يوم سيِّئ في بورصة بيروت للأسهم

سرعان ما انعكس التوتر السياسي الذي تفاقم بين الأفرقاء اللبنانيين في ملفّي التعيينات الامنية وبلدة عرسال وجرودها على السوق المالية المحلية، وخصوصاً في بورصة بيروت التي تراجع نشاطها بشكل دراماتيكي أمس. أمّا في الاسواق العالمية فما زالت الاسواق تتابع عن كثب الملف اليوناني.

شهدت بورصة بيروت أمس أحد أسوأ أيّام التداول فيها عقب بلوغ الحكومة اللبنانية حدود التعطيل والشلل بعد القرارات والمواقف المتطرفة التي ظهرت الى العلن يوم امس الاول، أكان ذلك على مستوى التعيينات الامنية او على مستوى عرسال وجرودها.

وسرعان ما عكس المتداولون قلقهم الشديد ازاء هذه التطورات السلبية فابتعدوا عن القيام بأيّ مبادرات تُذكر، لينخفض حجم التداول في البورصات الى 17034 سهماً قيمتها 204170 دولاراً فقط. ولكي يتراجع حجم عمليات البيع والشراء داخل ردهة البورصة المذكورة الى 17 عملية فقط.

وتراجعت اسهم شركة سوليدير الفئة (ب) بنسبة 0,77 في المئة الى 11,51 دولاراً في حين ارتفعت الفئة (أ) بنسبة 0,34 في المئة الى 11,59 دولاراً ومع ارتفاع اسهم بلوم فئة 2011 بنسبة 0,09 في المئة الى 10,11 دولار تراجعت اسهم شركة هولسيم لبنان الصناعية بنسبة 1,11 في المئة الى 16 دولاراً.

من جهة اخرى ومع حلول استحقاق سندات يوروبوند لبنانية قيمتها 500 مليون دولار اميركي في 12 حزيران الجاري سوف تعمد البورصة الى شطب هذه الاصدارات من لائحة التداول في نهاية العمل الرسمية في التاسع من الشهر الجاري، علماً انّ هذه السندات كانت تحمل اسعار فائدة بنسبة 4,10 في المئة.

ومن جهة اخرى بقي الاقبال ضعيفاً على اليوروبوند اللبناني وخصوصاً مع ارتفاع الدين العام اللبناني الى 69,43 مليار دولار كما في نهاية شهر آذار الفائت من العام 2015، ويتوزّع الدين العام من حيث الممولين بنسبة 49,2 في المئة على المصارف التجارية و34,10 في المئة على مصرف لبنان المركزي و16,7 في المئة على مموّلين من خارج القطاع المصرفي. كما انّ وزارة المالية تعمل حالياً على إصدار سندات يوروبوند جديدة وقد بدأت مرحلة التحضير لهذه الاصدارات الجديدة فعلياً.

وفي أسواق الصرف جرى تبادل الدولار الاميركي في بيروت أمس بين 1509 ل.ل. و1510 ل.ل. مقارنة مع أسعاره الرسمية التي تتراوح بين 1501 ل.ل. و1514 ل.ل. وكان الدولار ليرتفع اكثر الّا انّ إقبالاً سابقاً على شراء الليرة لِدَفع الضرائب، وخصوصاً الـ TVA، ساهمَ في إبقاء الطلب على الليرة قوياً.

امّا في الاسواق العالمية فتركزت الاضواء خصوصاً على الملف المالي اليوناني مع رفض اليونان تسديد اول استحقاقات ديونها لصندوق النقد الدولي، فتراجع اليورو والاسهم الاوروبية بقوّة أمّا الذهب فبقي في دائرة الضعف وكذلك اسعار النفط العالمية.

إتجاهات الاسواق المالية

تأثرت الاسواق العالمية أمس بالتطورات على مستوى الملف اليوناني بعد ان أشارت اليونان الى انها لن تدفع أياً من الاستحقاقات الاربعة لصندوق النقد الدولي خلال الشهر الحالي، وطالبت بترحيل اوّلها الى نهاية الشهر المذكور. فتراجعت الاسهم في البورصات الاوروبية لينخفض مؤشر فوتسي البريطاني 0,85 في المئة الى 6802 نقطة ويهبط مؤشر داكس الالماني بنسبة 1,20 في المئة الى 11204 نقطة. ويتراجع مؤشر كاك الفرنسي 1,51 في المئة الى 4913 نقطة.

كذلك تراجعت الاسهم في بورصة طوكيو 0,13 في المئة في مؤشر نيكي وفي هونغ كونغ 1,06 في المئة، لكنّ اسهم الصين زادت من خلال مؤشر شانغهاي 1,53 في المئة الى 5023 نقطة. وفتحت الاسهم الاميركية على تراجع في بورصة وول ستريت في نيويورك لينخفض مؤشر داو جونز 0,94 في المئة الى 17906 $ ومؤشر ناسداك 0,79 في المئة الى 5059 نقطة ومؤشر ستاندرد اند بورز 0,85 في المئة الى 2096 نقطة.

وبقي الذهب في دائرة الضعف ليتراجع امس بنسبة 0,10 في المئة الى 1174 $ للأونصة لكنّ الفضة زادت امس بنسبة 0,20 في المئة الى 16,14 دولاراً اميركياً للأونصة.

كما تراجع سعر النفط في نيويورك بنسبة 0,29 في المئة الى 57,83 دولاراً للبرميل وسط تزايد المعروض من النفط في الاسواق العالمية من مختلف الجهات والمصادر مع استمرار اتجاه منظمة اوبك للحفاظ على حصتها في الاسواق.

وفي اسواق الصرف تراجع اليورو تحت وطأة تدهور الملف اليوناني المالي بنسبة 0,13 في المئة الى 1,1223 دولار في حين ارتفع الدولار الاميركي بنسبة 0,37 في المئة الى 124,82 يناً وتراجع الاسترليني بدوره بنسبة 0,37 في المئة الى 1,5307 دولار وتقدم الدولار بنسبة 0,15 في المئة الى 1,2521 دولار كندي.

ووسط حذر الاسواق وترقّبها لأيّ اتجاه اميركي لرفع اسعار الفائدة خلال العام الحالي، طالبَ صندوق النقد الدولي الاحتياطي الفدرالي الاميركي تأجيل رفع اسعار الفائدة الاميركية الى النصف الاول من العام 2016.

وتناولت الاسواق العالمية أمس موضوع مصير الدورات الدولية الكبرى في روسيا وفي قطر بعد سقوط بلاتر مع ربط الكثيرين اختيار هاتين الدولتين كمركزين للألعاب الرياضية الدولية مع عمليات رشوة مالية ضخمة.

(المصدر: الجمهورية اللبنانية 2015-06-06)