أوروبا تناقش الاستغناء عن الغاز الروسي

خيب الاتحاد الأوروبي آمال وطموحات أوكرانيا وجورجيا في الانضمام إليه خلال قمة «الشراكة الشرقية» التي عقدت خلال يومي الخميس والجمعة 21 و22 مايو الجاري في العاصمة اللاتفية ريجا. وأعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن الاتحاد الأوروبي لم يعط للدول المشاركة في برنامج «الشراكة الشرقية» ضمانات للانضمام إلى الاتحاد تلقائياً. وأكد المشاركون تمسك دولهم بوحدة الأراضي الأوكرانية، وأدانوا انضمام القرم إلى روسيا. لكن البند الأخير لم يعبر عن موقف توافقي لدول «الشراكة الشرقية»، وإنما ركز فقط على موقف الاتحاد الأوروبي.

أما الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو فطرح قضية الآفاق الأوروبية للدول المشاركة في البرنامج. وأعرب عن رأيه بأن آليات مبادرة «الشراكة الشرقية» يمكن أن تكون أكثر فاعلية في إجراء إصلاحات وتأمين الحدود وضمان الأمن والسلام، وأكد للجميع أن بلاده تنفذ بنود اتفاقات مينسك، وأنه لا ينوي إجراء حوار مباشر مع «جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين» المعلنتين من طرف واحد شرق أوكرانيا. بل وأشار أيضاً إلى أنه اتفق، خلال القمة، مع المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي على إجراءات تسمح بتنفيذ اتفاقات مينسك بالكامل، وحصل على ضمانات من رئيس الوزراء البريطاني بأن أوكرانيا يمكن أن تعول في المستقبل على دعم بريطانيا.

الجانب المهم في هذا اللقاء تركز على بحث آليات الاستغناء عن الغاز الروسي، حيث تم طرح موضوع الإمدادات العكسية للغاز الطبيعي من دول الاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا، نظراً لسعي كييف إلى تقليص اعتمادها على إمدادات الغاز المباشرة من روسيا. وكذلك بحث المشاركون مشاريع البنية التحتية للطاقة كمشروع إنشاء ممر الغاز الجنوبي وهو خط أنابيب لنقل الغاز من منطقة بحر قزوين إلى دول الاتحاد الأوروبي من دون المرور عبر الأراضي الروسية. وأيدت الدول المشاركة في بيانها الختامي إنشاء ممر الغاز الجنوبي الذي تلعب فيه أذربيجان دوراً خاصاً. وهو عبارة عن شبكة نقل غاز قائمة يتم تحديثها وتوسيعها تتضمن خط أنابيب نقل الغاز «جنوب القوقاز»، وخط نقل غاز «عبر الأناضول»، وخط نقل الغاز «عبر الأدرياتيكي»، وبالتالي يمر خط الأنابيب عبر أذربيجان وجورجيا وتركيا واليونان وألبانيا وإيطاليا. وهذا المشروع حل محل مشروع «نابوكو» الذي تم تعليق إنشائه بسبب نقص الاستثمارات.

(المصدر : الرؤية 2015-05-29)