عبد الستار قاسم لـ جي بي سي: حماس فشلت في الحكم ودعمت ماسونيين في الانتخابات الفلسطينية عام 2006 (ملف صوتي)
جي بي سي - أكدَ المحلل السياسي الفلسطيني والمرشح الرئاسي السابق والمقرب من التيارات الإسلامية البروفيسور عبد الستار قاسم، أن الإخوان المسلمين بحاجة للكثير من المعرفة السياسية والإدارية لإدارة شئون الدولة المصرية، مضيفاً :"الإسلام أوسع من المسجد والجماعة، فلا يكفي التعامل مع الجماعة فقط، إذ يجب أن يكون لديهم فهم واسع".
وأضاف في حوار خاص مع "جي بي سي": "هناك مشكلة لدى التيارات الإسلامية وعلى رأسها الإخوان المسلمين في الإدارة السياسية كون معرفتهم بالفلسفات المادية تقريباً معدومة مثل الرأسمالية وفلسفتها، ومعنى الحرية في الاشتراكية ونجاحها في بعض الدول وفشلها في أخرى وعما تتحدث الأديان الأخرى، متسائلاً: "طالما أنك لا تعلم عن الفلسفات العالمية شيئاً فكيف تريد أن تتعامل على مستوى عالمي وكيف ستختار التكتيكات المناسبة التي ستنجيك وتخرجك من المشاكل وتحرز التقدم في الظروف اليومية في حال حكمت دولة كمصر!".
ونصح البروفيسور الفلسطيني الإخوان المسلمين بالاستعانة بالقوميين، لأنهم أكثر فصاحة بالقضايا السياسية والمعرفية من الإخوان، ومن الناحية الإدارية عليهم الاستعانة بالخبراء والأكاديميين والسياسيين لأن لهم معرفة وعلم في الإدارة، أما الوزارات إذا أرادوا أن يأخذوها فليكن لهم ذلك، وفق قوله.
وقال قاسم: "إن عدم صياغة الدستور المصري قبل الانتخابات خطأ تكتيكي فادح وكبير، موضحا: "فمثلا ما هي صلاحيات كل من الرئيس ومجلس الشعب بعد الانتخابات في ظل عدم وجود دستور؟ ومن يحدد تلك الصلاحيات، والخطأ الآخر أن من يفوز بالانتخابات سيقوم بتشكيل اللجان التي سوف تقوم بصياغة الدستور بأغلبية منه، بينما من يجب عليه صياغة الدستور هم خبراء القانون والسياسة والإدارة والاقتصاد، وليس الأحزاب، لأن الأحزاب تطوع الدستور لبرنامجها".
وشكك قاسم في نجاح تجربة حماس الكاملة في الحكم، قائلاً: "إن تجربة الحركة تأتي ضمن حيز صغير وعدد سكان قليل، وكان عليها أن تتحمّل أعباء القضايا الإدارية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، لذا فهي نجحت نسبيا وليس كليا بسبب افتقادها لخبرة كافية، إضافةً إلى الحصار وشح الأموال، مشيراً إلى أن الأهم هو ابتعاد الآخرين عن الاشتراك معها في الحكم، فالفصائل الفلسطينية المنضوية تحت منظمة التحرير بقيت مع حركة فتح، وإذا كانت تريد أن تسير مع حماس عليها أن تضحي بالنعم التي تحصل عليها من فتح، والمتمثلة بأجرة مكتب ورواتب وسيارات، إضافةً إلى رغبة حماس أيضا في عدم إشراك الآخرين معها بالحكم".
وكشف عن ترشح وفوز بعض الأشخاص المنتمين إلى الحركة الماسونية العالمية ضمن قوائم حركة حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، مع علم حماس بذلك.
وأضاف قاسم :"المهرجان الذي أقامته حماس في غزة بعد حرب الأيام الثمانية دعت إليه رجل أعمال فلسطيني كبير من الضفة الغربية، كان قد استضاف إسرائيليين في بيته بالضفة الغربية قبل حضوره الحفل بأسبوعين، لذلك لا يوجد لديهم أي أفق سياسي، بينما انظر إلى إيران حينما قالت لها أمريكا إنها تريد أن تتفاوض معها، وافقت مشترطة رفع كل العقوبات عنها".
وأوضح قاسم أنه لم يكن لحركة حماس استراتيجية سوى المقاومة، ولم يكن في برنامجها الإدارة أو العمل السياسي، مضيفا : "كتلة التغيير والإصلاح منبثقة عن الحركة، وهي الجناح السياسي لها وتفتقد للخبرة الإدارية والسياسية، وهذه هي المشكلة الأساسية التي تنقص الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية بصورة عامة، وبالتالي فان التيارات الإسلامية إجمالاً لا يوجد لديها خبرة في إقامة العلاقات العامة وإدارة المؤسسات العامة بسبب انعزالها غير الواعي عن المجتمع الأوسع، بحيث يظنون أن العالم كله مسجد، وحينما تخرجهم من المسجد بين الناس لا يستطيعون العمل، وهذه هي المشكلة الأساسية لكل التيارات الإسلامية".
وقال قاسم :"أعمل في الحقل السياسي منذ أكثر من 40 عاماً، وخدمت المقاومة إعلامياً بشكل كبير، إلا أن الشخصيات الحمساوية لم ترفع سماعة الهاتف في أي وقت من الأوقات إطلاقاً لتستشيرني بشئ، وأحياناً أشعر أنهم يستخدمونني فقط، فمثلا، أيام الانتخابات الرئاسية عام 2005 رشحت نفسي وكنت تحدثت مع الشهيد عبد العزيز الرنتيسي قبلها، وقبل الانتخابات بأسبوعين تحدثت معهم لدعمي، فقالوا لي وبكل سذاجة سياسية إن محمود عباس صديقنا وقررنا أن ندعمه من خلال عدم مشاركتنا بالانتخابات، وبالفعل حينما قرروا عدم الانتخاب أفشلوني فانسحبت من الانتخابات".
اللقاء مع عبد الستار قاسم:
(المصدر: - خاص - محمد عثمان- غزة)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews