إتفاق على خطة مساعدة لليونان تجنّبها الخروج من منطقة اليورو
جي بي سي نيوز - توصلت اليونان إلى إتفاق تاريخي مع قادة منطقة اليورو الإثنين للحصول على خطة مساعدة ثالثة تجنبها الخروج من هذه المنطقة في اختتام مفاوضات ماراثونية استمرت طوال الليل في بروكسيل. ووافق رئيس الوزراء اليوناني اليساري ألكسيس تسيبراس على خطة إصلاحات صارمة بعد 17 ساعة من المفاوضات الشاقة مقابل خطة إنقاذ على مدى ثلاث سنوات بقيمة 86 بليون يورو، وهي ثالث خطة مساعدة لليونان خلال خمس سنوات.
وأعلن رئيس مجلس أوروبا دونالد توسك صباحاً ان منطقة اليورو قررت بالإجماع بدء مفاوضات من أجل منح اليونان خطة مساعدة ثالثة بعدما وصل البلد إلى شفير الخروج من منطقة اليورو. وكتب توسك على موقع «تويتر» بعد مفاوضات ماراثونية استمرت 17 ساعة، ان «قمة منطقة اليورو توصلت إلى اتفاق بالإجماع. جميعنا مستعدون لبرنامج مساعدة لليونان عبر آلية الاستقرار الأوروبية، مع إصلاحات جدية ودعم مالي».
وكتب رئيس وزراء أستونيا تافي رويفاس على تويتر محذراً ان «أوروبا قررت خريطة طريق وكل شيء يتوقف الآن على تطبيقها». واستمرت المفاوضات طوال الليل وحتى صباح أمس من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق الذي يعطي الضوء الأخضر السياسي لإطلاق مفاوضات حول خطة مساعدة ثالثة لليونان بقيمة تقدر ما بين 82 و86 بليون يورو على ثلاث سنوات.
وأعلن رئيس الوزراء اليوناني عن «اتفاق صعب» مع الشركاء الأوروبيين غير انه يضمن «الاستقرار المالي» والانتعاش الاقتصادي في اليونان، مؤكداً ان حكومته «خاضت حتى النهاية معركة عادلة». وقال تسيبراس: «ان الغالبية الكبرى من الشعب اليوناني ستدعم هذا المجهود... وسنواصل المعركة من أجل الإصلاحات الجذرية التي تحتاجها اليونان».
وفي ردود الفعل، أثنى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على «الاتفاق التاريخي» الذي جرى التوصل إليه في بروكسيل بين اليونان وشركائها الأوروبيين، معتبراً أنه «يسمح لليونان بالبقاء في منطقة اليورو» ومشيداً في الوقت نفسه بـ «الخيار الشجاع» الذي قام به تسيبراس.
وقال هولاند في اختتام قمة استثنائية لمنطقة اليورو ان «صدقية أوروبا كانت ستتضرر لو لم يجر التوصل إلى اتفاق اليوم (أمس)»، مشدداً على ان الاتفاق الذي كلّل 17 ساعة من المفاوضات الماراثونية يتضمن «إعادة تحديد شروط الديون» اليونانية من خلال «تمديد الاستحقاقات والآجال والتفاوض في نسب الفوائد».
وحذرت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل من ان الطريق سيكون «طويلاً» و«صعباً» حتى تعود اليونان إلى طريق النمو.
وقالت ان الإتفاق يتضمن «مجموعة واسعة من الإصلاحات التي تحظى اليونان من خلالها على ما اعتقد بفرصة للعودة إلى طريق النمو»، لكن «الطريق سيكون طويلاً وعلى ضوء مفاوضات الليلة الماضية سيكون صعباً».
وأعلن رئيس مجموعة اليورو يورين ديسلبلوم ان البرلمانات الأوروبية التي يفترض ان تصادق على مشروع مساعدة اليونان، يرتقب ان تقوم بذلك هذا الأسبوع.
وقال: «في الأيام المقبلة، سيقر اليونانيون الخطة. ومن المفترض المصادقة على الخطة بكاملها لكن أيضاً على التحركات الأولى» التي تطالب بها الجهات الدائنة.
وأضاف ديسلبلوم: «عند القيام بذلك، سنجري اجتماعاً لمجموعة اليورو عبر الهاتف على الأرجح الأربعاء ما سيشكل إشارة للبرلمانات الأخرى الأربعاء أو الخميس أو الجمعة». وأوضح: «حين يقومون بذلك، سيكون لدينا حينئذ قرار رسمي أكثر لاستئناف المفاوضات».
ويتوقع مراقبون ان تواجه الحكومة اليونانية صعوبات في تمرير الخطة لدى الرأي العام الداخلي، بعدما وعدته برفض نهج التقشف وإملاءات الدائنين، صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي.
إلا ان الإصلاحات التي يطالب بها الدائنون الآن أكثر تشدداً من تلك التي رفضها اليونانيون بنسبة فاقت 61 في المئة خلال استفتاء في 5 تموز (يوليو). وللحفاظ على هامش تحرك اضطر تسيبراس إلى التقرب من المعارضة، مثيراً خلافات داخلية في حزبه «سيريزا»، ما يثير مخاوف من قيام أزمة سياسية جديدة.
وقال مصدر حكومي يوناني مبرراً هذه التنازلات: «حين يكون مسدس مصوباً إلى راسك ستوافق أنت أيضاً». لكن الساعات كانت معدودة بالنسبة إلى اليونان بعدما فرغت خزائنها وبات اقتصادها على شفير الانهيار، في وقت لا تستمر البلاد الخاضعة لرقابة على رؤوس الأموال سوى بفضل المساعدات الطارئة التي يمنحها البنك المركزي الأوروبي لمصارفها المغلقة منذ 29 حزيران (يونيو).
واضطر رئيس الوزراء اليوناني إلى بذل كل ما في وسعه لإعادة بناء الثقة التي انقطعت بين اليونان وشركائها على مر ستة أشهر من المفاوضات المضطربة. وشكلت المفاوضات حول مصير اليونان ضغطاً شديداً على باقي منطقة اليورو خصوصاً العلاقات الفرنسية - الألمانية واتخذت المحادثات مند انطلاقها أول من أمس منحى مواجهة بين ألمانيا المتمسكة بخط صارم لا تزيح عنه وفرنسا الداعية إلى موقف أكثر ليونة حيال اليونان.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews