إستنفار مصرفي عالمي للكشف عن الجرائم المالية

باتت المصارف العالمية اكثر حماساً للتعاون مع تشدد اكبر من قبل السلطات الدولية ضد اي عمليات مالية مشبوهة، وخصوصاً بعد احداث العاصمة الفرنسية. اذ تعتبر هذه المصارف انّ ذلك يدخل ضمن واجباتها الوطنية الاساسية من جهة ولتجنب الغرامات المالية الضخمة ضد اي تقاعس على هذا الصعيد.دفعت الهجمات الارهابية غير المسبوقة التي شهدتها العاصمة الفرنسية، اضافة الى اسقاط الطائرة المدنية الروسية، الجهات الدولية النافذة الى التشدد في التضييق على التمويل الذي يتلقاه الارهاب العالمي، وبالتالي تعزيز وتطوير القوانين والتدابير الدولية لمحاربة تمويل الارهاب المذكور وتبييض الاموال.

وعليه، فإنّ اقسام الكشف عن الجرائم المالية في المؤسسات المالية والمصرفية يجب ان يتوقعوا تطبيقات اشد واكثر تضييقاً وتطلباً من القواعد المعتمدة حالياً.

ويذكر انّ اطلاق عمليات التدقيق والتشدد إزاء عمليات تمويل الارهاب وتبييض الاموال بدأ يزخم منذ احداث 11 ايلول من العام 2001 في الولايات المتحدة الاميركية. والاتجاه هو لاعتماد التقنيات نفسها المعتمدة للكشف ووقف عمليات تبييض الاموال لكشف عمليات تمويل الارهاب ولجمها.

وفي الواقع زادت اعداد التقارير المرفوعة الى السلطات الدولية في هذا الشأن، خصوصاً بعد تطبيق غرامات وعقوبات مالية ضخمة ضد المؤسسات التي لم تلتزم بما فيه الكفاية بالتدابير المعتمدة دولياً ضد الجرائم المالية.

ويتجه الاتحاد الاوروبي الى العمل لكشف ايّ عمليات مشبوهة مرتبطة بالدفع الالكتروني او بجهات متعددة تقوم بعمليات نقل الاموال بشكل مستتر لإخفاء عمليات تمويل الارهاب. وذكر تقرير خاص انّ كلفة تنفيذ العمليات الارهابية الاخيرة في العاصمة الفرنسية، والتي ذهب ضحيتها 129 شخصاً، لم تتجاوز العشرة آلاف دولار لمنظمة ارهابية تعتبر الاكثر ثراء على الكرة الارضية بين المنظمات الارهابية.

وتراجع المؤسسات المالية العمليات المالية التي ارتبطت بصورة او بأخرى بالضربة الارهابية المذكورة في باريس. وتبدو المصارف اكثر استعداداً للتجاوب مع اي تشدد في التدابيرالمتخذة لتجنب وقوع اي عملية ارهابية مشابهة في المستقبل. وتدقق المصارف جميعها مع مراسليها الاجانب بشأن اي عملية قد تكون مرتبطة، اذ تعتبر هذه المصارف انّ ذلك من واجباتها الوطنية الاساسية.

البورصة اللبنانية

بقي نشاط بورصة بيروت الرسمية للاسهم محدوداً امس ايضاً فبلغ 37467 سهماً قيمتها 410032 دولاراً، وسجل تبادل 26 عملية بيع وشراء تناولت ستة اسهم مختلفة: ارتفع منها سهم واحد وتراجعت ثلاثة اسهم واستقر سهمان.

فقد زاد سعر اسهم بنك بيروت الفئة العادية بنسبة 0,54% الى 18,50 دولاراً وتراجع سعر اسهم بنك عودة الفئة العادية بنسبة 0,49 % الى 6,07 دولارات وتراجعت ايضا اسهم شركة سوليدير الفئة (أ) 3,36 % الى 9,77 دولارات واستقرت اسهم بنك بلوم الفئة (GDR) على 9,75 دولارات وبنك بيبلوس العادية على 1,64 دولار.

وفي ختام التداولات تراجعت القيمة السوقية للبورصة بنسبة 0,30 % الى 11,095 مليار دولار اميركي. وبذلك تكون بورصة بيروت قد عكست اجواء الترقب والحذر والجمود المخيمة على الوضع السياسي العام في البلاد.

اسواق الصرف العالمية

ترددت الاسواق المالية العالمية امس في اتخاذ اي اتجاه واضح وظهر ذلك جلياً في تراوح الاسعار ضمن نطاقات ضيقة في سوق الصرف وعلى مستوى العملات الرئيسية.

وفي تداولات بعد الظهر كان اليورو مرتفعاً 0,01 % الى 1,0994 دولار وزاد الدولار من جهته بنسبة 0,05 في المئة الى 0,9857 فرنك سويسري وبنسبة 0,07 % الى 121,10 يناً يابانياً. امّا الدولار الاوسترالي فتراجع بنسبة 0,12 % الى 0,7234 دولار، وجاء ذلك في ضوء حبس الانفاس قبيل قرار رفع اسعار الفائدة اليوم من قبل الاحتياطي الفدرالي الاميركي.

النفط والذهب

ارتفعت امس اسعار النفط في نيويورك بعد تراجعها الحاد في الايام القليلة الماضية ليزيد سعر البرميل بنسبة 0,41 في المئة في تداولات بعد الظهر الى 36,46 دولاراً للبرميل، كما زاد سعر مزيج نفط برنت الخام في لندن بنسبة 1,42 % الى 38,46 دولاراً، وسوف يشجع ارتفاع النفط الاحتياطي الفدرالي على رفع الفائدة.

اما الذهب والفضة فاستقرّا مع ميل طفيف نحو الهبوط، اذ انخفض كل منها بنسبة 0,07 % الى 1062,70 دولاراً للأونصة (الذهب) والى 13,69 دولاراً للأونصة (الفضة).

بورصات الاسهم العالمية

أقفلت البورصات الاسيوية على تراجع قبل يوم من موعد مزعوم لرفع اسعار الفائدة الاميركية، فتراجع مؤشر نيكي في بورصة طوكيو 1,68 % الى 18566 نقطة وانخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ 0,17 % الى 21274 نقطة. وتراجع مؤشر شانغهاي 0,29 % الى 3510 نقاط في حين زاد مؤشر سنغافورة 0,02 % الى 2816 نقطة.

غير انّ البورصات الاوروبية والاميركية سجلت صعوداً امس، اذ اعتبر الكثيرون انّ اسعار الاسهم لن تتضرر من رفع الفائدة، فزاد مؤشر فوتسي البريطاني 1,70 % الى 5974 نقطة وارتفع مؤشر داكس الالماني 2,21 % الى 10363 نقطة ومؤشر كاك الفرنسي 2 % الى 4563 نقطة.

كذلك ارتفع مؤشر داو جونز في وول ستريت 0,60 % الى 17368 نقطة ومؤشر ناسداك 0,38 % الى 4952 نقطة ومؤشر ستاندرد اند بورز 0,48 % الى 2022 نقطة.

(المصدر: الجمهورية اللبنانية 2015-12-16)