اتحاد الكرة.. من أين يبدأ؟!
لا يمكن للاتحاد البحريني لكرة القدم، أن يفكر لمجرد التفكير في الارتقاء بمستوى وكفاءة المنتخب الوطني الأول، مالم يكن من الأساس قد فكر في ايصال مستوى المسابقات المحلية الى المستوى الذي يتناسب ويتوافق مع نفس الطموحات على مستوى المنتخبات، ذلك وبعد الاشارة الى الارتباط الوثيق بين المسابقات المحلية والهوية التي تكون عليها، وما يمكن متابعته على مستوى المنتخب الوطني، ومن غير المعقول أن يفكر المسؤول في واقع وقيمة مختلفة للمنتخب الوطني، واللاعب البحريني في الأساس، يشارك ويتأثر ببيئة كروية غير متطورة بما يتناسب، والتغييرات التي ترافق الدوريات الأخرى التي شاركت أيضا في الزيادة من فاعلية منتخباتها، وقدمتها في صورة افضل.!
ان ما يثار حاليا من رغبة في الزيادة في عدد الأندية المشاركة في دوري فيفا لكرة القدم، لا شك أنها يمكن أن تمثل القيمة المضافة للمسابقات المحلية، وايضا المنتخب الوطني، الا أن الخطوة نفسها لا يمكن أن تمثل الأساس في حراك التغيير الى الأفضل، مالم يسبقها اتحاد الكرة بمجموعة من الخطوات الأخرى، من ضمنها الرفع من كفاءة وفاعلية البنية التحتية، لكرة القدم البحرينية، والتركيز في الزيادة من عدد الملاعب، المؤهلة فعليا لممارسة كرة القدم، وفق ما يفترض أن تكون عليها، خاصة وأن الزيادة في عدد المباريات، يعني الزيادة في نسبة الاستغلال للملاعب، وأيضا التعرف على امكانية أن تكون الملاعب الحالية قادرة في التعامل مع الاضافة الجديدة، وبالتالي ظهور المرافق والقرارات مرتبطة ببعضها، لا يمكن استثناء جانب تطويري، عن الآخر، أو التركيز على الرفع من قدرة طرف، وتجاهل الأطراف الأخرى.!
ربما وجد الاتحاد البحريني لكرة القدم نفسه، مطالبا بالانصات، أكثر من أي وقت مضى لمجموعة من خبرات المدرب الارجنتيني باتيستا، والتي من الضروري أن تكون قد لامست جوانب تأسيسية كثيرة، اذا ما ارادت المؤسسة الكروية، الارتقاء بقيمة العمل والمخرج العام، وفي أكثر من اتجاه، ومن الصعب أن يفكر المسؤول اليوم بالتطوير والارتقاء من قيمة المنتج، مالم يسبق تلك الخطوة، التأهيل الجيد، لكفاءة الأدوات التي يطلب منها الزيادة في القيمة والناتج، من ضمنها دون شك، الملاعب، التي تقف عليها الكثير من المؤشرات والمراحل الأخرى، ومن المنطق أن نقول اليوم، ان الزيادة في عدد الأندية، وأيضا التفكير في دوري الرديف، أو أي مسابقة أخرى تدعم الفرق الأولى، لا بديل سوى أن نعود قبلها، للتفكير في الجانب الأساسي الذي يكون مرتبطا ارتباطا وثيقا، بالأهداف المطروحة.!
لا شك أن أي صاحب قرار، وفي مرحلة زمنية معينة، ربما يجد نفسه مجبرا للتفكير في أكثر من اتجاه تطويري في نفس الوقت، وهو ما يضع العملية والاتجاه التطويري، امام مجموعة كبيرة من التحديات، هي نفسها ما نتابعه على مستوى المؤسسة الكروية، التي يبدو تركيزها، على الانتقال الى مرحلة تنافسية أفضل تنعكس ايجابياتها على مستوى المنتخبات، وفي وقت تجد فيه، أن الأساس في التطوير، وما يمكن أن يطلق على بيئة العمل، بحاجة قبل كل شيء الى حديث ونقاش، لا يمكن متابعة اي تطوير دون المرور عليها.!
(المصدر: الأيام البحرينية 2015-06-25)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews