هل يمكن لتنظيم الدولة أن ينتصر؟

دعونا نفكر بما لا يمكن تصوره: هل يمكن لتنظيم الدولة أن ينتصر؟

انتصار تنظيم الدولة بالشرق الأوسط يعتبر أمرا لا يمكن تصوره، وخاصة في ظل الاعتقاد السائد بأنه عبارة عن جماعة "تمثل الشر".

تنظيم الدولة يسيطر على ما يقرب من نصف مساحة كل من العراق وسوريا، وسيحكم من خلال طريقة بدائية في أعقاب إعلانه عن ما يسمى بدولة "الخلافة".

من شبه المؤكد بقاء تنظيم الدولة إلى ما بعد انتهاء الفترة الرئاسية الثانية للرئيس الأميركي باراك أوباما، وفي حال بقائه بالمنطقة لهذه الفترة، فإنه يصعب عدم وصف هذه الفترة بأنها لا تمثل انتصارا للتنظيم.

هناك مظاهر على الأرض تؤشر إلى احتمال انتصار تنظيم الدولة، ومن بينها أن الحملة الجوية لا تعتبر كافية لإلحاق الهزيمة به، وأن الجيش العراقي غير قادر على مواجهته، وأنه لا يوجد دعم كاف في الولايات المتحدة لإرسال العدد المطلوب من القوات لمقاتلته. وأن تدريب الولايات المتحدة للقوات العراقية لا يعد أمرا كافيا ما لم يُحقق لديها الإرادة في القتال.

ان سيطرة تنظيم الدولة على محافظة الأنبار تجعله يكون على أعتاب العاصمة بغداد، وأنه قد لا يستطيع الاستيلاء عليها، ولكن يمكنه اختراق دفاعات المدينة والتسبب بإحداث الفوضى فيها، وخاصة بعد أن تسبب في خفض الروح المعنوية القتالية لدى القوات العراقية.

العراق مستمر في الانهيار، وبالتالي فإن البلاد ستشهد المزيد من الاضطراب، وخاصة فيما يتعلق بأهداف الأوساط المختلفة التي يتكون منها الشعب العراقي. اما إيران فقد تُقلص من الدور الذي تلعبه في العراق، ولن تتحمل مسؤوليات أكبر في سبيل إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة. ( المصدر : واشنطن بوست / جون ماكلوغلين - 28-5-2015 )