أين تتّجه أسعار اليورو والدولار والينّ؟

يفاجئ عدد لا يستهان به من الخبراء الماليين الاكبر والاشهر في العالم وبالتحديد 14 خبيراً الاسواق بتوقعاتهم التي يبدو انها تناقض ما تسجله التحركات الحالية للاسعار في اسواق الصرف العالمية.

وفي حين يتكبّد الدولار يوماً بعد يوم خسائر اضافية يدعو هؤلاء الخبراء الى عدم التشكيك بقوة الدولار الاميركي. ويتوقع الاستراتيجيون أن يتحوّل الدولار للارتفاع الى 1,064 مقابل اليورو خلال شهر حزيران المقبل والى 1,24 قبل نهاية العام الجاري.

كما يتوقع هؤلاء أن يرتفع الدولار الى 121,43 يناً خلال شهر حزيران ثمّ الى 124,64 يناً قبل نهاية العام. أما بالنسبة للعام 2016 فيتوقعون 1,0320 دولار مقابل اليرو و127,08 يناً.

غير أنّ الدولار وخلال الاسابيع الماضية كان يتجه بشكل معاكس للتوقعات المذكورة سابقاً مقابل عملات رئيسة عدّة ليتراجع الى ادنى مستوياته في ثلاثة اشهر. حتى الروبل تمكن من الارتفاع بنسبة 26 في المئة خلال شهرين فقط. وبعد أن تراجع اليورو في شهر آذار الماضي الى 1,04 دولار تمكن من الارتفاع ليقترب من مستوى 1,14 دولار امس الاول.

ويعتبر هؤلاء الخبراء الكبار أنّ الارتفاع الحالي للعملات مقابل الدولار ليس سوى تصحيح موقت ويدعون لمتابعة الدولار على المدى الطويل خصوصاً انه ما يزال مرتفعاً نحو 17 في المئة عن مستوياته قبل عام، وأنّ الدولار تمكن من تحقيق أكبر وأطول فترة صعود في التاريخ، وهو يشهد حالياً حركة تصحيح فنّية على أثر المبالغة في الاقبال على شرائه وإثر التراجع المذكور على البعض فانخفض عدد الذين كانوا يتوقعون هبوط اليورو الى مستوى الدولار الواحد الى النصف.

ويعود بعض التراجع ايضاً الى أنّ الولايات المتحدة الاميركية ليست مستعدة تماماً لارتفاع حاد واستثنائي للدولار الاميركي. وهذا ما عكسته البيانات الاقتصادية الاميركية خلال الفصل الاول من العام. وقد جاء ذلك بعد لجوء عدد كبير من البنوك المركزية في العالم الى إضعاف عملاتها لتحفيز النموّ الاقتصادي فجاء ارتفاع الدولار على حساب السياسات النقدية (ضخ السيولة وضعف أو انخفاض أسعار الفائدة).

لكنّ الدولار سيعود الى الارتفاع إذ إنّ اوروبا سوف تزيد من سياسة التيسير الكمي من ضخ للسيولة واعادة شراء السندات السيادية واضعاف اسعار الفائدة. كما أنّ الاحتياطي الفدرالي الاميركي سوف يبقي الاسواق متأهبة لايّ رفع لاسعار الفائدة الاميركية والمتوقع حصوله قبل نهاية العام 2015.

يبقى أنّ الخبراء الاستراتيجيين ما زالوا يعتقدون أنّ الدولار سوف يواصل الارتفاع على المدى الطويل رغم احتمالات تسجيل بعض الانخفاضات في المدى المنظور.

(المصدر: الجمهورية اللبنانية 2015-05-16)