يديعوت : القدرة القتاليّة لـ " ولاية سيناء " باتت تحدّيًا خطيرًا للجيش
جي بي سي نيوز - : يسود الإجماع في الكيان العبري على أن العمليات العسكرية التي تضرب الجيش المصري في الشيخ زويد وفي أماكن أخرى، سيصل عاجلاً أمْ أجلاً إليها (إلى إسرائيل)؛ الأمر الذي دفع الجيش الإسرائيلي لإرسال تعزيزات كبيرة إلى الحدود مع مصر، بالإضافة على قيامه بإغلاق شارع مركزي في المنطقة، تخوُّفاً من تنفيذ عمليات من مقاتلي تنظيم الدولة في ولاية سيناء ضدّ أهداف داخل العمق الإسرائيلي.
وفي هذا الإطار نقل محلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة يديعوت أحرونوت، رون بن يشاي، عن مصادر أمنيَّة -رفيعة المستوى- في تلّ أبيب قولها، إنّ "أكثر ما يثير القلق هو القدرات القتاليَّة (المثيرة للخشية) التي اكتسبها تنظيم الدولة في سيناء .
وأضاف بن يشاي إن "القدرة القتالية لتنظيم الدولة في شبه جزيرة سيناء باتت تحدِّياً جديداً للجيش الإسرائيلي"؛ لافتاً إلى أن "الهجمات الإستراتيجية المركَّبة من الناحية العسكرية (التي شنّها التنظيم في كانون الثاني من العام 2015 ويوم الأربعاء الماضي في شمال سيناء)، تؤكِّد على أن هذا التنظيم لم يَعُد مجرّد عصابات تقوم بإطلاق الصواريخ قصيرة المدى بصورة عشوائية وغير دقيقة، أو تُعّد كميناً على الحدود المصرية - الإسرائيلية لحافلةٍ تنقل مدنيِّين أو دوريَّة من قوات الجيش الإسرائيلي".
اعتبر بن يشاي، أن "ما نشهده اليوم، هو تنظيم شبه عسكري يستخدم أسلوباً مختلطاً؛ هو عبارة عن مزيج من إرهاب وقتال عسكري نظامي مُخطَّط ومنسَّق في أدقّ تفاصيله"؛ مشيراً إلى أن "عناصره (عناصر التَّنظيم) مجهَّزون جيِّداً بالسِّلاح ومزوَّدون بأسلحة متطوِّرة؛ تماماً كنظرائهم في جميع أرجاء الشرق الأوسط. على حدّ تعبير المصادر الأمنيَّة في تلّ أبيب".
وشدَّد بن يشاي، على أن "ما يقُضُّ مضاجع الإسرائيليين -جيشاً وشعباً- هو أن "مُقاتلي الدولة الإسلاميَّة باتوا على قدرٍ كبيرٍ من الخبرة في تحديد عدد كبير من الأهداف الإستراتيجيّة وجمع المعلومات عنها، تمهيداً لتنفيذ العملية ومهاجمتها في وقتٍ واحد وبالتزامن وبصورة دقيقة"؛ كاشفاً -نقلاً عن تقارير أجنبيَّة للالتفاف على الرَّقابة العسكريّة- أن "إسرائيل تقوم بتقديم المساعدة لمصر في المعلومات الإستخبارية وفي تنفيذ هجماتٍ جويّة بواسطة الطائرات بدون طيار".
وتابع بن يشاي بالقول، إنّه "وفقاً لتقديرات الأجهزة الأمنيَّة والإستخباريَّة الإسرائيليَّة، فإن "تنظيم الدولة الإسلاميّة" في سيناء يملك بضع مئات من النشطاء المدرَّبين والمسلَّحين، وعدد مماثل من المساعدين -الذين في معظمهم من البدو المحليِّين، ومن قبيلة الترابين الموجودة في شمال سيناء"؛ مشيراً إلى أن "الجيش المصري تمكَّن في الأشهر الأخيرة من تحقيق الكثير من الإنجازات؛ حيث نجح في فرض الهدوء النسبي على باقي أجزاء سيناء (الوسط والجنوب)، وحصل على ولاء رؤساء قبائل في هذه المناطق سواءً بواسطة تقديم الإغراءات لهم أو التَّهديد والعقوبات. لكن المشكلة بقيت في شمال سيناء، إذْ يتَّضح أنّه على الرغم من موافقة "إسرائيل" على أنْ يزيد الجيش المصري تواجد قواته عند الحدود (أكثر مما تمَّ تحديده في اتِّفاق السَّلام بين الدولتين)، ورغم التنسيق الأمني مع "إسرائيل"، ما زال الرئيس المصري يُواجه المصاعب في استخدام القوات ضدّ الإرهاب."
وأضاف بين يشاي، أنَّه "رغم العمليات الأخيرة، فإنّ تصميم السِّيسي على مواصلة الحرب ضدّ الإرهاب في سيناء لن يتراجع؛ وخلُص إلى القول إنّه بات واضحاً لكثير من دول العالم، ومنها "إسرائيل"، أن الصراع ضد غول الإرهاب لن يُحل بهذه السهولة".
ولاحظ بن يشاي، أنّ "تنظيم "الدولة الإسلاميَّة" يقوم بتطبيق مبدأ الحرب الكلاسيكيّة في شبه جزيرة سيناء، إذْ أنّه يقوم بالهجوم في وقتٍ واحدٍ على 15 هدفًا كان قد حدّدّها بعنايةٍ فائقةٍ، وذلك من أجل إحداث المفاجأة والبلبلة"؛ لافتاً إلى أن "الخشية الإسرائيليّة العميقة سببها الخوف من تحوّل قوة هذا التنظيم ضدّ "إسرائيل"، بسبب ثقتهم بأنفسهم، وأن هذا التحوُّل قد يحدث بشكلٍ سريعٍ للغاية؛ وفي الوقت عينه، فالسياج الحدوديّ لا يُمكنه أنْ يكبح بفاعلية "الجيش المتمرّس" والمُدرّب والخبير في استخدام وسائل قتالية معقدة ومركبّة".
من ناحيته، رأى مُحلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة هآرتس الإسرائيليّة، تسفي بارئيل، أنّ "ما حدث في مصر هو ليس عملاً تخريبياً، إنمّا حربًا بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ"؛ لافتاً إلى أنّه "في حالة تمركز تنظيم الدولة في الشيخ زويد وأجزاء من العريش، فإنّه سيلجأ إلى إستراتيجيّة الترويع (بما في ذلك قطع الرؤوس)، وبالتالي فإنّ التحدّي الأمثل أمام الجيش المصري، هو ليس القضاء على عناصر التنظيم فقط، بل منعهم من السيطرة على هاتين المنطقتين؛ لأنّ سيطرة التنظيم عليهما، ستجرّ الجيش المصري إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، علاوةً على مُطالبة الرأي العام المصري بحسم المعركة، الأمر الذي يعني تآكل الشرعيّة التي يحظى بها الرئيس السيسي".
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews