عادة تصوير النساء لمائدة رمضان في الاردن .. بين التباهي والاسراف
جي بي سي نيوز - : منذ قبل بداية الشهر الفضيل بحوالي شهرين تعمل ام اسلام يوميا جاهدة للاستعداد لتزيين مائدتها الرمضانية واظهار براعتها في الطبخ ليس من اجل ان تتمتع اسرتها بطعامها التي تقول انه لذيذ جدا، بل من اجل ان تلتقط صورة له لتثبها عن طريق الانستجرام ووسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك والواتسب وذلك من باب الاستعراض والمنافسة .
ام اسلام ترى ان شهر رمضان بالنسبة لها فرصة للفوز والتحدي في ماراثون التنافس مع الصديقات والقريبات مشيرة الى ان الاستعراض والتباهي والغيرة دفع بعض السيدات الى تغيير عاداتهن الاستهلاكية باعداد اكثر من نوع من الاطعمة اضافة الى العصائر والمعجنات ما يزيد التكاليف في الشهر الفضيل.
وبينت ام كريم ان الاستعداد لهذا المارثون يتطلب زيادة التجهيز والاعداد قبل ان يهل الشهر الكريم بشراء اوان جديدة وفوانيس وزينة رمضانية، وتعلم بعض الطبخات الجديدة عن طريق النت او كتب تعليم الطبخ، مع علمها ــ كما تقول ــ ان هذا الشهر الفضيل ينبغي ان يصرف الانسان جل وقته في العبادة. وفيما وجد الابناء في هذا السباق فرصة كبيرة للتمتع بطعام لذيذ غير ابهين باسراف الامهات، ابدى بعض الرجال امتنانهم للفيسبوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي ، إذ تغير اسلوب زوجاتهم في تحضير الطعام ، فأصبحت متعددة الانواع ما دفعهم أحيانا للتساؤل إن كانت هنالك دعوة لضيوف على الافطار في بيتهم.
واظهر بعضهم استياءه من الاسراف لزيادة التكاليف والنفقات اذ بين الزوج محمد النابلسي ان التباهي والتفاخر دفعه الى الاستدانة لاقامة وليمة كبيرة لا تختلف عن الولائم التي يقيمها اقاربه على الرغم من علمه ان رمضان شهر العبادة وليس الطعام.
واضاف انه اقام وليمة في اول الشهر الفضيل للاخوة والاخوات مبينا انه لاحظ ان زوجته اعدت اصنافا متنوعة، ثم التقطت مجموعة من الصور للمائدة لتنشرها بين الصديقات واكد محمد عزام ان شهر رمضان من المفترض ان يكون شهر العبادة وفرصة المسلم لغسل ذنوبه وتجديد علاقته بربه من خلال المداومة على قراءة القرآن والاستغفار وشعور الغني بالفقير وهجر العادات السيئة كالتبذير في الطعام الذي يكون مصيره سلة المهملات، مشيرا الى ان اسرا كثيرة لا تجد ما يسد رمقها، فيما بعضهم يرون ان الزيادة في الطعام والشراب تسبب التخمة والخمول، لذلك لا بد ان نستغل شهر رمضان بالعبادات والمحافظة على صحتنا،وليس بالتباهي في الانفاق.
وبينت سميرة التل بحسب بترا ان مجموعة من صديقاتها استعددن لرمضان منذ فترة بشراء الأواني والسفر ذات الطابع الرمضاني مبينة أن هذه الغيرة محمودة لأنها تسهم في اهتمام المرأة بتنويع الأغذية الرمضانية، بينما يجب الاهتمام بعدم تحويل الأمر إلى تباهٍ واستعراض وزيادة مصاريف اقتصادية أو محاولة التقليد الأعمى، بهدف المظاهر الكاذبة.
وانتقدت المتخصصة بالتغذية اماني مصطفى مظاهر الاسراف بعامة وفي رمضان بخاصة، مشيرة الى ان التصرفات قد تخدم الأسرة بتقديم وجبات مميزة بشكل أنيق، ولكن المشكلة في تطورها المرضي، في محاولة المجاراة والتقليد بهدف المنافسة والمشكلة التي تضاف إلى ذلك هي مشكلة عدم الحفاظ على خصوصية الإنسان والانشغال بتصوير أدق تفاصيل الحياة وبثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي،.
وقالت الاء محمد انها تقدم في الطعام ماكولات متنوعة خاصة انها تتقن كثيرا من الوجبات التي تحضر بالمطاعم الاهتمام بالمائدة الرمضانية يختلف تماماً عن المائدة الاعتيادية، ، واضافت الاهتمام بالمائدة يبدأ من الأواني وطريقة عرضها ثم محتواها من الطعام، فشكل المائدة مهم، فكما يقول المثل (العين هي التي تأكل) فلا بد من الاهتمام بكل التفاصيل حتى بنوعية العصائر أو المشروبات الجانبية.
اما ام عبد الله فقد التقطت عدة صور لوليمة اعدتها لاقارب زوجها ونشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي لتنهال عليها التعليقات الكثير التي انستها تعبها، مضيفة انها تقوم بذلك يوميا.
وبين مدير اوقاف اربد الدكتور فايز العثامنة ان الله سبحانه وتعالى أمرنا بالاكل والشرب، كما أمرنا ببقية العبادات من صلاة وصوم وحج، وعلى المسلم في رمضان وغيره من الشهور ان يكون محافظا على النعمة.
وقال : التبذير صفة مذمومة، وينبغي ان نقلل الطعام في رمضان حتى تكون لدينا قوة للعبادة، وقيام رمضان، مشيرا الى ما يقوم به المجتمع اليوم من اسراف يستوجب توعوية ارشادية، ليكون رمضان خفيفا على الابدان، ثقيلا في الميزان، ونملأ وقتنا بالعبادة" والابتهال إلى الله بان يرحمنا.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews