أردوغان بدد فرصة تركيا في ديمقراطية حقيقية
قال الداعية التركى، فتح الله جولين، إنه من المحبط بالغاية أن ترى ما حل بتركيا فى السنوات القليلة الماضية. فمنذ وقت ليس ببعيد كانت موضع حسد جيرانها من الدول المسلمة، بل مرشحا قويا للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبى، بينما كانت فى طريقها نحو ديمقراطية حقيقية تحترم حقوق الإنسان العالمية.
ويضيف جولين الأربعاء، هذه الفرصة التاريخية قد تبددت الآن حيث يعمل الحزب التركى الحاكم، العدالة والتنمية، برئاسة رجب طيب أردوغان، ضد هذا التقدم بل يخنق المجتمع المدنى والإعلام والقضاة وحتى رجال الأعمال المستقلين.
ويضيف أن القادة الحاليين لتركيا يبدو أنهم يسعون لسلطة مطلقة بحكم فوزهم فى الانتخابات. ولكن النصر لا يمنحهم إذن تجاهل الدستور أو قمع المعارضة، وخصوصا عندما يتم بناء الانتصارات الانتخابية على رأسمالية المحسوبية وتبعية وسائل الإعلام.
وتابع أن قادة حزب العدالة والتنمية يصورون الآن كل الانتقادات الديمقراطية بأنها هجوم على الدولة. فمن خلال النظر إلى كل صوت معارض على أنه عدو طريق - أو ما هو أسوأ، كخائن - فإنهم يقودون البلاد نحو الشمولية.
وأشار إلى أن أحدث ضحايا هذه الحملة هم المديرون التنفيذيون ورؤساء تحرير المؤسسات الإعلامية المستقلة، الذين اعتقلوا ويواجهون الآن تهما ملفقة بفضل التغييرات الأخيرة فى القوانين ونظام المحاكم.
ولا يزال مدير إحدى القنوات التليفزيونية الأكثر شعبية، الذى اعتقل فى ديسمبر 2014، وراء القضبان. كما تم تطهير المؤسسات من الموظفين العموميين الذين يحققون فى اتهامات بالفساد، علاوة على سجنهم لمجرد قيامهم بعملهم.. مثل هذه المضايقات تبعث رسالة أن كل من يقف فى طريق جدول أعمال الحزب الحاكم سوف يكون مستهدفا لافتراءات وعقوبات وحتى تهم ملفقة.
ويقول جولين، رجل الدين الذى يتمتع بشعبية واسعة فى تركيا وتعرضت المؤسسات التابعة لحركته للقمع من قبل نظام أردوغان مؤخرا، أن حكام تركيا لا ينفرون الغرب فقط منهم، لكنهم يفقدون مصداقيهم فى الشرق الأوسط أيضا.
فقدرة تركيا على تأكيد التأثير الإيجابى فى المنطقة لا تتوقف فقط على اقتصادها ولكن أيضا على صحة ديمقراطيتها. وتابع أن المبادئ الأساسية للديمقراطية الفاعلة هى سيادة القانون واحترام الحريات الفردية، وهى أبسط القيم الإسلامية. فمن المؤسف أن أن ترى علماء الدين يقدمون مبررا دينيا لفساد وقمع الحزب الحاكم أو على الأقل يظلون صامتين.
وخلص بالقول أن تركيا وصلت إلى نقطة حيث يجرى تهميش الديمقراطية وحقوق الإنسان. معربا عن آمله أن يتراجع أولئك الذين فى السلطة عن مسارهم الاستبدادى.
وأشار إلى أن الشعب التركى رفض من قبل انتخاب من ضلوا بالديمقراطية، وحث جولين الأتراك على ممارسة حقوقهم الديمقراطية والقانونية مجددا لاستعادة مستقبل بلادهم.
(المصدر: نيويورك تايمز 2015-02-04)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews