أزمة المساكن بغزة تعصف بزواج الشباب
جي بي سي نيوز:- تشهد أروقة المحاكم الشرعية بغزة، نسبة مرتفعة من الدعاوى القضائية، لتصل إلي 1700 قضية ما بين نفقة وبيت وحضانة وانشقاق لنزاع، معظمها تعود للظروف الاقتصادية السيئة، و عدم توفر سكن مستقل للأزواج، و خصوصاً بين الأزواج الشباب، و المقلبين على الزواج، و الذين عُقد قرانهم قريباً، و برزت المشكلة بعد تدمير الاحتلال الإسرائيلي في الحرب الأخيرة لمساكن و أبراج سكنية تعود لـ 19 ألف أسرة بشكل كامل، الأمر الذي أدى إلى أزمة خانقة في السكن، بالتزامن مع ارتفاع أسعار إيجارات الشقق السكنية.
و ترفض الفتيات بغزة الاقتران بشاب لا يتوفر لديه سكن الزواج، حيث اشترطت الشابة مني على خطيبها، توفير مسكن الزوجية قبل الزواج، إلا أن عدم تمكنه من ذلك جعلها تفسخ الخطوبة، لينتقلا إلى أروقة المحاكم باحثين عن حل شرعي لفسخ عقد القرآن، و تقول الخاطبات اللواتي تطرقن أبواب المنازل باحثات عن فتيات للزواج أن الجيل الحالي يختلف عن سابقه، حيث تشترط العائلات ، توفير مسكن لبناتهن .
و يبين الشاب أسامة أن زواجه متوقف على تشطيب منزله، حيث اشترطت عليه عائلة خطيبته إكمال المنزل ليتم الزواج، مضيفاً "زواجي متوقف على مواد البناء المقطوعة عن قطاع غزة والتي يمنع الاحتلال دخولها".، و تؤكد الحقوقية شيرين الصوراني بأن أغلب المشاكل التي تصادفها المحاكم الشرعية بغزة، للأزواج بسبب عدم وجود مسكن مستقل للزوجة وأبنائها، ويصبح المنزل في هذه القضية ركنًا مفصليًّا في أن يستمر الزواج أو أن ينتهي .
و قرر الشاب أكرم العزوف عن الزواج لحين تحسن الظروف الاقتصادية، قائلاً "لا أتخيل أنني لا أستطيع أن أبدأ حياتي الزوجية بغرفة ومنافع و بيت مستقل، هذه مأساة لا يمر بها إلا أهالي قطاع غزة". ، و كشف إحصائية عن تأخر سن الزواج بشكل واضح في غزة عما كان سابقاً، حيث كان الشاب قبل عشر سنوات يتزوج بعد تخرجه من الجامعة، أما الآن تأخر سن الزواج لـ 27 و30 عاماً، بسبب الظروف المعيشية الصعبة، لا سيما أزمة السكن .
و يحتاج قطاع غزة كل عام لـ 13 ألف وحدة ، في ظل ندرة الأراضي وارتفاع أسعارها وتدني دخل الفرد، وضعف القدرة على البناء الخاص بسبب الحصار المفروض على القطاع، و من ناحيتها أكدت وزارة الإسكان الفلسطينية عن عدم توفر حلول قريبة لأزمة السكن، بسبب انهيار البنية التحتية جراء القصف العنيف الذي تعرض له القطاع خلال الحرب، و أن الحلول طويلة الأمد و تعتمد على إدخال مواد البناء، و البدء بإعادة الإعمار، الأمر الذي أدى إلى عزوف الشباب عن الزواج لعدم استطاعتهم دفع الإيجارات الخيالية للسكن .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews