المال الحرام للأجانب فى مصر

لا أملك فى النهاية إلا شكر الصديق مجدى أبو فريخة.. رئيس اتحاد كرة السلة.. وكل زملائه أعضاء مجلس الإدارة بعد قرارهم أمس الأول بإلغاء وجود اللاعبين الأجانب فى الدورى المصرى بداية من الموسم المقبل.. فقد طالبت بذلك كثيرًا دون أن يصغى لى أى أحد.. وكنت أحزن وأنا أشهد هذا الإهدار العبثى الدائم للمال.. وأشاهد أندية بلادى تتسابق للتعاقد مع لاعبين أجانب.. ليس فى كرة السلة فقط.. وإنما فى لعبات أخرى كثيرة جداً.. وينال هؤلاء الأجانب الكثير من الدولارات من أجل اللعب مع هذه الأندية فى مسابقاتها المحلية دون أى استفادة حقيقية للرياضة المصرية.. فلا هؤلاء اللاعبون يرفعون مستوى اللعبة فى مصر أو يفيدونها فنياً بأى شكل.. ولا ينجح هؤلاء فى جذب جمهور يشترى تذاكر لحضور مبارياتهم من أجل الفرجة عليهم..

إنما هو التفاخر والوجاهة والبحث عن بطولة بأى ثمن.. ولا أريد أن يقول لى أى أحد إنه الاحتراف الرياضى وقوانينه.. فهذا الاحتراف هو آخر ما تعرفه لعباتنا الأخرى تحديداً فى مصر.. فلا جمهور أو رعاة أو إعلام أو أى شىء.. ولا أظن أن الأهلى يحتاج للاعب أجنبى ليفوز على الزمالك فى السلة أو يحتاج الزمالك للاعب أجنبى ليكسب الأهلى فى الطائرة.. ولا تحتاج أندية الجيش لأى لاعبين أجانب للفوز على الاهلى والزمالك.. بل إنك لابد أن تسأل عن سر تعاقد أندية الجيش مع لاعبين أجانب.. فأنا أصلاً ضد أن يشارك الجيش فى أى مسابقات رياضية رسمية، لأنه وضع خاطئ لا يحدث فى أى بلد متحضر.. وضد أن يدفع الجيش من ميزانية القوات المسلحة المصرية جنيهاً واحداً لشراء أى لاعب أجنبى.. وإذا كنت أرفض ذلك من حيث المبدأ فى لعبة كرة القدم التى من الممكن أن تكون لها إيرادات ومقابل بث تليفزيونى.. فأنا بالتأكيد أرفض ذلك تماماً فى بقية اللعبات.. وإذا كان اتحاد كرة السلة قد تناول أخيراً حبوب الشجاعة وأقراص الحكمة وقرر إبعاد هؤلاء اللاعبين الأجانب.. فإننى أنتظر قراراً مماثلاً من اتحاد الكرة الطائرة.. فما حاجة مصر لهؤلاء اللاعبين الأجانب فى الكرة الطائرة..

ولست خبيراً فى هذه اللعبة لكننى لا أعتقد أن الأرجنتينى مارتين بلانكو والبلغارى ستوين والأمريكى دانكين، كانوا سبب فوز الزمالك بدورى الطائرة.. إنما هم لاعبو الزمالك المخلصون ومدرب قدير هو حسام عبد العزيز وإدارة واعية وصارمة وعادلة.. ولا أفهم لماذا تسمح اتحادات السباحة أو التنس وبقية الاتحادات بلاعبين أجانب.. وقد لا تكون مصر مضطرة لانتظار أن تشفق عليها وترأف بحالها مجالس إدارة اتحادات هذه اللعبات، لأنه من الممكن أن يقرر خالد عبدالعزيز، وزير الرياضة، بمنع مشاركة أى لاعب أجنبى فى أى مسابقة رياضية مصرية باستثناء كرة القدم.. فالدولة تملك هذا الحق دون أى تدخل من اللجنة الأوليمبية الدولية وكل اتحاداتها، لأنه من أمور السيادة المصرية مثلما هو الحال فى بريطانيا وأى دولة أوروبية.

(المصدر: المصري اليوم 2015-04-27)