Date : 22,09,2024, Time : 02:22:09 AM
3524 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 28 رجب 1436هـ - 17 مايو 2015م 03:47 ص

البحث عن معوقات تنويع الدخل خليجيا

البحث عن معوقات تنويع الدخل خليجيا
عثمان الخويطر

الله سبحانه وتعالى خلقنا وأوجد فينا حب التملك ورغبة الانفراد بجميع المزايا التي نستطيع الحصول عليها. بل نبذل أقصى جهدنا لمضاعفة ممتلكاتنا المنقولة منها والثابتة. ولا نجد غضاضة في التعدي على حقوق الآخرين، ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، حتى ولو كانوا فلذات أكبادنا وأحفادنا. ومن أجل ذلك، نتذرع بأي وسيلة ولو غير مشروعة ما دمنا نستطيع إيجاد شتى أنواع وألوان المبررات.

وبلادنا، ولله الحمد والمنة، تمتلك ثروة نفطية كبيرة، من المفترض أنها تدوم عقودا وعلى مدى سنوات طويلة، لو توفقنا إلى حسن التصرف بها وإلى استغلالها الأمثل. ومن المعلوم أن أرضنا صحراء قاحلة خالية من جميع مصادر مقومات الحياة. وهو ما يستدعي وجوب تبني مبدأ تشجيع الأجيال الحاضرة لتقتصد من أجل الأجيال اللاحقة. ولكن ليس ذلك ما هو مشاهد وحاصل اليوم. فنحن في دول الخليج، شعوب معظمنا يعيش حياة فوق مستوى الرفاه العادي، دون أن يكون لنا فضل في وفرة الدخل المالي الذي وضعنا في مصاف الشعوب المتقدمة، التي تكتسب وتعيش من عرق جبين أبنائها ومجهودهم.

فهل، يا ترى، يحق للبعض منا، وما أكثرهم، أن يمتلك أحدهم عددا من المركبات الفارهة وأثاثا منزليا فخما وتفننا في أنواع الطعام والملبس والمشرب وهو يعلم، أو يجب عليه أن يعلم، أن أولاد أحفاده ربما لا يملكون لقمة العيش؟ أي حياة هذه التي هدفها غير المعلَن هو حرمان قطعة من لحمك ودمك من العيش الكريم، نتيجة لإسرافك وعدم مبالاتك وقبولك لحياة كلها نوم وكسل وعدم اكتراث؟ وجل ما نفعل هو أن ندس رؤوسنا في الرمال ونتظاهر بأننا قوم لا ندرك ما الله مخبئ لنا، وهو عذر غير مقبول. والبعض منا يسكنون في بيوت رفيعة السقوف وواسعة الغرف، منها ما هو تحت الاستخدام وقسم آخر للضيوف، بينها باحات وساحات وتحيط بالدار الأسوار والأنوار. أنوارها تتلألأ ليل نهار وهدير مكيفاتها يصم الآذان. وننسى أن أجدادنا كانت تأويهم الخيام وأن غذاءهم القليل من التمر. فهل هو حب الانتقام من حرمان الوضع الماضي؟ ونحن لا نتحدث عن جميع أفراد الشعب، بل عن فئة تمثل نسبة كبيرة من المواطنين. والسؤال الذي يشغل البال، هو ما مصير الأجيال عندما لا يجدون بعدنا أثرا للمال، بعد فناء الثروة النفطية التي قضت عليها شعوب الكسل والخمول وحب الذات؟ وهل عدمنا الخيال وتصور الحال بعد نضوب النفط، الذي يظن البعض أنه من المحال؟ ونحن أمة استعصى علينا قهر الطمع وبذل المجهود الذي يغنينا عن الاعتماد على مصدر هو تاركنا قبل أن نتركه؟

وفي بداية كل صيف، يحين وقت شد الرحال فتهب الجموع المقتدرة إلى يمين وشمال متجهة إلى سائر الأمصار والأقطار من أجل قضاء العطلة السنوية بعيدا عن وهج الصيف وحرارة الصحراء. وكان بودنا لو كان ذلك من عوامل تجديد النشاط للعمل المنتج الجاد والعودة بروح الرغبة في التفوق والإنجاز. ولكنه ليس إلا جزء من الحياة الروتينية التي نعيشها والخالية من كل عمل جاد ومثمر. فالكل يعود إلى نمط حياته المتمثلة في مختلف صور الاستهلاك وقلة الإنتاجية والاعتماد على العمالة الأجنبية. وما يزيد الأمر غرابة أن فئة من المصطافين في بلاد الغربة يظهرون من أنواع التباهي بالنعمة وحب المظاهر ما يجعلهم مادة استهزاء وتعجب من تصرفاتهم من قبل أهل تلك البلاد. مع أنه معروف انتماؤهم إلى الحياة الصحراوية التي قدموا منها. نشاهد أحيانا فئة من شبابنا يجوبون شوارع المدن الأوروبية بسياراتهم الفخمة المكشوفة، ونساؤهم تلمع في معاضدهن أنواع الذهب والجواهر، وهو ما قد يعرضهن لاعتداءات الطامعين في الاستيلاء عليها كما يحدث للبعض في كل صيف. وهي تصرفات ليس لها أي مبرر ولا تدل على شكر النعمة. فالغرض الأساس من الرحلة، إذا كان لا بد من التمتع بها، هو قضاء وقت قصير بعيدا عن أجواء الصحراء الملهبة، وليس من أجل عرض وسائل الزينة والمركبات باهظة الثمن بواسطة جيل النفط. ثم العودة من السياحة مرة تلو المرة، إلى حيث الخدم والحشم الذين استقدمناهم لخدمتنا والقضاء على نشاطنا وطموحنا.

نحن اليوم، قبل غد، بحاجة إلى إيجاد نوع من الوعي الاجتماعي وإيقاظ الضمائر النائمة التي لا تدرك أنها تسير نحو مستقبل مجهول. ولا تريد أن تعلم أن دخلها الحالي الكبير مآله إلى الزوال، لأنه من مصدر قابل للنفاد. ولا أمل، حسبما يظهر لنا، في إيجاد دخل قومي ولو متواضع وغير مرتبط بالثروة النفطية الزائلة. نحن نعلم أن هناك مجهودا كبيرا ورغبة لدى المسؤولين لإيجاد مصادر دخل جديدة، وهناك مخلصون يعملون من أجل تحقيق هذا الهدف السامي. ولكن من الواضح وجود عقبات كأداء تقف حاجزا دون الوصول إلى ما نصبو إليه من أجل المستقبل وحياة أفضل. وعلينا إذا أن نبحث عن معوقات تنويع الدخل ونحاول تذليلها قبل أن يصبح الأمر أكثر صعوبة أو ربما مستحيلا، عندما ينخفض الدخل ويتقلص الإنتاج نتيجة لنضوب الثروة النفطية.

(المصدر: الاقتصادية 2015-05-17)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد