برشلونة ضد ريال مدريد.. من يفوز في كامب نو؟
قمة الدوري الإسباني لكرة القدم أو مباراة "الكلاسيكو" تأتي هذه المرة في توقيت ممتاز للكاتالونيين أصحاب الملعب وتحت أجواء سيئة للضيوف أهل العاصمة.
برشلونة يتصدر المسابقة والفوز يبعده أربع نقاط كاملة عن ريال مدريد مما يكفل له استعادة لقب البطولة بنسبة كبيرة.. ورغم أن التعادل ليس ضارا للبارشا ويبقيه في الصدارة بفارق نقطة واحدة إلا أنه مرفوض تماما من ميسي وزملائه.. والمدريديون وضعوا أنفسهم في موقف ولا أسوأ بعد نتائجهم السيئة مؤخرا.. ولا بديل لهم عن الفوز في عقر دار منافسهم الأزلي ملعب كامب نو ثم القتال في بقية مبارياتهم على أمل الاحتفاظ بلقبهم.
لدى الفريقين نخبة من أحسن لاعبي العالم من أغلب قارات الدنيا.. وهما الأفضل في بطولات أوروبا والعالم أكثر من الآخرين في السنوات الأخيرة.
الشاهد في هذه المباراة (أو ما يحدد نتيجة اللقاء) هو حجم التنظيم الدفاعي المدريدي سواء في وسط الملعب أم داخل وحول منطقة جزائهم.. ومدى قدرة اللاعبين الضيوف على تقليل وتضييق المساحات أمام مرماهم والتي ينتظرها بل ويتمناها العمالقة والهدافون الثلاثة ميسي ونيمار وسواريز.. وكذلك قدرة الخط الخلفي للريال على إخراج الكرات من مناطقه إلى أبعد مسافات ممكنة مع تفادي لاعبي وسط مدريد لأي ارتباك تحت الضغط العالي من لاعبي البارشا لكي لا يفقدوا الكرة في نصف ملعبهم.. خاصة أن أغلب أهداف برشلونة في الموسم الحالي تأتي من براعة لاعبيه في استعادة الكرة من منافسيهم داخل مناطقهم وشن هجمات خاطفة أمام منافس غير متوازن.
ويدعم من موقف برشلونة الحالة المعنوية والفنية الرائعة التي يعيشها الفريق، مجموعةً وأفرادًا، مما منحه صدارة الدوري والتأهل لنهائي كأس ملك إسبانيا والفوز خارج ملعبه في مانشستر في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال الأوروبي على مانشستر سيتي الإنجليزي 2-1 مما يجعل لقاء الإياب الليلة في كامب نو سهلا نسبيا.. وكشفت الأرقام (وهي لا تكذب أبدا) عن تطور إيجابي في أداء وفاعلية الأرجنتيني ليونيل ميسي بإحرازه عشرين هدفا في 17 مباراة خاضها مع البارشا في عام 2015.. فانتزع صدارة هدافي الدوري من رونالدو ويتقدم على الجميع في سباق هداف أوروبا الأول للموسم الحالي برصيد 43 هدفا.. ولو واصل ميسي فاعليته على النحو الذي قدمه في الأسابيع الأخيرة يمكنه تحقيق إنجاز جديد بتجاوز حاجز سبعين هدفا.
وعلى العكس فقد ريال مدريد إيقاعه السريع وجماعية الأداء التي تميز بها في نهاية العام الماضي وتحول الفريق الأبيض في المباريات الأخيرة إلى الأداء الفردي البطيء ولم يصنع لاعبوه الفرص الخطيرة بنفس العدد ولم تتوافر لهم الكثافة الهجومية التي تمنحهم القدرة على ترجمة ألعابهم إلى أهداف.
وتضرر نجمهم وهدافهم الأول كريستيانو رونالدو من الهجوم الإعلامي المكثف والمسموم أحيانا عقب تتويجه بالكرة الذهبية لأحسن لاعب في العالم وازدادت متاعبه بعدد من المشاكل الشخصية مثل انفصاله عن صديقته السابقة وغضب جمهوره من احتفاله بعيد ميلاده الصاخب عقب هزيمة ولا أثقل من أتليتكو مدريد.
كل العناصر تميل إلى مصلحة برشلونة للفوز.. المنطق أولا والمستوى الفني ثانيا والنتائج التي حققها الفريقان مؤخرا وترشيحات ومراهنات الجماهير.
ورؤيتي الشخصية للفريقين والمباراة لا تختلف عن آراء الملايين من ترجيح كفة البارشا في كلاسيكو الأحد الساخن بل إنني أذهب بعيدا إلى توقع فوز عريض لبرشلونة بعدد لا يقل عن ثلاثة أهداف.. ورغم استعادة ريال مدريد للكثير من صلابة دفاعه بشفاء سرخيو راموس وانضمامه إلى تشكيلة الفريق في مباراته الأخيرة ضد ليفانتي وحفاظ الريال خلالها على شباكه نظيفة للمرة الأولى في مبارياته الأخيرة.. إلا أن البارشا يتمتع بهجوم هو الأعلى مهاريا في العالم وخط وسط ديناميكي وأسلوب ضاغط يرهق أقوى المنافسين.
بصراحة، أتوقع فوز برشلونة وربما بعدد وافر من الأهداف.
ولكنني لا أخجل من إعلان حبي وانتمائي إلى ريال مدريد الذي عشقته من مطلع الستينات في زمن الراحلين الكبيرين دي ستيفانو وبوشكاش. وأتمنى أن تتحقق المفاجأة ويفوز الريال.
وتبقى التوقعات دائما ضربا من ضروب الخيال.. وقديما قالوا:
كذب المنجمون ولو صدقوا.
وعدلها البعض لتكون:
كذب المنجمون ولو صدفوا.
(المصدر: الشروق الرياضي 2015-03-17)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews