السعودية اعتمدت بشدة على معلومات استخباراتية أمريكية
إن السعودية أخبرت إدارة باراك أوباما وحلفاءها فى دول الخليج فى وقت مبكر هذا الأسبوع أن تستعد لعملية عسكرية فى اليمن، وأنها اعتمدت بشدة على صور المراقبة الأمريكية ومعلومات الاستهداف لتنفيذ تلك العملية، حسبما قال مسئولون أمريكيون وخليجيون.
وأضاف هؤلاء المسئولون أنه برغم أيام التخطيط للضربات الجوية الممكنة إلا أن السعوديين علقوا القرار النهائى حتى أصبح واضحا يوم الأربعاء أن الحوثيين على وشك السيطرة على عدن، وهى الميناء الجنوبى الرئيسى فى البلاد.
واعتقد السعوديون أن الاستيلاء على عدن سيقضى على أى فرصة للإنهاء المبكر لتجزئة اليمن، واعتبر استعادة السيطرة على المدينة حيويا من أجل إعادة حكومة عبد ربه منصور الذى فر سرا من عدن يوم الأربعاء.
ورفض المسئولون التكهن بفترة استمرار العملية العسكرية إلا أنهم قالوا إن الأمل يتعلق فى أن يقنع العمل الجوى الحوثيين بالدخول فى محادثات سياسية رفضوها منذ أن بدأوا فى اكتساح البلاد فى الصيف الماضى.
ووصف المسئولون الذين رفض بعضهم الكشف عن هويتهم، الحرب البرية عبر جبال وصحراء اليمن بأنها غير متوقعة وغير مرجحة حتى لو حشد السعوديون القوات على طول الحدود اليمنية واتجهت السفن المصرية نحو البحر الأحمر. إلا أن المسئولين لم يستبعدوا استخدام القوات البرية للمساعدة فى حماية هادى وحكومته، على افتراض أنه يستطيع العودة إلى عدن.
أن المسئولين الأمريكيين والسعوديين ردوا بحدة على مزاعم كبار المشرعين الجمهوريين بأن السعوديين لم يطلعوا الولايات المتحدة حتى اللحظة الأخيرة لأنهم لم يعودوا يثقون فى الإدارة الأمريكية الراغبة بشدة فى البقاء على الجانب الجيد مع إيران، حيث تخوض الولايات المتحدة والقوى العالمية الأيام الأخيرة من المفاوضات المكثفة مع إيران بشأن اتفاق لمنعها من تطوير سلاحها النووى.
وقال السيناتور جون ماكين "أعتقد أنه من الجيد أن يفعلوا هذا بأنفسهم، إلا أن السؤال هو لماذا؟ وأضاف أن السبب أنهم قالوا علانية أنهم لم يعد بإمكانهم الاعتماد على الولايات المتحدة، ومن وجهة نظرهم كما هى وجهة نظرنا أنه من غير المقبول التفاوض على صفقة نووية سيئة، وفى نفس الوقت نغض الطرف عن عدوان إيرانى سواء فى لبنان أو دمشق أو بغداد أو الآن فى صنعاء".
وقال مسئول أمريكى رفيع المستوى إن أحد أسباب قلقهم والتى تجعلهم يرون التدخل السعودى إيجابيا هو أنهم لا يرغبون فى أن يروا تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية يؤسس نفسه فى طليعة المعارضة السنية للحوثيين، ومن ناحية أخرى، فإن المساعدات الاستخباراتية وبيانات الدعم القوية للعملية ستثبت للحلفاء الخليجيين أن الإدارة مستعدة بشكل واضح للتغاضى عن مفاوضاتها مع إيران والمخاطرة.
وتابع المسئول قائلا إن الإدارة أدركت أن أى علاقة أمريكية مع إيران ستزيد فقط من الحساسية السعودية للتهديد الذى يمثله الحوثيون فى اليمن للمملكة، لكن واشنطن أثبتت أنه عندما يتعلق الأمر بأمن دول الخليج فإننا نقدم له القدرات الفريدة والتى لا غنى عنها لتسهيل تحركاتهم.
(المصدر: واشنطن بوست 2015-03-27)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews