العراق تحت الإحتلال الإيراني
لن تمر تصريحات على يونسى مستشار الرئيس الإيرانى حسن روحانى لشئون الأقليات مرور الكرام حتى لو نفاها المسئولون والنواب الإيرانيون مائة ألف مرة. الرجل قال إن العراق هو جزء من الإمبراطورية الإيرانية وأن بغداد هى عاصمتها!
وفى عالم السياسة الدولية فإن تمرير أو تسريب مقولة كتلك، ثم إنكارها أو ادانتها هو (تمرين مشهور) الغرض منه اختبار رد الفعل أو إقرار أمر واقع. وأهمية المقولة تأتي- بالقطع- من أنها لن تجئ من بائع سريح فى شوارع طهران، وإنما من مستشار رئيس الدولة..كما أن مصداقيتها تعززت بفعل عدد من الوقائع، ومنها ذلك الكم من المستشارين الإيرانيين الذين يوجهون الميليشيات الشيعية: (بدر) و(جيش المهدي) و(عصائب أهل الحق) و(سرايا السلام) سواء أن تحركت تحت إمرة قياداتها التقليدية أو من خلال قوات (الحشد الشعبي). ولا يتوقف الأمر عند مشاركة الخبراء الإيرانيين فى القتال ضد داعش، ولكن حضوراً إيرانياً آخر لفت انتباه كل المراقبين وهو الظهور الاستخباراتى لفيلق القدس، لابل لقائد الفيلق قاسم سليمانى الذى يجول ويجوس فى مناطق القتال بسوريا والعراق كما لو كانت أرضاً إيرانية. وبالإضافة فإن أنباء شاعت وذاعت عن قيام إيران بتزويد الميليشيات الشيعية بأسلحة بلغت قيمتها عشرة مليارات دولار. فإذا وضعنا كل تلك المشاهد إلى جوار سيطرة حزب الله على مناطق فى سوريا ولبنان وإلى جوار بسط الحوثيين لنفوذهم فى اليمن فسوف نفهم أن إيران تتحرك- وبسرعة- نحو إحكام سيطرتها على أربع دول عربية. ينبغى أن ندرك أن الاتفاق حول ملف طهران النووى بين إيران ودول (5+1) هو صفقة سياسية واسعة هندستها واشنطن على عجل، فى محاولة للتضاغط مع دول الخليج ولتحويل العراق من كونه البوابة الشرقية للعالم العربى أيام صدام إلى البوابة الغربية لإيران إلى نفس ذلك العالم العربي.وفى هذا الإطار يأتى رفع الولايات المتحدة لحزب الله وإيران من قوائم الإرهاب. ولأجل كل الأسباب السابقة- وغيرها كثير- فإننى أنظر إلى تصريحات على يونسى بجد، فإيران تهم باحتلال العراق فعلاً.
(المصدر: الأهرام 2015-03-19)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews