رحلات إلى الفضاء لمعرفة كيف تشكلت الحياة على كوكب الأرض
جي بي سي نيوز:- يجتهد العلماء منذ قرون في دراسة النظام الشمسي وفهم نشأته وتطوره وكيفية وجود المياه والأحماض الأمينية الضرورية للحياة على كوكب الأرض، من خلال إرسال مركبات ومسبارات فضائية إلى عدد من الأجرام السماوية مثل المذنبات والكويكبات السابحة في الفضاء، على الرغم من أن هذا النوع من الرحلات يتسم بصعوبته وتعقيداته الهندسية والتقنية.
ورغم تعدد الرحلات الفضائية هذه، نجحت فقط رحلتان فقط، هما رحلة المركبة الفضائية اليابانية "هيابوسا" ورحلة المركبة الفضائية الأوروبية "روزيتا"، بحسب ما ورد في موقع "نيتشر" الطبعة العربية.
وكانت مهمة "هيابوسا" الهبوط على كويكب صغير اسمه "إيتوكاوا" الذي يشبه حبة "بطاطس"، لجمع بعض العينات الصخرية من سطحه وإعادتها إلى الأرض، لإجراء بحوث مخبرية دقيقة بالإضافة إلى اختبار قدرات المحركات الأيونية وقدرتها على المناورة وتغيير المسار.
في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2005، هبطت "هيابوسا" برفق على سطح الكويكب ونجحت في جمع بعض العينات الصخرية من تربة الكويكب، وعادت إلى سطح الأرض في رحلة استغرقت 4 أعوام ونصف العام وتحديداً في 13 يونيو (حزيران) 2010. كانت هذه المحاولة هي الوحيدة الناجحة في تاريخ البشرية حتى الآن في الهبوط على سطح كويكب والعودة ببعض العينات الصخرية منه إلى الأرض.
الهبوط على المذنب
نجحت مركبة الفضاء "روزيتا" التي أطلقتها وكالة الفضاء الأوروبية في مارس (آذار) 2004 في الوصول إلى مذنب "تشوريوموف-جيراسيمنكو" الدوري المعروف اختصاراً بـ"المذنب 67 ب"، لإنزال مجس في حجم الثلاجة الصغيرة "فيله"، وكان الغرض إجراء بعض الاختبارات العلمية لدراسة المذنب وتركيبه. وتعد عملية تثبيت المجس بسطح المذنب صعبة للغاية، بسبب الضعف الشديد لجاذبية المذنب الناتجة من صغر حجمه.
وفي 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 نجحت "روزيتا" في الهبوط، لكن بعد 54 ساعة توقف المجس تماماً بسبب نفاد بطاريته، وعدم قدرته في إعادة شحنها وبالتالي عدم قدرته على استكمال ا لاختبارات المقرر لها، وأعلنت الوكالة أنه ستجرى إعادة شحن بطاريات المجس مجدداً في شهر أغسطس (آب) المقبل للعام الجاري، عندما يصل المذنب إلى منطقة تجعل المسبار يواجه أشعة الشمس من جديد.
بتنفيذ تلك الرحلات الفضائية، والتغلب على تحدِّياتها الفنية الكبيرة، يتوقع العلماء إمكانية توسيع معرفتهم من خلال العيِّنات الملتقَطة من الكويكبات والمُذَنَّبات، أو المختبَرة على سطوحها عن الفترة التي سبقت ولادة النظام الشمسي وتطوره، وعن المراحل الأولية لتشكُّل الكواكب، وأخيرًا تحديد مصادر المياه والمركبات العضوية التي أدت إلى تشكُّل الحياة على كوكب الأرض.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews