قتلة «شارلي إبدو» يعيشون بيننا
قلة من الفتيان المتهورين المغرر بهم.. تم شحنهم دينيا بالأفكار الرجعية، جعلت من صحيفة تافهة لا يقرؤها ولا يعرفها إلا قلة من المثقفين فقط..
وكانت توشك على الانهيار والموت الإكلينيكي.. اسمها «شارلى إبدو» حولوها إلى صحيفة «عالمية» وأحيوها وهى فى سكرات الموت البطيء.. وفجأة بعد الاعتداء الغادر عليها فى الأسبوع الماضي، وزعت المجلة التى كانت شبه مجهولة ثلاثة ملايين نسخة من عددها أمس، وسوف تطبع ثلاثة ملايين أخرى نظرا لزيادة الطلب عليها!! وأصبحت على كل لسان من الهند حتى «ايست تايمور»!!
وتماما كما فعل الغباء مع مؤلف هندى كان مغمورا يدعى سلمان رشدي، لم يكن أحد يقرأ له أو يعرفه إلا فئة قليلة للغاية فى الأوساط الثقافية الانجليزية.. ولم يترجم له أى كتاب أو رواية إلى لغات أخري، غير أنه بعد الفتوى الغبية التى أصدرها آية الله الخمينى فى عام 1989 بإهدار دمه بعد صدور كتابه «آيات شيطانية» ، تحول هذا الرجل من كاتب مغمور إلى أديب «عالمي» يحصد الجوائز ومعها الأموال الطائلة، التى لم يكن يحلم بها وهو فى مخبئه فى لندن محاطا بأقوى حراسة من الشرطة البريطانية، ومثله الكاتب المصرى الراحل فرج فودة الذى اغتاله شخص جاهل فى عام 1992 بتحريض من جماعات الجهل المنتشرة فى ربوع المحروسة. ثم جاهل آخر، حاول اغتيال أديب نوبل نجيب محفوظ عام 1994، ولم يكن غريبا أن يقول هذا الشاب «محمد ناجي» إنه لم يقرأ أبدا كتب أو روايات محفوظ، وأنه عامل بسيط كلفته قيادات الجماعة الإسلامية بقتل محفوظ، لأنه «كافر» يستهزأ بالله والإسلام فى كتبه!!، وأن أوامر «أمير» الجماعة صدرت بناء على فتاوى الشيخ الكفيف المسجون فى أمريكا عمر عبدالرحمن!
وهكذا الأمر مع الشابين كواشى اللذين هاجما صحيفة «شارلى إبدو» فهما فى الغالب لم يقرآ الصحيفة أبدا.. ولم يعرفا حتى الرسوم المسيئة التى نشرتها للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإنما نفذا أوامر «جهلاء» آخرين يعيشون فى اليمن والعراق ومصر وليبيا أو غيرها، ومنهم كثيرون نعرفهم ويعيشون معنا وبيننا يؤمنون بتلك الأفكار، لا يقبلون أبدا إلا آراءهم وتفسيراتهم هم للإسلام والشريعة، واذا اختلفت معهم أو خالفتهم الرأى كنت كافرا وإهدار دمك «واجب شرعي»!!
(المصدر: الأهرام 2015-01-15)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews