عندما لا يعتذر بينيت
عندما يقول نفتالي بينيت انه آن الاوان للتوقف عن الاعتذار، فمن المتوقع ان يكون هناك اشخاص يفسرون اقواله على النحو التالي: انه آن الاوان لتوجيه اللكمات لكل من يتكلم العربية في الشارع ـ كما حدث مؤخرا مرتين مع جنود دروز ـ ولا للاعتذار. هذه الحقيقة لا تجعل من التفوهات ذاتها عديمة المشروعية. لدي حجج صعبة لبينيت في هذا الموضوع، ولكن ليس على مشروعية هذا القول. لا يمكن الطلب من سياسي الامتناع من إعطاء وجهة نظره في اقوال مسجلة من هذا القبيل، المشروعية بحد ذاتها، فقط لانه يوجد اناس متوحشون يتوقعون ان يروا بذلك الاذن لممارسة وحشيتهم.
من يعرف شيئا عن نوع الانفعالات والتصرفات التي تنمو في اعقاب نزاعات عنيفة يفهم، ان انفجار العنف والعنصرية هي امر لا مرد له في مثل هذه الحالة. ولغاية الآن، وعلى الرغم من كثرة التقارير التي تتحدث عن مثل هذه الظواهر مؤخرا، ما زال من الممكن القول انها تحدث في اسرائيل بصورة اقل من المتوقع. ولكن بما انه اصبح واردا ان تقال مثل هذه الاقوال فإنه من المتوقع ان تدار حرب شديدة ضدها. من يستخدم الخطاب القومي «غير قابل للاعتذار» كان من المتوجب ان يكون الاول ممن يخرجون الى حرب المقاطعة هذه. لا بينيت ولا شركاه من اليمين الذي لا يعتذر لا يفعلون ذلك. ومن الواضح ان الامر يبدو لهم غير ذي اهمية، فكيف ان يبدو كمعتذرين لا سمح الله.
انا مقتنع، ان بينيت بإمكانه، اذا كان مهتما، ان يرى ان الادانة العلنية ليست عنفا. ولكن من الممكن فقط وصف كيف ان بينيت يبدو لو انه كان يخرج للنضال في مثل هذا الموضوع. ومن الجدير بالذكر، انه داخل حركته هناك مركب (تقوماه)، التي تستمد تعاليمها الروحية من الحاخام دوف ليئور ـ وهو الذي امتدح باروخ غولدشتاين. «حيث قال عنه انه «مقدس كمقدسي المحرقة». لم يسمع بينيت يكرر هذا القول، الا انه ايضا لم يسمع ان يستنكره او يستنكر اقواله، كما كان يستنكر اقوال حاخام، الذي كان يقول باسم اليهودية اقوال خطيرة حقا، وراية سوداء ترفرف من فوقها. على سبيل المثال، انه من المسموح اكل الجمبري، لا سمح الله.
حزب كهذا، البيت اليهودي، الذي يمثل فيه بينيت الجانب المعتدل الحضاري، من المتوقع ان يشغل موقعا هاما جدا في اي حكومة يشكلها بنيامين نتنياهو، في حال فوزه بالانتخابات. وهناك من يعتقد، ان من يكون رئيس الحكومة ليس مهما كثيرا، بعد ان اصبح واضحا انه في جميع الحالات لن تكون اغلبية ساحقة لتحالف يسار ـ الوسط. وحتى لو كان يتسحق هرتصوغ رئيسا للحكومة، فإن التركيبة لن تنسجم مع مقترعي الكثيرين من يسار ـ الوسط.
ولكن لمسألة من يكون رئيس الوزراء ابعاد اكثر من ان تكون مسالة شخصية فقط. فلها تبعات سياسية كثيرة، واهمها، هي مسألة مرشح «البيت اليهودي». فحكومة برئاسة يتسحق هرتسوغ ستكون حكومة بدون بينيت. حتى ولو جلس الليكود في هذه الحكومة، فمن المتوقع ان يظل بينيت على مقاعد المعارضة، ليعمل على تعزيز قوة حزبه كممثل لليمين الحقيقي، وحامل شعلة عدم الاعتذار بعد ان تنازل الليكود عن مبادئه. وعلى الرغم من ذلك فإن حكومة برئاسة نتنياهو سوف يكون لبينيت فيها ولوزرائه تأثير كبير جدا. وفي مقدمة كل ذلك سوف يكون لهم تأثير كبير في مسالة المستوطنات ـ بحد ذاتها.
من الواضح ماذا يعني ذلك عمليا. فقط حكومة برئاسة هرتصوغ بإمكانها منع ذلك، والاحتمال لاقامتها واردة هذه المرة بشكل واضح حيث ان قائمة المعسكر الصهيوني سوف تحظى بعدد مقاعد اكبر من مقاعد الليكود. والمعضلة الناشئة تتدحرج بشكل عام بإتجاه ابواب مقترعي ميرتس. ولكن هناك مجال لسؤال المقترعين المحتملين ليش عتيد، هل انتم متأكدون انكم ستصوتون بشكل مؤكد لاستبدال رئيس الحكومة، الامر الذي تعهد به رئيس حزبكم، ولارسال اخيه من الانتخابات السابقة الى المعارضة؟
(المصدر: هآرتس 2015-03-10)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews