الإمارات تدخل عصر الثورة الصناعية الجديدة
عندما أعلن رئيس اللجنة الوطنية للابتكار، محمد القرقاوي، عن توجه دبي إلى إنشاء أول مبنى مكتبي على مستوى العالم ستتم طباعته بالكامل بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، فإنه باختصار يُعلن عن دخول الإمارات في ثورة تقنية لم تستوعبها كثير من العقول البشرية في العالم بشكل عام إلى يومنا هذا، فهذه التقنية هي عملٌ أشبه بالخيال، لم تتعرف عليها إلى الآن سوى دول قليلة جداً تُعد على الأصابع.
هي بالضبط كما قال معاليه في كلمته خلال الإعلان: «المشروع سيشكل بداية لتحولات جذرية، خلال السنوات المقبلة في عالم التصميم والبناء، إذ تسهم تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في تقليل عنصري الكلفة والوقت، وهما العنصران الأهم بالنسبة للمشروعات الإنشائية، وعلى الرغم من أن هذه التكنولوجيا كانت مجرد فكرة تراود خيال البعض، إلا أنها تتحول اليوم إلى واقع حقيقي ملموس، كما سيُشكل هذا المبنى المكتبي المتكامل تجربة واقعية لمدى جدوى تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، بما له من دور كبير في إعادة ابتكار قطاع البناء والتصميم، من خلال نقل هذه التكنولوجيا إلى نطاق التطبيق».
لا يمكن وضع حدٍ لنوعية الصناعات التي يمكن تنفيذها بسرعة ودقة عاليتين عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد، فقط كل ما عليك هو فتح المجال لخيالك واختيار ما تريد تصنيعه.
قبل أن ندخل في أثر هذه التقنية في مستقبل الإمارات، دعونا نتجول معكم فيها قليلاً، فهذه التقنية ستفتح باباً لثورة صناعية جديدة لا تقل أبداً بل تتفوق على ثورة صناعة الآلات والقطار البخاري، وبعد أن كانت صناعة الأشياء تتطلب مهارات بشرية خاصة لا تتوافر إلا لدى قليل من الناس، أصبحت اليوم لا تتطلب سوى توفير الطابعات ثلاثية الأبعاد بأحجامها المختلفة، لتقوم بمحاكاة أي نموذج أو شكل أو تصميم لتكوّن منه صورة طبق الأصل، ومن ثم تقوم بطباعة المجسمات لنحصل على مجسم مماثل تماماً للنموذج الذي تم وضعه على جهاز الكمبيوتر!
لا يمكن وضع حدٍ لنوعية الصناعات التي يمكن تنفيذها بسرعة ودقة عاليتين عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد، فقط كل ما عليك هو فتح المجال لخيالك واختيار ما تريد تصنيعه، وحالياً تستطيع هذه الطابعات إنتاج ثلاثة أنواع من المجسمات: الأجزاء البسيطة ذات الكميات المحدودة من قطع الحُلي، وإنتاج التقنيات الطبية مثل المفاصل والأطراف الصناعية وأطقم الأسنان وأجهزة السمع والنماذج الجراحية والطبية، والنوع الثالث هو قطاع البناء والمنتجات الاستهلاكية، ويتضمن الأدوات المختلفة والأجهزة المنزلية والهواتف الجوالة، وكل ما يتعلق بالتشييد والبناء!
هذه الثورة الصناعية الجديدة ستجعل العالم على مشارف مستقبل لا يحتاج فيه إلى صائغين أو صانعين مهرة أو كثير من العمالة، وستتيح لكل شخص القدرة على تصنيع الحُلي والهدايا بيديه أو بأيدي طابعته، إن صح التعبير!
أمور لا يمكن تصديقها أو استيعابها، أُدرك ذلك، لكنها حقيقة واقعة، وتقنية متوافرة حالياً لصناع الحياة والراغبين في الرقي والتطور، ومجالاتها لا يمكن حصرها، ونتائجها مذهلة، ففي أميركا تم تصنيع سيارة بطابعة ثلاثية الأبعاد في 44 ساعة، ووكالة ناسا استخدمت هذه التقنية لتصنيع أجزاء من المركبات الفضائية، وفي جامعة برينسيتون للأبحاث بولاية نيوجيرسي صُنعت أذن بشرية تُشكل بديلاً للأذن البشرية، من حيث المظهر والقدرة على تحسين السمع، وفي دبي أُعلن عن مشروع بناء أول مبنى مكتبي في العالم ستتم طباعته بالكامل، وسيكون جاهزاً بحلول أكتوبر المقبل!
(المصدر: الامارات اليوم 2015-07-07)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews