حماس والسلطة الفلسطينية في نقطة غليان
ظهر أول أمس في قناة «الجزيرة» عنوانين كبيرين: الاول كان أن منظمات لحقوق الانسان في إسرائيل تزعم أن السلطة الفلسطينية تعطي الاستخبارات الإسرائيلية أسماء وتقارير تم الحصول عليها من خلال تعذيب نشطاء حماس. والثاني تحدث عن امين عام اللجنة المركزية لفتح، جبريل الرجوب، الذي يهدد بأن الوضع الذي «خطفت فيه حماس قطاع غزة» لا يمكن أن يستمر. وقد انتشرت شائعات في الماضي حول تنظيم قوة عسكرية فلسطينية في سيناء تحت قيادة محمد دحلان من اجل طرد حماس من غزة. ويتبين أن كل ذلك كان «كلام فارغ».
شخصية فلسطينية رفيعة المستوى قالت هذا الاسبوع إن الوضع الذي نشأ في مناطق السلطة الفلسطينية لا يمكن احتماله. ومجرد وجود امارة حماس الإسلامية الانفصالية في غزة، يشل «المشروع الوطني» الفلسطيني. الآن توجد قيادة السلطة الفلسطينية على مفترق قرارات حساس لا يمكن التملص منه بعد، ويخص القضاء على حماس. حسب اقوال الشخصية، فان موضوع حماس هو مشكلة استراتيجية مصيرية ستكون في مركز الحسم الذي سيتم في اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح في الشهر القادم. وقد وصفت الشخصية الاحراج الذي تعاني منه حركة فتح، العالقة بين «مطرقة» ادارة المناطق وأمن مؤسسة الرئاسة وبين سندان الاحداث وغياب شعبية السلطة الفلسطينية لصالح حماس التي تستمر في تحريض المناطق وتتهم السلطة بالخيانة. هذا الاحراج يخلق الشعور بالضائقة في اوساط فتح ويهدد نظام الرئاسة ومستقبل السلطة ككل.
على خلفية المحاولات الفاشلة للتوصل إلى اتفاق مصالحة مع حماس، فان السلطة الفلسطينية توجد أمام طريق مسدود. ويزداد الشعور أن لحظة الحقيقة قد حانت وأن على فتح أن تتخذ القرارات في أسرع وقت ممكن لمنع انهيار السلطة وانقاذ «المشروع الوطني الفلسطيني». وحسب اقواله فان هذه هي الخلفية لتصريح الرجوب الهجومي ضد حماس، والذي يعكس الفهم أنه يجب فعل شيء ضد المنظمة الإسلامية وعدم الاكتفاء بالاقوال.
إلا أنه حتى الآن لم تنجح السلطة الفلسطينية في ادخال حتى لو شرطي واحد من الحرس الرئاسي إلى معبر رفح. كبار السلطة يعرفون أن استخدام القوة والصلاحيات ضد حماس يمكن أن يتم فقط من الحدود المصرية وليس كمتعاونين مع إسرائيل. وكاشارة مقلقة حول ما سيأتي، يتبين أن اقوال الرجوب التهديدية قد تمت ازالتها من وثائق «الجزيرة» بعد نشرها بوقت قصير. وقد فهمت السلطة الفلسطينية أن ضرر هذه التصريحات أكبر من فائدتها.
في الوقت الحالي يتعرض الجمهور إلى حملة تحريض متواصلة حول اقتحامات جوية للتخويف فوق القطاع، وتحرش إسرائيل بالصيادين على الشواطيء، قتلى، هدم بيوت متوقع في قباطية واعتقال عشرات الفلسطينيين. حسب اقوال الشخصية الفلسطينية، فانه بسبب الجمود وحقيقة أن السلطة الفلسطينية غير قادرة على تحقيق أي انجاز من إسرائيل، فان المعنويات الفلسطينية الوطنية والأمل غير موجودين. وحسب زعمه، وبناءً على الدروس من غزة والخوف من «امارة حماس» جديدة في يهودا والسامرة «فان إسرائيل تلعب بالنار» من خلال تصميمها على عدم التقدم في الحل السياسي.
وحسب اقواله، التصميم الإسرائيلي لعدم التقدم في المسيرة السياسية أو على الأقل اعطاء السلطة الفلسطينية الشعور بانجاز معين أمام الجمهور المشتعل في الميدان، هذا يصب في صالح حماس وقد يؤدي إلى تحطم السلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة ايضا. في ظل استمرار اعمال العداء والقتل وهدم البيوت، تستمر حماس في زيادة شعبيتها في يهودا والسامرة على حساب فتح، بل وتحظى بالتعظيم في اعقاب الاقوال حول بناء ميناء في غزة وترتيبات سرية حدثت بين حماس وإسرائيل ـ في الوقت الذي تعارض فيه إسرائيل أي حوار بين حماس والسلطة الفلسطينية.
في ظل هذه الاجواء التصعيدية يبدو التعاون الامني الذي تجريه السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، خيانة. هذا الادعاء يتم تعزيزه من قبل «الجزيرة». وفي هذا الاطار نشر في هذا الاسبوع تقرير يقول إن اجهزة السلطة الفلسطينية تعتقل وتعذب نشطاء حماس وتقدم اسماء وتفاصيل التحقيق والتقارير لإسرائيل. وفي الوقت الذي كان فيه عرفات، مؤسس فتح، يستخدم عمليات حماس من اجل التخويف والابتزاز ودفع إسرائيل لتقديم التنازلات، إلا أنه لم يكن يتوقع أن ذيل الكلب سيضرب الكلب ويحول فتح إلى مجموعة خالية من الاشخاص.
إسرائيل اليوم 25/2/2016
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews