صحفية إسرائيلية تروي قصة 14 يوما قضتها في إيران
جي بي سي نيوز - : كتبت الصحفية الإسرائيلية اورلي ازولاي مقالا في يديعوت الإثنين بعنوان 14 يوما في إيران ، وحول زيارتها لإيرانجاء نص المقالة التي تعيد جي بي سي نيوز نشرها :
حاجز رقابة على جوازات السفر، مطار على اسم الإمام الخميني في طهران.
فحص الموظف الإيراني جواز سفري الأجنبي على مدى دقائق بدت لي كالأبد. لم يوجه لي نظرة مباشرة، لم يبتسم، لم يقل عما يبحث. وفجأة نهض عن كرسيه وذهب إلى حاجز آخر كي يتشاور مع الموظف الآخر. وعندها انضم إلى العصبة موظفان آخران. أحدهما توجه إليّ وسأل إذا كنت ولدت في إسرائيل. فهززت رأسي. ما كان بوسعي أن أنفي: فهذا مسجل في جواز السفر. وثقت الحجاب على شعري كي لا يكون له مبرر لاعتقالي. ولم تتوقف أجهزة الطرد المركزي في عقلي عن الدوران. فقد خصبت إلى المستوى الأعلى المخاوف التي جلبتها معي من الوطن، والآراء المسبقة. فكرت في جيسون رزيان، مراسل «واشنطن بوست» الذي اعتقل قبل أربعة أشهر في إيران، ومنذئذ اختفت آثاره.
مرت بضع دقائق طويلة أخرى، وعندها أمرني بالدخول إلى غرفة مجاورة كي تؤخذ بصماتي. امرأة شابة، مكشرة، ضغطت على كفي يدي بشدة كبيرة في مخدة الحبر: بداية يدي اليمنى وبعد ذلك اليسرى، وبعد ذلك عليهما معا. وبعد بضع دقائق أخرى وصل أحد الموظفين من الحاجز، وكان جواز سفري في يده. أعطاني إياه وقال ثلاث كلمات بالانجليزية: «يمكنكِ الانصراف».
وهكذا بدأت زيارتي إلى إيران - 14 يوما وليلة في طهران وفي شيراز، في أصفهان وفي فارسبوليس، العاصمة العتيقة للإمبراطورية الفارسية. 5.600 كيلومتر من السفر في بلاد آيات الله وأجهزة الطرد المركزي، ممن ينتظر مواطنوها بنفاد صبر الاتفاق الذي ينقذهم من العقوبات الخانقة. قصة الرحلة، التي جرت في ذروة محادثات النووي بين إيران والقوى العظمى، ستنشر في تقرير خاص في عدد الفصح من ملحق سبعة أيام، يوم الجمعة القادم.
إلى مدينة حمدان، مكان قبر الملكة استر واليهودي مردخاي، وصلنا مساء. من على حاجز الاستقبال، في فندق صغير على الطريق حيث نزلنا، رفرف علم أميركي، وهو مشهد نادر في دولة لا يزال تحرق فيها أعلام الولايات المتحدة في المظاهرات. صعدت إلى الغرفة كي أضع حقيبتي، وعندما نزلت إلى القاعة لم اصدق ما شاهدته عيني: على شاشة التلفاز الضخمة، أمام الصور المؤطرة لأية الله خميني والزعيم الأعلى علي خامينئي رأيت رئيس وزراء إسرائيل. شبكة التلفاز الإيرانية بالانجليزية «فارس تي في»، رفعت إلى البث المباشرة خطاب نتنياهو في الكونغرس الأميركي، ومن كل الأماكن في العالم وجدت نفسي أشاهده بالذات في قاعة فندق إيراني، على الطريق بين طهران وبغداد.
عشرات الإيرانيين وقفوا في القاعة يشاهدون الخطاب. وهم لم يستطيبوا ما سمعوه. «بعد خطاب كهذا على إيران أن تحطم الأدوات وان تحقق النووي الذي تريد»، قال لي أحد المرافقين المحليين، ووجهه محمر من الغضب. «كان هذا خطابا مهينا ومذلا. خجلت لسماعه. رئيس الوزراء هذا كان مستعدا ليبعث الطائرات لقصفنا جميعنا هنا. خير أن الرئيس أوباما لا يستمع لنصائحه».
وفي الغداة وجدت في منصات الصحف مجلة ساخرة. صورة نتنياهو تغطي الصفحة الأولى. يحمل في يده أنجري بيرد ومن رأسه تطل صورة كينغ كونغ، وتحته كتابة بالفارسية: «لا شيء يخافه أكثر من السلام».
في مقهى فندق «لالا» في طهران قدم لي النادل نسخة من «طهران تايمز»، الصحيفة المحلية الانجليزية التي تعود إلى مقرب الزعيم الأعلى خامينئي. وفي الصفحة الأولى صورة كبرى: متظاهر يحمل لافتة ضد خطاب نتنياهو في واشنطن وعليها معالجة حاسوبية: رئيس وزراء إسرائيل بيدين مضرجتين بالدماء. وتمتلئ مقالات التحليل بالشماتة: «خطاب نتنياهو دمر علاقات إسرائيل الخاصة بالولايات المتحدة». ورغم السم والكراهية، ينبغي قراءة ما بين السطور. لم تعد هذه «الكيان الصهيوني» بل دولة إسرائيل.
وتبشر الصحف الإيرانيين بأنه حين سيوقع الاتفاق، سترفع معظم العقوبات. «لقد خنقنا أوباما»، قال لي رجل التقيته في طهران، قرب مطعم للكباب. رآني أحمل علبة مارلبورو فطلب سيجارة. وحين أعطيته لاطفني وروى لي بأنه لسنوات لم يرَ سيجارة أميركية. أعطيته العلبة كلّها. «عندي أربعة أولاد»، قال لي. «أريد تعليما أفضل لهم. ولكن العقوبات قتلتنا. لا يمكن التوفير. الأسعار في السماء والأجر هو 50 دولارا فقط في الشهر. لا آمل فقط أن يكون اتفاق، بل أصلي ليكون.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews