داليا الحسيني وخَلْطُ قضايا المرأة بالإثارة!
جي بي سي نيوز - صَدَف أنّ برنامج "من حقِّك" الذي تقدّمه داليا الحسيني ("أو تي في") أُخرِج الى التداول حين جيء بشابة تخلع الحجاب على الهواء. أحاطته أضواءٌ سرعان ما خفتت رغم محاولات مقدّمته استجداء الإثارة. تعوزه حِنكةٌ مفقودة ولمعةٌ لا أثر لها.
قلما تتجاوز الحسيني نفسها، مكتفيةً، في الغالب، بالأسئلة الجاهزة والإفراط في الإصغاء لتمرير الوقت. تمتلك المقدّمة مزايا الحضور الهادئ غير القائم بالضرورة على المبالغة والافتعال، وإنما تنحو صوب تصدير الملل وتنفير المُشاهد. يحمل البرنامج "قضايا المرأة"، وساعة الجدّ، ينزلق الى صَفّ الكلام. قد يحدث أن يصيب الطرح أحياناً، وفق الضيف وقدرته على الإضافة، تاركاً المقدّمة تصغي ثم تقاطع لتُكيل المديح وتشيد ببرنامجها كمرجعٍ لا بدّ منه لنيل الحق. يَسْهل الزعم أنّ برنامجاً هو صوت المرأة وضمير قضيتها، وإذا به في الواقع يزاحم برامج أخرى على التجربة السطحية: استضافة أمل حمادة مثلاً للوقوف على رأيها في مواصفات رجل الأحلام! أمكن مقدّمته السعي الى مكانة، عوض التلهّي بما دَرَج على الشاشة. فليترك الخواء لمن يعتاشون من سوق الأسماء الهابطة. حيَّرنا أمره، نسويٌّ هو مُلتزمٌ هَمَّاً وقضية، أم منوعات يهواها الجمهور؟ لا يتفادى لغة الصالونات الفنية حيث فورة الألسنة السليطة. حتى إنّ الحسيني تحمّست لصَوْغ جُمل الإطراء، فيما الضيفة رباب النعيمي تصفّي حساباتها مع سعيد الماروق أمام المُشاهد. كان الظنّ أنّ المقدّمة في غياب الرأي الآخر قد تتفادى منطق "البصم بالعشرة" على كلّ ما يُعمَّم. لم تفعل سوى مقابلة مديح النعيمي للبرنامج بمديحٍ آخر، كأنهما تتسابقان على لااعتبار المُشاهد حاضراً.
وتحلو للمقدّمة رنّةٌ تبعثها جملة أُفرِغَت من هيبتها: "قضايا تُطرَح للمرة الأولى وبجرأة تامة". بصرف النظر عن حقيقة خلع الحجاب وما تلاها من إحراج فَضَح البرنامج، لا يبدو أنّ "جرأته" تُطعمه خبزاً. كَسَراتٌ من هنا وهناك لا تصنع برنامجاً. الموهبة تفعل.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews