مديونية الدول ترتفع مقابل نموّ الثروات

تزداد مديونية الدول والحكومات والقطاع الخاص في مختلف دول العالم الغنيّة والفقيرة على السواء الى درجة عدم القدرة على الايفاء. في المقابل، يسجل العالم نموّاً عملاقاً للثروات الفاحشة الخاصة عديداً وقيمة فيصبح البحث عن ردم الهوّة إلزامياً عاجلاً أم آجلا..

مع استمرار تضخّم الديون السيادية من جهة وديون القطاع الخاص من جهة ثانية تتعاظم في المقابل الثروات الخاصة لتندرج ضمن ما يسمى بالثروات الفاحشة.

ويبدو أنّ الاهتمام بدأ يتّجه الى ايجاد حلول عادلة للهوّة الكبيرة بين الطرفين مع وصول الديون الى حدود اللاعودة وعدم القدرة على الايفاء. وفي هذه الحال، ومع استحالة إلزام المدنيين من دول وقطاعات خاصة على الوفاء بديونهم بوجه عمومي، يتوجّب عندئذ التوصل الى نوع من التسوية الكلاسيكية قبل الانتقال الى الحسم القانوني الدولي بهذا الشأن.

وتكمن التسوية عموماً بشطب قسم من الديون او إعادة الجدولة الزمنية لهذه الديون لكي يتمكن المدين من الايفاء بها في وقت لاحق. وهذا ما حصل أخيراً بالنسبة للديون السيادية في اليونان.

ولكن قد يمضي الوقت وتبقى اليونان وعلى مثالها دول اخرى غير قادرة على الايفاء وعلى المثال ذاته الكثيرون من المدينين في القطاع الخاص في مختلف انحاء العالم.

اما الحلف الجديد الذي قد تفرضه الظروف والتطورات، فهو الحلّ ويكمن في فرض حدٍّ اقصى للثروات الخاصة والتي يجب ألاّ تتجاوز قيمتها على سبيل المثال لا الحصر المليار دولار للشخص الواحد. أما ما تجاوز هذا المبلغ فيذهب الى القطاع العام أو الى صندوق خصوصي لإطفاء الدين العام والديون الخاصة بحسب نسبة مئوية تحدّد من الخبراء والمشرّعين.

إنّ مهمة الامم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرها من المؤسسات الدولية التي تُعنى بالملفات الدولية المالية منها والاقتصادية والانسانية يجب أن تتركز على موضوع إعادة توزيع ما فاق الحدّ الاقصى المقبول به للثروات الفاحشة، وبخلاف ذلك فإنّ الافق سوف تُسدّ على مستوى اتجاهات الديون الخاصة والسيادية وسوف تنمو الثروات الخاصة الفاحشة بلا حدود.

اتجاهات الاسواق المالية

تراجع حجم التداولات بقوة امس في بورصة بيروت الرسمية للاسهم لينخفض الى 30867 سهماً قيمتها 775486 دولاراً وسجل تبادل 28 عملية بيع وشراء داخل الردهة تناولت سبعة اسهم: ارتفع منها اربعة اسهم وتراجع سهم واحد واستقرّ سهمان.

وتراجعت اسهم سوليدير الفئة (أ) بنسبة 0,84 في المئة الى 11,71 دولاراً وارتفعت الفئة (ب) بنسبة 1,02 في المئة الى 11,78 دولاراً وارتفعت اسهم شركة هولسيم لبنان 6,66 في المئة الى 15,20 دولاراً وارتفعت اسهم بلوم العادية 0,41 في المئة الى 9,70 دولارات واسهم بيبلوس (2008) بنسبة 0,29 في المئة الى 100,50 دولار.

في الاسواق الخارجية كان اليورو مرتفعاً بنسبة 0,07 في المئة الى 1,1017 دولار. وزاد الدولار بنسبة 0,17 في المئة الى 123,56 يناً والجنيه الاسترليني مستقراً على 1,563 دولار ويبدو أنّ الاسواق أبدت أمس الكثير من التحفّظ والحَذَر إزاءَ أيّ اتجاهات يجب سلوكها في الوقت الراهن.

وعليه كانت أسعار الذهب تراوح حول احدث مستوياتها أيْ قرب 1150 دولارا مع تمرير الوقت ريثما تؤكد رئيسة الاحتياطي الفدرالي الاميركي اتجاهات اسعار الفائدة.

فزاد الذهب 0,02 في المئة الى 70.1153 دولار وتراجعت الفضة 0,36 في المئة الى 15,26 دولاراً للاونصة.

تحت وطأة عودة ايران الى اسواق النفط تراجعت الاسعار امس فانخفض سعر النفط في نيويورك بنسبة 0,94 في المئة الى 52,54 دولاراً للبرميل وتراجع سعر نفط برنت الخام في لندن بنسبة 0,97 في المئة الى 57,94 دولاراً للبرميل.

وفي اسواق الاسهم تقلبت الاسعار في بورصات آسيا ليرتفع مؤشر نيكي في بورصة طوكيو 0,38 في المئة الى 20463 نقطة مقابل تراجع بورصة هونغ كونغ 0,26 في المئة الى 25056 نقطة وهبوط بورصة شانغهاي 3,03 في المئة الى 3805 نقاط.

وفي اوروبا كان الارتفاع ضيئلاً مع ترقّب الاسواق نتائج التصويت اليوناني على الاتفاق الاخير فزاد مؤشر داكس الالماني 0,09 في المئة الى 11527 نقطة وزاد مؤشر فوتسي البريطاني 0,04 في المئة الى 6756,74 نقطة وزاد مؤشر كاك الفرنسي 0,10 في المئة الى 5037 نقطة.

أما في بورصة وول ستريت الاميركية فكان الارتفاع اكثر وضوحاً فزاد مؤشر داو جونز 0,42 في المئة الى 18053 نقطة وزاد مؤشر ستاندرد اند بورز 0,45 في المئة الى 2109 نقاط وذلك مع ترقب ارباح الشركات في الفصل الثاني من العام.

(المصدر: الجمهورية اللبنانية 2015-07-16)