن الوقوف خلالها مع المرحلة الماضية، أكثر من التركيز والايمان، على أن المدرب وجهازه المعاون، بحاجة للدعم والمساندة من الجميع دون استثناء، وأيضا الفرصة الجديدة، لاثبات النفس والقدرات، بشرط أن لا تكون الفرصة التي تمنح للمدرب ومن اتحاد الكرة، بذات قناعات الفرصة السابقة، خاصة اذا ما تحدثنا الى أن أي خطأ كالذي ظهر على الجوانب الفنية والتنظيمية للمنتخب البحريني في مباراة الفلبين، ليس من السهل تجاوزه، والابتعاد عن تأثيراته السلبية بعد المباراة الثانية أمام الكوري الشمالي.!
ان ما يحيط بمثل تلك التجارب الدقيقة والحرجة، كنفس التجربة التي يعيش عليها الاتحاد البحريني مع المدرب الارجنتيني، أيضا بسبب تجربة غير ناجحة أخرى مع المدرب العراقي عدنان حمد، يحتاج صاحب القرار دون خيار آخر، الى الالتزام بالهدوء الكامل، والاقتناع بتحمل تبعات كل تفاصيل القرار، سلبية كانت أو أيجابية، وبالتالي تقديم كل ما يمكن أن يقدم من دعم ومساندة ومؤازرة “وهدوء”، للمدرب والجهاز الفني، خاصة وأن فشل صاحب القرار في قرار جديد بإقالة المدرب، يظل أصعب وأكثر قسوة على المؤسسة نفسها، من قرار التمسك بالمدرب وتحمل التبعات والانعكاسات عندما يخفق الفريق في مباراة أو مباراتين.!
(المصدر: الأيام 2015-07-18)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews