قطر تستحوذ على 32% من الإنتاج العالمي للغاز المسال
تهيمن قطر على الحصة الأكبر من إنتاج الغاز الطبيعي على المستوى العالمي ، إذ تتمتع البلاد بطاقة إنتاجية من الغاز تصل إلى حوالى 79,9 مليون طن متري سنوياً أي ما يعادل حوالي 28% من إجمالى الإنتاج العالمى، حيث يعد حقل الشمال بها من أكبر خزانات الغاز الطبيعى فى العالم، وإن توقع بعض الخبراء أن هذه النسبة سوف تواجه فى السنوات القادمة بتحديات كبيرة من قبل كل من استراليا والولايات المتحدة الأمريكية اللتين تحتفظان معاً بطاقة تخزينية سنوية تصل إلى نحو 99 مليون طن من إجمالي الطاقة الإنتاجية العالمية "وفقاً لتقديرات مركز أبحاث شركة شل العالمية" ، وكذا من إيران بعد رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية .
وفيما يؤكد تقرير المجموعة الدولية لمستوردي الغاز الطبيعي المسال بأن الحصة السوقية الحالية لاستراليا من الغاز بعد الزيادة الملموسة في طاقتها الإنتاجية في العام الماضى قد ارتفعت من 9,5% إلى 9,9% من إجمالى الإنتاج العالمي، فإن ذات التقرير قد أشار أيضاً إلى المحاولات المستميتة من الحكومة الاسترالية للعمل على تصدر قائمة منتجي الغاز الطبيعي مع بداية عام 2020 ومن ثم محاولة إضعاف الهيمنة المطلقة لمنتجي الغاز بمنطقة الشرق الأوسط في الأسواق العالمية، كما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية كذلك عن عزمها البدء في تصدير الغاز الطبيعي إعتباراً من نهاية العام الجاري لتشارك بذلك في عملية المنافسة العالمية.
ويرى بعض من الخبراء والمتخصصين أنه على الرغم من المنافسة الشرسة المتوقعة للغاز القطري المسال من قبل كل من استراليا والولايات المتحدة الأمريكية وإيران، فإن الحصة السوقية لصادرات الغاز الطبيعي القطري المسال على المستوى العالمي في عام 2014 قد بلغت 32% متراجعة بأقل من 1% فقط عن عام 2013.... وهو الأمر الذي أكده تقرير صادر عن بنك قطر الوطني الذي أشار إلى انخفاض حجم صادرات البلاد من الغاز من 78 مليون طن متري في عام 2013 إلى 76,4 مليون طن متري في العام الماضي، وكذا انخفاض إنتاج الغاز من 2,9 مليون برميل نفط مكافئ شهرياً في عام 2013 إلى نحو 2,8 مليون في العام الماضي، وقد أرجع التقرير السبب في ذلك إلى أعمال الصيانة، مع توقعة بزيادة حجم إنتاج وتصدير الغاز القطري في العام الجاري.
ومن الأمور المطمئنة والمشجعة ما جاء بتقرير المجموعة الدولية لمستوردي الغاز الطبيعي المسال، والذي أوضح أن الحجم العالمي من تجارة الغاز الطبيعي قد ارتفع في عام 2014 عن العام السابق بنسبة 1% لتصل إلى 239,4 مليون طن، كما أشار التقرير كذلك إلى زيادة الطاقة الإنتاجية العالمية للغاز الطبيعى المسال بنحو 4.2% ليصل إلى نحو 298 مليون طن... وهو الأمر الذي تم تأكيده من خلال التوقعات المتفائلة لوكالة الطاقة الدولية بتسارع الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال فى عام 2015 في ظل التحسن النسبي للأحوال الاقتصادية وتخطيه في هذا العام للرقم القياسى المحقق في عام 2011 والبالغ 240,6 مليون طن، في دلالة واضحة على تطور أوضاع الاقتصاد العالمي وزيادة معدلات النمو الاقتصادي وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا وتنتهج دولة قطر التي تحظى بمكانة عالمية متميزة بإعتبارها أكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي المسال على المستوى العالمي استراتيجية محدده لتعظيم عائداتها من العملات الأجنبية من خلال اعتمادها على بيع الغاز للعملاء المتميزين بالأسواق الآسيوية كالصين واليابان وكوريا الجنوبية من خلال عقود واتفاقيات طويلة الأجل وبأسعار متميزة، مع إدراك الحكومة القطرية بتزايد معدلات النمو الاقتصادي بهذه الدول ومن ثم تزايد حاجتها من الغاز المسال المطلوب لعملية التنمية.
وعلى الرغم من كون قطر أكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي فقد عمدت الحكومة القطرية إلى عدم الاعتماد كلية على إيرادات الغاز والنفط، بل عملت على تنويع مصادر دخل البلاد من العملات الأجنبية، واهتمت بتعظيم استثماراتها الخارجية بدول العالم وخاصة المتقدمة منها من خلال صناديقها السيادية ، كما اهتمت بتطوير البنية التحتية وتبوؤ مراكز متقدمة في جميع التقارير والمؤشرات العالمية كتقرير التنافسية والشفافية ومدى تيسير ممارسة الأعمال وغيرها، مما جذب إليها العديد من الاستثمارات والمستثمرين العالميين.
(المصدر: الشرق القطرية 2015-05-06)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews