"يا مرايتي" لإليسا: التورط في قضايا العنف ضد المرأة
جي بي سي نيوز - من السهل أن نتغاضى عن بعض الأخطاء التي وردت في كليب "يا مرايتي" وخصوصاً تلك المفارقات ما بين تكنولوجيا اليوم وحقبة الستينات التي جرت فيها أحداث الكليب وأبرزها "الروموت كونترول" إضافة إلى تفاصيل صغيرة قد تكون كبيرة لأصحاب المهنة، لكنها تمر مرور الكرام لدى المشاهد الذي انبهر بصدق الرسالة التي جسدتها مخرجة العمل أنجي جمّال.
هي ليست المرة الأولى التي تفاجئنا فيها جمّال بأعمال "تضرب على الوتر" بصدق لافت. لكن، أظنها هذه المرة قد تخطّت نفسها لتقدم حكاية عن العنف ضد المرأة لامست فيها حتى المرأة القوية والمستقلة، مركزة على تفاصيل صغيرة حوّلت فيها تلك القضية إلى قضية رأي عام تعني كل أفراد المجتمع، وذلك من خلال عمق الموضوع وبساطة طرحه.
أنجي بعيداً من الوعظ اكتفت بسرد حكاية امرأة تعاني منذ أعوام من عنف زوجها، لكنها في لحظة ما تنتفض وترفض الواقع. لحظة القرار تلك جسدتها أنجي في مشهد هو الأكثر تأثيراً في الكليب، أي لحظة العنف الذي تتعرض له إليسا. وقد أضاءت بحرفية ومهنية عالية على تفاصيل نفسية مهمة، وخصوصاً في نظرات الطفلة التي عكست خوفاً رغم كل المحاولات لإخفاء أجواء العنف عنها وعن شقيقها.
كل هذه المشاهد جسدتها أنجي بجمال انطلاقاً من اختيار موقع التصوير في صربيا، وصولاً إلى اللباس والأكسسوار... وحركة الكاميرا التي ترجمت الأحاسيس بصدق.
إليسا بدورها قدمت أجمل أعمالها، وقد أظهرت قدرتها على إقناعنا في مشاهد العنف، إذ بدت متورطة في قضايا العنف ضد المرأة، وذلك من خلال صدقها في التعبير عبر إطلاق كتاب "يا مرايتي"، إضافة إلى مشاهدها مع أولادها.
"يا مرايتي" التي حققت نجاحاً كبيراً لم يكن سهلاً تصويرها، ولم يكن من المتوقع أصلاً أن تأخذ هذا المنحى، لكن أنجي جمّال تخطت هذا الإمتحان، متجاوزة مع إليسا كل التوقعات بعمل لن يمر مرور الكرام بل سيشكل محطة مهمة في مسيرتهما وفي سجل قانون العنف ضد المرأة وفي تحركات المجتمع المدني الذي يطالب بإنصاف المرأة.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews